كلمة الخوري جوزف سويد لمناسبة عيد مولد السّيدة العذراء وتشييع شهداء الجيش

هذا العيد غير مذكور في الإنجيل أي لا يقول لنا بالضبط أين وُلدت العذراء مريم. الذي نعرفه بأنّها كانت نسيبة أليصابات، وعلى الأرجح إبنة خالتها. وأغلب الظنّ بأنّ عائلة مريم هي أيضا من أورشليم، وكانت تسكن فيها، إنَّما  بسبب الأوضاع غير المستقرّة في المدينة رحلت العائلة ناحية الجليل في الناصرة.

وما يؤكّد هذه الفرضيّة، هو التّقليد المسيحيّ القديم في أورشليم، الذي كان يقول بأنّ هناك بيتاً إلى جانب بركة حسدا، حيث شفى يسوع المقعد منذ ٣٨ سنة، كان يٌسمى منذ القدم بـ"بيت القدّيسة حنّة" والدة العذراء مريم، ويعتقدون بأنٌ العذراء مريم وُلدت فيه. وتكريماً لهذا البيت، بنوا كنيسة إلى جانبه وأُطلق عليها إسم "كنيسة مولد العذراء مريم". وكان التّدشين في ٨ أيلول. وصار المسيحيّون في أورشليم يحتفلون كلّ سنة بذكرى التّدشين إلى أن تحوّل إلى عيد مولد العذراء مريم. ثم انتقل، مع الوقت، هذا العيد إلى القسطنطينيّة ثم لاحقاً إلى روما ليصبح بعدها عيداً رسميًّا في كلّ الكنيسة نكرّم فيه مولد العذراء مريم حامل السّلام والفرح إلى العالم حيث ستغدو والدة طفل الفرح والسّلام يسوع إبن الله.

وعندما شاءت الكنيسة تحديد عيد الحبل بلا دنس، فربطته بعيد مولدها، وحدّدته في ٨ كانون الأوّل من كلّ سنة. يعني، كان الحبل بها في حشا أمّها القدّيسة حنّة في ٨ كانون الأوّل، والولادة بعد ٩ أشهر في ٨ أيلول.

كلُ عيد ونحن جميعاً بخير، وللبنان ولادة جديدة مع تكريم شهدائنا العسكريّين الأبطال الذين ضحّوا بحياتهم من أجلنا... لولاهم لما كنتُ أستطيع أن أكتب هذه الأسطر وبحريّة تامة...

ولادة العذراء مريم وولادة لبنان بجيشه البطل...هي ميزته الخاصة في هذا الشّرق...