متفرّقات
19 كانون الأول 2022, 07:15

كاريتاس لبنان احتفلت بذكرى يوبيلها الذّهبيّ في صيدا

تيلي لوميار/ نورسات
لمناسبة مرور 50 عامًا على تأسيسها انطلاقًا من مدينة صيدا، احتفلت "كاريتاس لبنان" بيوبيلها الذهبي حيث أقامت احتفالًا حاشدًا في البلدية بمشاركة فعاليّات المنطقة ووجهائها، وراعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، راعي أبرشية صيدا ودير القمر لطائفة الروم الكاثوليك المطران ايلي الحداد، راعي أبرشية صيدا ودير القمر للطائفة المارونية المطران مارون العمار، ممثل المطران الياس كفوري الأب ابراهيم سعد، رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم، رئيس رابطة كاريتاس لبنان الأب ميشال عبود، المونسنيور مارون كيوان، المونسنيور الياس الأسمر، الأب جهاد فرنسيس وجمع كبير من الشخصيات والآباء والكهنة. وكان في استقبال الحضور الأب عبود ونائبه الدكتور نقولا الحجار ورئيس كاريتاس صيدا ياسر سميا.

 

إستهلّ الإحتفال بالنشيد الوطني، ثم نشيد اليوبيل الذهبي لكاريتاس، فترحيب من عريف الحفل الزميل ماجد بوهدير ثم إبتهال ديني إسلامي قدمه الشيخ خالد يموت.

 

وألقى رئيس بلدية صيدا كلمة قال فيها: "تتشرف بلدية صيدا بأن تستضيف اليوم حفل مرور 50 عامًا على تأسيس كاريتاس لبنان في صيدا منذ العام 1972. لكن الحقيقة، هي أن عمر كاريتاس في صيدا، أكثر من 50 عامًا، فعمرها يمتد إلى 2000 عام مضت، يوم وطأت أقدام السّيّد المسيح عليه السلام صيدا كما ذكر في الإنجيل، حيث شفى المرأة الكنعانية في زاروب يعرف اليوم بحي الكنان. وبعدها، على طريق التبشير بالسّيّد المسيح من أورشليم إلى أنطاكية، مرّ القدّيسان بولس وبطرس ليكملا رسالة السّيّد المسيح، حيث يوجد في صيدا 4 كنائس يعود تاريخ بنائها إلى أوائل أيام الرسالة المسيحية. واذا كان البابا يوحنّا بولس الثاني قال عن لبنان أنّه بلد الرّسالة، فصيدا هي مدينة الرّسالة. في صيدا، لا أحياء مخصّصة لطائفة معيّنة، فالكلّ فيها يتشارك الأفراح والأتراح، لتجسّد بذلك ليس فقط العيش المشترك، بل العيش الواحد. لأجل هذا، ليس مستغربًا أن تنتج هذه المسيرة، حبّة الحنطة المباركة التي هي كاريتاس، زرعت في صيدا وأخرجت ثمارًا كثيرة على مستوى صيدا والوطن".  

أضاف: "منذ التأسيس، والعلاقة بين كاريتاس وصيدا هي علاقة احتضان وتكامل متبادل، حضنت صيدا وأهلها كاريتاس، فبادلتهم كاريتاس هذا بوقوفها إلى جانبهم اجتماعيًّا وطبيًّا ومدرسيًّا ومهنيًّا ومن خلال مساعدات شتى، في كل ظروف الحرب، واجتياح العدو الإسرائيلي. وفي حرب تهجير المسيحيين عام 1985 كانت جزءًا مما عرف يومها بالمجلس السياسي من خلال عضوية رئيس إقليم كاريتاس صيدا أنذاك الخوراسقف يوحنا الحلو، ومن ثم في حرب تموز 2006 كانت كاريتاس أوّل من لبّى نداء الإغاثة للمهجرين في دار البلدية. واليوم، كاريتاس هي ركن أساسي في تجمّع المؤسسات الأهلية في صيدا، والذي ساهم بتوزيع المساعدات البلدية بعد ثورة 17 تشرين، وحملات التوعية خلال جائحة كورونا، كما كانت كاريتاس في طليعة الفرق التي وصلت مع بلدية صيدا ليل انفجار مرفأ بيروت".  

وتابع: "المجتمعات لا تبنى يا سادة إلّا بتكافل أبنائها، والتعاون بين بلدية صيدا وكاريتاس مبني على هذا الأساس المتين من المحبّة المتبادلة، وكما تحبّ الأم أطفالها أحبّت صيدا كاريتاس، وأطلقت شارعين باسم رئيسين سابقين لإقليم كاريتاس صيدا، والكلام عن المحبّة يطول".  

وختم السعودي: "وفّق الله هذه المؤسسة إلى مزيد من التألّق والعطاء، وسلامًا إلى روح كلّ من توالوا على رعايتها منذ التأسيس وعلى رأسهم الأخ الياس المعماري ابن مجدليون، وأطال الله بعمر القيّمين الحالييّن عليها، إلى مزيد من اليوبيلات، "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" .

 

من جهته، استهل المفتي سوسان كلمته مهنئًا اللبنانيين عامّةً والطوائف المسيحيّة بخاصة بعيد الميلاد وبكلّ الأعياد "التي تحمل معها قيم المودّة والمحبّة والسّلام والخير للإنسان. فكلّ عام والجميع بخير، ونسأل الله أن تعود هذه الأيام ولبناننا يخرج من أزماته والإنسان فيه يخرج من عثراته".

أضاف: "خمسون عامًا من العطاء الإنساني والتربوي والاجتماعي والصحي ومستمرة كاريتاس بالخير والفضل. ومن صيدا إلى كلّ لبنان يكبر الحلم وتتحقّق الأمنية للوطن بدون تفريق أو تمييز بين دين ودين ومذهب ومذهب ومنطقة وأخرى، العنوان هو الإنسان والهدف هو العطاء من صيدا مدينة الوفاء إلى كلّ لبنان. لم يخطىء العنوان لأن صيدا كانت وما زالت نموذجًا للعطاء".

 

أما المطران العمار فقال:  "خلال المحن الكبيرة التي مرّ بها الجنوب ومنها الاجتياح الإسرائيلي والتهجير والقصف الإسرائيلي سنة 1996 وسنة 2006، والمحنة التي نمر بها منذ سنة 2019 كانت كاريتاس الحاضرة الدائمة لتلبّي الحاجات قدر المستطاع وبدون تمييز. فهي دائمًا قرب الفقير والمهمّش والمريض والمسجون والوحيد، ونجاحها في الظروف الخطرة المتعاقبة على لبنان جعل كاريتاس مضرب مثل في العطاء من دون تمييز".

وتابع: "أطلب من المركزية في كاريتاس أن تعير مجددًا أهمية كبرى لنشاطات الشبيبة وتصرف عليها الأموال اللازمة لتعود وتحمل كاريتاس إلى حيث يجب أن تكون. شبابنا مستقبلنا في الوطن والمجتمع والكنيسة، فلنساعدهم لكي ينموا في روحانية كاريتاس، روحانية التعاون والمشاركة والمواطنة والخدمة الاجتماعية من دون مقابل . هذا هو الخير الذي أطلبه من كاريتاس اليوم وكم أود أن يعمّم على أرض الوطن بكامله".

 

وكانت كلمة لعسيران قال فيها: "كاريتاس هذه الكلمة اللاتينية التي تعني المحبّة والرّحمة، ترجمها القيّمون عليها بمد يد العون للمعوزين والمحتاجين من أبناء صيدا والجوار فتمكّنت من بلسمة جراح من جارت عليهم الظروف وكثيرون هم في أيّامنا الحاضرة. إنّ كاريتاس تتقدّم باستمرار بخطى مباركة في سياسة التنمية البشرية والخدمات الاجتماعية والمساعدات الإنسانية. نبارك لمؤسسة كاريتاس يوبيلها الذهبي".

 

أما كلمة كاريتاس ألقاها الحجار فقال فيها: "أجل نحتفل اليوم باليوبيل الخمسين لهذا الحدث الذي يتّسم بوجه نموذجي ذو وقفتين لتاريخيّة كاريتاس في وطنها الأم ومسقط رأسها مدينة صيدا. الوقفة الأولى لاهوتيّة تتجسّد فيها علامات الصمود والعناد للتاريخ المسيحي المتجذّر في أرض صيدا وفي ضمير أبنائها المرتكز على القيم الرّوحيّة والفضائل الأخلاقية في مسيرتهم نحو ملكوت الله. اليوم كما بالأمس شعلة محبّة كاريتاس الذراع الاجتماعيّة للكنيسة الكاثوليكيّة تنير العتمة والظلمة لمن التجأ إليها".  

وأضاف: "إستمرت  على مرّ الزمن، العطاءات والمواقف الشجاعة لرجالات المدينة في الحياة السياسيّة والاجتماعيّة حتى الشهادة. كتبت صيدا تاريخ لبنان بدم بطل الاستقلال الرئيس رياض الصلح والزعيم معروف سعد حبيب الفقراء والمدافع عن حقوقهم والدكتور نزيه البزري طبيب الفقراء ودولة الرئيس رفيق الحريري رجل الإعمار والإمام موسى الصدر رجل العقل والإعتدال والوطنية بإمتياز، وسواهم كثر ممن تفانوا في خدمة المواطن والإنسان تعزيزًا لمعنى الوطنية".

وختم الحجار: "نعم امتازت صيدا في العيش المشترك بين أبنائها وتميزت بتجاوز كنائسها وجوامعها حيث ترفع كلّ ديانة صلاتها إلى الخالق بلغّتها وأسلوبها فتمتزج في أجواء المدينة أصوات أجراس كنائسها بأصوات مؤذني جوامعها لتؤلف سمفونيّة واحدة متعدّدة النغمات تؤدي العبادة والتسبيح لله الواحد الأحد. كما توحّدت صفوف الأساقفة والعلماء المسلمين ورجالاتها من أجل تحقيق الخدمات الاجتماعيّة والإنمائيّة لشعبهم الصيداوي ومن دون تفرقة".

 

بعد ذلك، تمّ تكريم سميا وتسليمه درع الاحتفال وتسليم شهادات لأعضاء الرّابطة وللداعمين .

وختامًا كانت إبتهالات دينيّة مسيحيّة ألقاها جوزيف جبور، بعدما تخلّل الاحتفال عرض فيديوهات وشهادات عن كاريتاس.