أوروبا
16 آذار 2016, 07:51

كلمة المطران جورج بونتييه في افتتاح مجلس أساقفة فرنسا

"كيف لنا ألا نفكر وقبل كل شيء بإخوتنا المسيحيين الذين يعيشون اليوم في العالم حقيقةً السر الفصحى: في العراق، في سوريا، في نيجيريا وفي بلدان أخرى من أفريقيا وآسيا… ولكن بشكل خاص يقودني التفكير بإخواننا بطاركة وأساقفة هذه الكنائس الذين يُرافقون مؤمنيهم ويشجعون شهادتهم المسيحية، ويوطدون رجاءهم من خلال مهامهم الراعوية؟ نحن قريبون منهم من خلال الصلاة والتضامن ودعم مشاريع مختلفة لصالحهم، وعلى وجه الخصوص مشروع التنشئة الجامعية لـ 400 طالب في كركوك، الذي كان تحت اشراف غبطة البطريرك لويس روفائيل ساكو والمطران يوسف توما مرقس رئيس أساقفة كركوك والسليمانية. نَودُ من خلال ذلك ان نُراهن معهم على مستقبل أفضل في قلب ليلة مظلمة.

مرة أخرى نناشد المجتمع الدولي بالالتزام وبفعالية وكفاءة أكبر لإيجاد حلول سياسية دائمة وانهاء هذه الصراعات التي احياناً ساعدت في إنشائها. الآلاف لا بل مئات الآلاف من القتلى والمشردين، واليائسين، والتضحية بالحياة!…
وماذا عن ما يسمى بالدولة الإسلامية (داعش) التي من العنف وبأسم الله تفرض الموت والاستبداد على من يخضعون تحت سيطرتها؟ والأسوأ من هذا كلهُ أنها تستقطب الشباب من كافة البلدان وتخدعهم بخلاص مثالي من خلال موتهم الذي لا يخدم سوى اللاإنسانية والعنف والقسوة محققين بذلك طموحات مسؤوليهم!
وفيما يخص النازحين والمطرودين من أرض أجدادهم المباركة، فهم بانتظار اليوم المبارك للسلام كي يتمكنوا من استئناف الحياة بأمان وحرية. اليوم قد تم استقبالهم أولاً في البلدان المجاورة لهم، ولكن غالباً ما تكون أوضاع تلك البلدان نفسها هشة الى حد بعيد، لما يعانونهُ من نوبات مختلفة. وهنا علينا أن نُشيد بقادة هذه الدول، والسكان المحليين، والجمعيات الدولية بالعمل على تزويدهم قدر الامكان بظروف معيشية لائقة. كما لا يمكننا القول بأننا لا نعلم. وبهذا الصدد ندعو ايضاً للقيام بدفعة من الوعي والمبادرات التعاونية اللائقة لحياة السكان المحليين. وإذ نرحب بآفاق الحوار في سوريا. ندعو قادة بلداننا أن يقودوا بجدية مباحثات السلام في هذه المناطق".


* المطران جورج بونتييه هو رئيس أساقفة مرسيليا ورئيس مجلس أساقفة فرنسا
 

المصدر : بطريركية بابل للكلدان