لبنان
22 حزيران 2022, 12:30

كلمة البطريرك يونان خلال افتتاح اجتماعات السّينودس في دير الشّرفة

تيلي لوميار/ نورسات
إفتتح بطريرك السّريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثّالث يونان اجتماعات السّينودس السّنويّ العاديّ لأساقفة الكنيسة السّريانيّة الكاثوليكيّة الأنطاكيّة صباح الثّلاثاء، في دير سيّدة النّجاة- الشّرفة، بالصّلاة والابتهال إلى الرّوح القدس كي يهدي الآباء لما فيه خير الكنيسة والمؤمنين، في جلسات متتالية تستمرّ لغاية السّبت.

في الجلسة الافتتاحيّة، ألقى يونان كلمة جاء فيها:

"إخوتي الأجلّاء، آباء سينودس كنيستنا السريانيّة الكاثوليكيّة الأنطاكيّة، رؤساء الأساقفة والأساقفة الجزيلي الاحترام:  

ܚܽܘܒܳܐ ܘܰܫܠܳܡܳܐ ܒܡܳܪܰܢ ܝܶܫܽܘܥ ܡܫܺܝܚܳܐ ܠܟܽܘܢ ܡܫܰܟܢܺܝܢܰܢ܆ ܕܒܰܫܡܶܗ ܩܰܕܺܝܫܳܐ ܡܶܬܟܰܢܫܺܝܢܰܢ ܒܗܳܕܶܐ ܣܽܘܢܳܗ̱ܕܽܘܣ ܩܰܕܺܝܫܬܳܐ ܐܰܡܺܝܢ ܡܳܐ ܛܳܒ ܘܡܳܐ ܫܰܦܺܝܪ܆ ܠܰܐܚ̈ܶܐ ܡܳܐ ܕܥܳܡܪܺܝܢ ܐܰܟ̣ܚܕܳܐ  

يسرّني أن أرحّب بكم جميعًا، وأعبّر معكم عن الفرح بتجدُّد اللّقاء معًا لنتشارك هموم كنيستنا وشؤونها وشجونها في الشّرق كما في بلاد الانتشار.  

نفتتح معًا في هذا الصّباح، في مقرّنا البطريركيّ الصّيفي، في دير سيّدة النّجاة– الشّرفة، السّينودس الأسقفيّ السّنويّ العاديّ لكنيستنا، والّذي كنّا قد دعوناكم للمشاركة فيه، بعد أن رفعنا معًا مساء البارحة ذبيحة القدّاس، واضعين همومنا وآمالنا بين يدي الرّبّ. قلوبنا تلهج بالشّكر لله، أبي الأنوار وينبوع المراحم، لِما أنعم علينا وعلى جماعاتنا الكنسيّة من بركات وخيرات خلال العام المنصرم. وفي الوقت عينه، لا ننسى الصّعوبات والتّحدّيات والمعاناة الّتي واجهَتْنا جميعًا، في بلادنا عامّةً، ومع جماعاتنا الكنسيّة بشكل خاصّ.  

ويسعدني أن أرحّب، باسمكم جميعًا، بإخوتنا أصحاب السّيادة الأساقفة الجدد الّذين نالوا ملء الكهنوت يوم السّبت الماضي بوضع يدنا في احتفال مهيب يتكرّر في كنيستنا لأوّل مرّة منذ تسعة وخمسين عامًا، وهم: مار يعقوب جوزف شمعي رئيس أساقفة الحسكة ونصّيبين، ومار أفرام إيلي وردة مطران أبرشيّة القاهرة والنّائب البطريركيّ على السّودان، ومار اسحق جول بطرس المطران في الدّائرة البطريركيّة. ندعو لهم، في المحبّة والصّدق، بخدمة أسقفيّة مباركة مليئة بالثّمار اليانعة، ونرحّب بهم إخوةً أحبّاء في مجمعنا الأسقفيّ.  

ولا يغيب عن بالنا أخوانا الجليلان اللّذان لم يتمكّنا من الحضور معنا في هذا السّينودس، وهما: مار غريغوريوس الياس طبي رئيس أساقفة دمشق سابقًا، لأسباب صحّيّة، ومار باسيليوس جرجس القسّ موسى الزّائر الرّسوليّ في أستراليا ونيوزيلندا، والّذي تعذّر عليه الحضور بسبب عدم تمكُّنه من مغادرة أستراليا.  

مع افتتاح هذا السّينودس، لا تغيب عن بالنا الأوضاع المؤلمة الّتي تشهدها منطقتنا وتعصف ببلداننا المشرقيّة، والّتي ستنال حيّزًا مهمًّا من البحث والتّحليل خلال جلسات سينودسنا، لاسيّما وأنّ كنيستنا قد نُكِبت بها بشرًا وحجرًا، وقد لا نلمّ بنتائجها الوخيمة إلّا بعد جيلين أو ثلاثة. لكنّنا نبقى شعب الرّجاء بالرّبّ يسوع وبكلمته المحيية، ورجاؤنا به لا يخيب. "لا بل نفتخر بشدائدنا نفسها، لعلمنا أنّ الشّدّة تلد الثّبات، والثّبات يلد فضيلة الاختبار، وفضيلة الاختبار تلد الرّجاء، والرّجاء لا يخيِّب صاحبه، لأنّ محبّة الله أُفيضت في قلوبنا بالرّوح القدس الّذي وُهب لنا..." كما يعلّمنا رسول الأمم (روم 5: 3 ـ 5).  

لقد تأمّلنا البارحة مع حضرة الأب الواعظ أيّوب شهوان، الرّاهب اللّبنانيّ المارونيّ، حول مفهوم دعوتنا الأسقفيّة، وتحدّيات خدمتنا، وعلاقات الأسقف مع إخوته الأساقفة والكهنة والمؤمنين الموكَلين إلى رعايته. نضرع إلى الرّبّ أن ننهل من هذه الخلوة الرّوحيّة القصيرة، زوّادة إيمان ورجاء كي نتابع خدمتنا الأسقفيّة، بروح الرّاعي الصّالح وحكمة المدبّر الحكيم.  

وبالروح المجمعيّة (السّينودسيّة) المعروفة بـ"الشّركة الأسقفيّة" الّتي تتميّز بها الكنائس الشّرقيّة، نجتمع لكي نتحمّل سويةً أعباء مسؤوليّاتنا في خدمة كنيستنا السّريانيّة، متضامنين ومتّحدين حسب وصيّة المعلّم الإلهيّ، راعينا ومثالنا، فنتبعه بأمانة، ونشهد له بمصداقيّة الرّسل الحقيقيّين الّذين يرون في الدّعوة الأسقفيّة قبل "الكرامة" واجبَ الخدمة بالتّواضع وبذل الذّات، وفوق كلّ ذلك بالمحبّة المتبادلة الّتي جسّدها معلّمنا الإلهيّ، وتغنّى بها آباؤنا السّريان إذ قالوا: « ܐܳܘ ܚܽܘܒܳܐ ܟܡܳܐ ܒܰܣܺܝܡ ܐܰܢ̱ܬ ܒܪܺܝܟ ܐܺܝܠܳܢܳܟ. ܟܽܠ ܐܰܬܪܳܐ ܕܺܐܝܬ ܒܶܗ ܡܶܢܳܟ ܟܽܠܶܗ ܫܰܝܢܳܐ ܡܠܶܐ ». وترجمتها: "ما ألذّكِ أيّتها المحبّة، وما أجمل شجرتكِ. كلّ مكان تحلّين فيه (أيّتها المحبّة) يمتلأ أمانًا" (من صلاة رتبة المسامحة ܫܽܘܒܩܳܢܳܐ في بداية الصّوم الكبير).

أيّها الإخوة الأعزّاء، يأتي اجتماعنا هذا في ظلّ صعوباتٍ جمّة وأوضاعٍ عصيبة يعيشها العالم عامّةً، ولاسيّما شرقنا الغالي. وتأتي في طليعة هذه الصّعوبات، الأزمات الاقتصاديّة الخانقة، لذا سعينا ولا نزال نسعى للقيام بمسؤوليّاتنا في النّطاق البطريركيّ، على صعيد الأبرشيّات والرّعايا والمؤسّسات الكنسيّة، رغم عجزنا في تلبية كامل الحاجات للآلاف من العائلات الّتي تعاني من الفاقة، وقد أضحت ضروريّةً مرافقةُ الشّباب والطّلّاب الّذين يجابهون مستقبلاً غامضًا في بلداننا المشرقيّة، لاسيّما في لبنان وسوريا والعراق.  

وإن كانت الخضّات الأمنيّة قد انحسرتْ في السّنوات الأخيرة، فالتّحدّيات المصيريّة لا تزال تزداد تعقيدًا، فقد دخلنا داخل نفق لم تنقشع ظلمتُه بعد! وأجواء القلق والحيرة إزاء المستقبل تخيّم على الكثيرين، لأنّ الأوضاع المعيشيّة قد تدهورت، واضطررنا إلى تجميد الكثير من المشاريع الخيّرة. رجاؤنا راسخٌ بأنّ الكنيسة "عروس الختن السّماويّ"، المتألّمة في مسيرتها الأرضيّة، ستبقى مهما اشتدّت العواصف، حاملةً مشعل الخلاص وناشرةً نور الحقيقة لجميع الشّعوب. وليس لنا سوى أن نكرز بوعد الرّبّ الفادي: "أنا معكم كلّ الأيّام حتّى انقضاء العالم!" (لوقا 21: 28).  

ولكي نقوى على نشر الرّجاء، فوق كلّ رجاء، بين المؤمنين، وإقناع الأجيال الصّاعدة على الثّبات في أرض الآباء والأجداد، علينا أن نتذكّر جوهر خدمتنا الأسقفيّة، فنشهد للوحدة والشّراكة فيما بيننا، بالرّوح السّينودسيّة الحقّة، ونحن نتواكب مع الكنيسة الجامعة لإعداد السّينودس الرّومانيّ القادم لعام 2023، وموضوعه، كما تعلمون: "كنيسة سينودسيّة: شركة وشراكة ورسالة."  

كما يتوجّب علينا عيش المصداقيّة وتفعيل الأمانة للرّبّ وللكنيسة، بالشّركة الرّوحيّة الّتي تجمعنا رغم تنوّع الانتماءات الوطنيّة واختلاف الجغرافيا، كي نقدّم الشّهادة الحقيقيّة للنّفوس الموكَلة إلى خدمتنا، بأنّنا كنيسة واحدة في الإيمان والتّراث والشّهادة. علينا أن نُبدع بالمحبّة الفاعلة، ولا نكتفي بتبادُل التّحيّة من باب اللّياقة، بل علينا أن نكسر حواجز قد تعيقنا في الانفتاح الأخويّ الصّادق، واحدنا على الآخر، في هذه المرحلة الخطيرة الّتي تجتازها كنيستنا. لنشعر مع إخوتنا الأساقفة الّذين تحمّلوا الكثير في السّنوات الماضية وما زالوا، ونكتشف احتياجات أبرشيّاتهم ورعاياهم، إكليروسًا وشعبًا، ونتجاوب معهم بقدر ما أولانا الرّبّ من مواهب وإمكانيّات.  

وهنا أحثّ الجميع على تقاسُم الهموم والآمال الرّعويّة بزيارات متبادلة، بعد أن زالت الحواجز بين بلداننا، لاسيّما سوريا والعراق البلدين المنهكَين لسنين طويلة! هلمّوا ننطلق بفيضٍ من الرّوح القدوس، نحمل أثقال بعضنا بعضًا، ونكرز بكلمة الرّبّ المحيية والمانحة العزاء.  

لذا لا يغيب عن بالنا الوضع الاقتصاديّ المتردّي في سوريا، والّذي يزيد من الفقر والمعاناة. ونأمل أن تتضافر جهود المسؤولين للنّهوض بسوريا وإعادة بنائها وازدهارها. وقد لمسنا الجهود الّتي تُبذَل لمساعدة أبنائنا على الصّمود خلال زيارتنا الأخيرة إلى دمشق، حيث شاركْنا في مؤتمر للمنظّمات الكنسيّة المانحة.  

أمّا العراق، فإنّنا نتطلّع إلى المزيد من اللّحمة الوطنيّة بين مختلف مكوّناته، كي تتشكّل السّلطات فيه، وتستقيم أمور الإدارة، لما فيه خير المواطنين. ونحن نتذكّر بفرح زيارتنا الأبويّة الأخيرة إليه، حيث احتفلنا مع أبنائنا في قره قوش (بغديدي) بمسيرة الشّعانين، والّتي شارك فيها ما يقرب من عشرين ألف شخص. يا له من مصدر عزاء وفخر عظيم لكنيستنا! واحتفلنا بالقدّاس الإلهيّ في كنيسة البشارة، وهي الكنيسة الأولى الّتي أعيد بناؤها في الموصل المدمَّرة، وأحيينا رتبة النّهيرة في برطلّة.  

لا ننسى أحوال أبنائنا في بلدان الشّرق، من مصر الّتي تنعم بالأمان بسبب حكمة قيادتها ومسؤوليها، والأردنّ الّذي يعمل على تعزيز الاحترام المتبادل والطّمأنينة بين جميع أبنائه، والأراضي المقدّسة الّتي تنشد السّلام والمسامحة وقبول الآخر، وتركيا الّتي يعمل فيها أبناؤنا للمحافظة على حضورهم، وهم يجهدون لمتابعة شهادتهم للرّبّ في أرض الآباء.  

أمّا لبنان، فلا نستطيع إلّا أن نتكلّم عن الكارثة الّتي حلّت بهذا البلد، منذ ثلاث سنوات. لبنان الرّسالة وموئل الحضارات ومنبت الحرّيّات، والّذي يئنّ رازحًا تحت وطأة أزمات مخيفة، من سياسيّة وأمنيّة واقتصاديّة وماليّة واجتماعيّة. إنّنا إذ نستبشر خيرًا بانتخاب المجلس النّيابيّ الجديد، نناشد جميع المعنيّين للعمل السّريع والجدّيّ على تشكيل حكومة جديدة، علّها تخفّف من آلام الشّعب ومحنة المواطنين الّذين باتوا بأغلبيّتهم تحت خطّ الفقر، وتتمكّن من القيام بالإصلاحات الواجبة، وإنجاز خطّة التّعافي الاقتصاديّ مع المساعدات المتوخّاة من صندوق النّقد الدّوليّ وسواه من الهيئات والجهات المانحة. وندعو للبنان بالعودة إلى سابق عهده من التّطوّر والازدهار، وذلك بتكاتُف مواطنيه ونزاهة المسؤولين واستقلاليّة القضاء، فيصلوا إلى انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة ضمن المهلة الدّستوريّة، رافضين الشّغور الرّئاسيّ والفراغ الدّستوريّ وتدخُّل المُغرضين.  

كما نطالب المسؤولين بالعمل على كشف مصير أموال المودعين في المصارف وإعادتها إلى أصحابها، وكذلك متابعة التّحقيق بجريمة تفجير مرفأ بيروت بمعزل عن أيّ حصانة أو حماية.  

ولا ننسى الدّور الهامّ الّذي يؤدّيه الجيش اللّبنانيّ والقوى الأمنيّة في الحفاظ على الأمن والاستقرار، ونحثّ المسؤولين كي يترفّعوا عن المصالح الشّخصيّة والفئويّة الضّيّقة في سبيل الخير العامّ وتأمين مصلحة الوطن.  

أمّا في بلدان الانتشار، في أوروبا والأميركيّتين وأستراليا، حيث يعيش أبناؤنا حقوقهم الإنسانيّة الوطنيّة، لكنّهم يجابهون تحدّي المحافظة على إيمانهم وتراث آبائهم وأجدادهم، فإنّنا نشعر بمسؤوليّتنا المشتركة وبالضّرورة الملحّة لمتابعة خدمة المهجَّرين روحيًّا ورعويًّا واجتماعيًّا. علينا أن نتدارس الحاجة إلى رفدهم بالكهنة المُرسَلين، وإعداد الإكليريكيّين للخدمة، في الأبرشيّات الخاصّة بنا في الولايات المتّحدة الأميركيّة وكندا وفنزويلا، أو حيث ما زالت رعايانا تحت إشراف الأسقف المحلّيّ في أوروبا.  

سنعالج في هذا السّينودس المواضيع الّتي أدرجناها على جدول الأعمال، فضلاً مع ما قد تقترحونه من مواضيع أخرى، ولعلّ أبرزها:  

•  تقارير عمّا استُجِدّ في كلّ أبرشيّة وأكسرخوسيّة ونيابة وزيارة بطريركيّة ورسوليّة، روحيًّا ورعويًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا  

•  المراجعة النّهائيّة للّيتورجية القدّاس الإلهيّ قبل تقديمها إلى الكرسيّ الرّسوليّ  

•  الإستعدادات لسينودس الأساقفة الرّومانيّ 2023  

•  الكنيسة في بلاد الانتشار: آفاق الخدمة وتحدّياتها  

•  تقارير عن الإكليريكيّة البطريركيّة والرّهبانيّات  

•  مواضيع عن الخدمة الكهنوتيّة، والتّنشئة الإكليريكيّة  

واسمحوا لي أن أستعرض بلمحة سريعة أهمّ الأحداث الّتي عرفَتْها بطريركيّتنا السّريانيّة منذ ختام مجمعنا السّابق حتّى اليوم:  

1.  رسامة ثلاثة مطارنة جدد: مار يعقوب جوزف شمعي، ومار أفرام إيلي وردة، ومار اسحق جول بطرس  

2.  رسامة كاهن جديد لأبرشيّة الحسكة ونصّيبين هو الأب يوسف (عاصي) عاصي  

3. تكريس وتقديس كنيسة الشّهداء، في أكالا– استوكهولهم، السّويد  

4. تكريس وتقديس كنيسة الطّاهرة في ثانوية الطّاهرة المختلطة للرّاهبات الدّومينيكيّات، بخديدي (قره قوش)، العراق  

5. زيارة راعويّة إلى أبرشيّة دمشق للمشاركة في مؤتمر "الكنيسة بيت للمحبّة– مسيرة سينودسيّة مشتركة"، وفي اجتماع مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في سوريا  

6. زيارة راعويّة إلى أبرشيّة الموصل وتوابعها، حيث دشّنّا وباركْنا المقرّ الرّسميّ الجديد لمطرانيّة الموصل وتوابعها في بخديدي (قره قوش)، وحضانة العائلة المقدّسة للرّاهبات الأفراميّات في قره قوش، وجناحًا جديدًا في دير مار بهنام التّاريخيّ في ناحية نمرود، وتفقَّدْنا المؤمنين، واطّلَعْنا على النّشاطات، والتقينا الفعاليّات

7. زيارة راعويّة إلى أبرشيّة حدياب– أربيل، حيث افتتحنا ودشّنّا مركز التّعليم المسيحيّ في مقرّ الأبرشيّة، في باحة كنيسة مارت شموني- عينكاوه  

8. زيارة راعويّة إلى القاهرة– مصر، لإقامة قدّاس وجنّاز السّنة راحةً لنفس المثلّث الرّحمات مار اقليميس يوسف حنّوش  

9. زيارة راعويّة إلى أبرشيّة الحسكة ونصّيبين بعد تسع سنوات على الزّيارة السّابقة  

10. زيارة راعويّة إلى الأكسرخوسيّة الرّسوليّة في كندا  

11. زيارة الرّعايا والإرساليّات السّريانيّة في بلجيكا وألمانيا وهولندا  

12. المشاركة في مؤتمرات مسكونيّة عدّة  

13. مشارفة الأعمال على نهايتها في إعادة بناء وتأهيل كاتدرائيّة مار جرجس في الخندق الغميق في الباشورة بيروت، والّتي أعادَتْها البطريركيّة إلى حلّتها التّاريخيّة، لما لها من رمزيّة معنويّة كبيرة  

14. إنتهاء أعمال التّرميم لقسمٍ من دير مار أفرام الرّغم، الشّبانيّة- لبنان  

15. المشاركة في الاجتماعات التّحضيريّة للمجلس الاستشاريّ الإعداديّ للسّينودس الرّومانيّ  

16. لقاء قداسة البابا فرنسيس وأمين سرّ الدّولة الكاردينال بييترو بارولين وعدد من أصحاب القداسة والغبطة البطاركة رؤساء الكنائس الشّقيقة

17. المشاركة في اجتماعات الجمعيّة العامّة لمجمع الكنائس الشّرقيّة في الفاتيكان  

18  المشاركة في مؤتمر "حوض المتوسّط: حدود سلام" في فلورنسا- إيطاليا  

19. المشاركة في أعمال الجمعيّة العامّة الثّانية عشرة لمجلس كنائس الشّرق الأوسط في وادي النّطرون، مصر  

20. زيارة عدد من المسؤولين المدنيّين، في مقدّمتهم فخامة الرّئيس المصريّ عبد الفتّاح السّيسي، وأمير لختنشتاين  

إخوتي الأجلّاء، جميعنا مدعوّون كي نشرّع قلوبنا لتستقبل أنوار الرّوح القدوس. من هذا الرّوح، كمال وحدة الآب والإبن، نستمدّ قوّتنا، ومنه نستقي إلهاماتنا، وبواسطته نتعزّى. هذا الرّوح الّذي به ندعو الله "أبّا"، قادرٌ دون شك أن يجدّد فينا صورة معلّمنا الإلهيّ "الرّاعي الصّالح"، فينعش خدمتنا الأسقفيّة بالالتزام الصّادق، وبالأمانة الّتي لا تشترط، وبالمحبّة الّتي لا تميّز.  

وفي ختام كلمتي، يطيب لي أن أقتبس هذه الكلمات من موعظة قداسة البابا فرنسيس في عيد العنصرة (5/6/2022) عن أهمّيّة الرّوح القدس ومفاعيله في حياتنا:

"إنّ الرّوح القدس يحملنا لكي نحبّ هنا والآن: لا عالمًا مثاليًّا وكنيسة مثاليّة، إنّما ما هو موجود، في الشّفافيّة والبساطة. ما أكبر الفرق مع الشّرّير الّذي يثير الأشياء الّتي تُقال من وراء ظهرنا والشّائعات والثّرثرة! إنّ الرّوح القدس يريدنا معًا، يؤسّسنا ككنيسة، واليوم يعلّم الكنيسة كيف تسير. لنضعْ أنفسنا في مدرسة الرّوح القدس، لكي يعلّمنا جميع الأشياء. لنستدعِهِ يوميًّا، لكي يذكّرنا أن ننطلق على الدّوام من نظرة الله لنا، وأن نتحرّك في خياراتنا من خلال الإصغاء إلى صوته، ونسير معًا، ككنيسة، بالطّاعة له والانفتاح على العالم".  

نرفع صلاتنا إلى الرّبّ، بشفاعة أمّنا العذراء مريم والدة الله، سيّدة النّجاة، أمّ الرّحمة، ومعزّية الحزانى، ومعونتنا وحاميتنا جميعًا، طالبين شفاعة جميع القدّيسين والشّهداء.  

وإلى الثّالوث الأقدس، السّرّ الإلهيّ غير المدرَك، نختم ببيت من الإشحيم نُنشده مساء كلّ يوم جمعة:  

«ܛܰܝܒܽܘܬܶܗ ܕܰܐܒܳܐ، ܘܰܚܢܳܢܶܗ ܕܰܒܪܳܐ، ܘܪܽܘܚܳܦܶܗ ܕܪܽܘܚܳܐ، ܐ̱ܪܳܙܳܐ ܬܠܺܝܬܳܝܳܐ ܢܕܰܝܰܪ ܒܰܝܢܳܬܰܢ ܥܕܰܡܳܐ ܠܫܽܘܠܳܡܳܐ» وترجمته: "فلتملك بيننا حتّى الانتهاء، نعمة الآب ورأفة الابن ورفرفة الرّوح، سرٌّ ثالوثي، آمين".