ثقافة ومجتمع
16 شباط 2016, 15:05

كيف بوصل على بيروت؟

"دلّيني كيف بوصل على بيروت؟" عندما سئلتُ عن الطّريق التي تودي إلى مدينة بيروت، وقفتُ لحظة أفكّر بكيفيّة الإجابة. أغمضتُ عينيّ وخُيّل إليّ بيروت بجمالها وسحرها، وأجبتُ:


"عندما تسير في درب من حرير ويلفّك غطاء دافئ ناعم رقيق، عندما تتنشّق شذى الأناقة وتسكر من عطر الهواء؛ عندما تبرق عينيك لرؤيتها جمالًا خلّاقًا ويرجف قلبك من السّحر المغدق؛ عندما تخيط الشّمس بأشعّتها ثوبًا ذهبيًّا ويسترق القمر اللنّظر منيرًا على عشّاق اللّيالي؛ عندما تتلألأ مياه البحر في الأفق البعيد وترقص الأشجار الصّامدة؛ عندما تتمازج الحداثة الرّائعة بالتّراث الأصيل العريق ويتأهّب النّظام سيّد السّاحة؛ عندما تشعّ الأنوار من كلّ زاوية ويتزيّن كلّ تفصيل بفنّ فريد؛ عندما تُطرب أذنيك بسيمفونيّة لبنانيّة تعزفها نوتة الآذان ونوتة الجرس وأغاني المقاهي؛ عندما تشعر أنّك لامست الجنّة وقابلتَ الملائكة، تكون قد وصلتَ إلى بيروت.


عندما تصادف عروسًا أبديّة، وشهيدة حيّة، ولوحة فنّيّة أزليّة، ومتحفًا تراثيًّا، ومهندسة معماريّة أنيقة، ومدينة صناعيّة منتجة، ومغارة سياحيّة ساحرة، وشركة أعمال هادفة، وحديقة نقيّة مثمرة، ومنطقة منظّمة صارمة، ومصمّمة موضة مشهورة في قالب واحد وفي آن واحد، تكون قد وصلتَ إلى بيروت..."