ثقافة ومجتمع
01 شباط 2016, 16:40

لبنان.. من طريق الحرير إلى طريق النفايات

"طريق الحرير" صورة خلّابة رسمها أجدادنا في خيالنا، صورة ساحرة عن بلد اشتهر بتصنيعه أجمل الأقمشة وأغلاها فأصبح بدوره نسيجاً خلّاباً نتغنّى به ونفتخر بتسميته "وطننا".

"طريق النحل" هي المشهد الأروع المطبوع في ذاكرتنا، فهي حدود تلك السّماء الزّرقاء في أغنية الرّحابنة.
طرقات كثيرة، طريق الضيعة وطريق الطالوع وطريق الصومعة.. رُسمت في أحلامنا عن لبنان الأخضر، أحلام سطّرت طفولتنا ورسمت أهدافنا إلى أن أيقظنا الواقع من روعة صورها ورمانا على طريقٍ لا يشبه ما رسمه خيالنا، فانتقلنا من طرقات الروايات إلى "طريق النفايات".. 
في لحظة تحوّل مصدّر الحرير إلى مصدّرٍ للنفايات، نفايات خطّت طرقاته واحتلّت شوارعه، سرقت منه أجمل المعالم وتربّعت على عرش أحيائه.
في لحظة تحوّلت "رواية" أجدادنا إلى كابوس سيروى بحسرة إلى أحفادنا.. 
أنظارنا اعتادت على تلك المشاهد الكريهة، بحيث أصبحت جزءاً من حياتنا اليوميّة. 
اعتدنا على خسارة أغلى ممتلكاتنا لا بل وهبناها مجّاناً لسارق الأوطان.. 
النفايات حلّت ضيفاً دائماً، ترافقنا برائحتها أينما ذهبنا، بل وأصبحت معلماً وركناً رئيساً من هندسة مدننا..  
طُرقاتنا تملؤها النّفايات، وكل ما يشغل الشّارع اللبناني "سياسيوه"، سياسيّون فرضوا الفراغ على البلاد ولم يفلحوا بإفراغ الشّوارع من الفضلات. 
بالأمس طريق الحرير، اليوم طريق النفايات.. غدًا أي طريق؟!