ثقافة ومجتمع
15 حزيران 2018, 13:00

كبرنا على أياديهم.. فتكبّرنا عليهم

ماريلين صليبي
قد تلهينا الأيّام بمشاغلها واستحقاقاتها عن إنسانيّتنا، فنفرح بنضجنا ونموّنا وجمال رشدنا متناسين أنّ العمر لامس كبارًا أيضًا باتوا يقتربون من النّهاية شيئًا فشيئًا.

 

ولأنّ الأنانيّة آفة متجذّرة في قلب كلّ منّا، بتنا في عصر الفساد نستسلم للعنف الذي يغذّي فينا روح الحسد والبغض والكبرياء، عندها تكون الضّحيّة الأكبر مسنّين ذنبهم الوحيد أنّهم كهلوا.

غير أنّ تاريخ اليوم يأتي ليستيقظ نوم ضمائرنا، فهو مناسبة لا بدّ فيها من أن نستذكر من نهملهم بتصرّفاتنا.

في اليوم العالميّ للتّوعية بشأن إساءة معاملة المسنّين، لا بدّ من أن يعيد البعض منّا النّظر في علاقته بكبار أحنى تعب الدّهر ظهورهم.

فكيف لنا أن نقسو على من علّمنا القيم؟

كيف لنا أن نبغض من علّمنا المحبّة؟

كيف لنا أن نسيء إلى من أحبّنا؟

كيف لنا أن نبخل على من أكرمنا؟

كيف لنا أن نجوّع من أطعمنا؟

كيف لنا أن نشتم من هذّب ألسنتنا؟

كيف لنا أن نميل بنظرنا عمّن سهر علينا؟

كيف لنا أن نهمل من اهتمّ بنا؟

هم من كبرنا على أياديهم، فلم نتكبّر عليهم؟ هم بركة الأيّام ونصيحة الصّبا، هم من بتجاعيد وجوههم أشرقت وجوهنا.

هم من بعطاء فرحهم فرحت قلوبنا، فلنحترمهم ولنكرّمهم لأنّ الأيّام ستلحق بنا النّصيب ذاته ونصبح مسنّين نتوق إلى من يغمرنا بالمحبّة!