متفرّقات
13 شباط 2023, 11:00

كلّاس يصلّي في الذّكرى الأولى لقدس الأب العام سمعان عبد الأحد

تيلي لوميار/ نورسات
في الذّكرى الأولى لقدس الأب العام سمعان عبد الأحد، كتب وزير الشّباب والرّياضة في حكومة تصريف الأعمال الدّكتور جورج كلّاس مصلّيًا:

"سنة أولى في السّما.!

مَقامُ الرّاهبِ الجُلْجُثِي!

أغلق الارشمندريت سمعان عبد الأحد، الرّئيس الأسبق للرّهبنة الباسيليّة الشّويريّة سِفْرَه الأرضيّ، بعد جِهادٍ وفير من سنيهِ المبروكةِ يُمْنًا وعَطاءاتٍ كثيرةٍ في التّنظيم الرّهبانيّ والكتابات اللاّهوتيّة والطّقسيّات التي أغنَتِ تراث الكنيسة الرّوميّة الملكيّة الكاثوليكيّة، ناضِحًا في مضامينها روحانيّاتٍ سلاميّةً بأسلوبٍ تبسيطيّ إنفتاحيّ إنمازَتْ بهِ كتاباته وعِظاته ومداخلاته على مدى سبعين سنة من الكهنوت والجهاد في حقل الرّبّ..!

}أبونا سمعان}، الذي يرتقي اليوم الى مجد الآب، كان كثيرين في واحد..!

}روميته الملكية} كانت منطلقًا روحيًّا لأن يكونَ كاهنًا للكلِّ ومن أجل الكلّ، انفتاحيٌ تلاقويٌ ، بعيدًا عن أن أيّ إنغلاقيّةٍ وقوفيّةٍ جموديّة..!

حمل صليبه الخشبيّ علامة إلتزام وإعلان، انه جُلجُثِيُّ السّيرة و المسار..!

كانَ سوريًّا كثيرَ اللّبنانيّة، ناقِسًا جرسَ الصّلاة، رتَّالاً بصوْتِ الحقِّ، سيَّافًا بالحقيقة، صاخِبًا بجرأةِ ، مؤمنًا شديدَ الوثوقِ من رسوليّتِهِ، ناذرًا نفسه أن يكون رجلَ إيمانٍ، وكنيسة ًقلبيّةً لكل أبناء الله.

أبونا سمعان المَذبَحِيُّ الهادئ، قامة روحيّة كنسيّة ولاهوتيّة فكريّة، أبِّدَتْ ذِكرها بنفسها، كتبتْ سيرتها بمجدِ الحِبر الذي يُخَطُ به (سنكسار القدّيسين) العظيمي الشّأن والطيِّبي الذِكْرِ والسّاكنين قلبَ الله والسّامين المقام..!

ذات يومٍ كان يستضيفنا في دير مار أنطونيوس القرقفي في رشميا هو والأاب الرّئيس الأرشمندريت جورج نجّار والأب فادي الرّاعي، بمعيَّةِ الأب منصور لبكي وأخيه المرحوم العميد جوزف لبكي، سألناه بإهتمامٍ وشغف عمّا إذا كان سيكتب ذكرياتٍ وأسرارياتٍ صامتة حول مشاركاته في بعض اجتماعات (الجبهة اللّبنانيّة)، إذْ كانَ مُمثلاً للرّهبانيّات الكاثوليكيّة فيها، وهو الذي واكب نضالات الجبهة ونجاحاتها، وعانى خيباتها وإخفاقاتها؟

بلع بسمته، تشردق، غَصَّ، أغمضَ حَدقتيه، بلع ريقَه تمتم وقال بصوتٍ خفيض: لا أريد أن أتذكَّر، ولَنْ أريد أن أذكر، أيَّ حرقةٍ أو دمعةٍ ، لأن الحسراتِ كتَبَتْنا، وكسرتِ القلم وأغْلَقتِ {سِفرَ تكوين المحبة} ، الذي كنّا نحاولُ كتابته... أنا فقط أُصَلّي أتحسَّرُ واتَرَحّم !!

كان هذا الكثيرُ الغفرانات يقول: إنَّ أرقى رُتَبِ الخِدَمِ الإيمانيّة، هي أن تكون كاهنًا...! أمّا مراتبُ التّصنيفِ والتّرتيبِ، فشأنٌ تنظيميّ بحت.!

رُتبتُهُ أبونا سمعان، أنّه قَعَّدَ أُسُس التّواضع وطبَّقَ النذورَ الثّلاثة، ثمَّ ربَّعها بأنْ أضاف إليها نُذْرًا روحيًّا، أنُ يكون الرّاهبُ عفيفًا فقيرًا مطيعًا ومشاعيَّ المحبّة...!

كان كبيرًا في حضوره و سيبقى كبيراً في غيابه...!"