متفرّقات
11 نيسان 2023, 06:45

لجنة أممية تبحث المخاطر التي تهدّد توفير التعليم الجيّد للجميع بحلول 2030

تيلي لوميار/ نورسات
على الرغم من الوعود والتقدّم الذي تحقّق عالميًّا، فإن حوالي 263 مليون شخص من الأطفال والشباب لا يزالون خارج المدرسة، مما يشير إلى أن تحقيق هدف التعليم الجيد للجميع بحلول عام 2030 "بعيد تمامًا عن المسار الصحيح".

هذا ما حذّرت منه نائبة الأمين العام للأمم المتحدة السيدة أمينة محمد، يوم الإثنين، خلال حديثها في الجلسة الافتتاحية لاجتماعات لجنة السكان والتنمية التي تعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع.

وسلّطت السيدة أمينة محمد الضوء على وضع النساء والفتيات في أفغانستان، اللائي مُنعن من المدرسة الثانوية والجامعة، واصفة ذلك بأنه "أحد أخطر التحديات التعليمية في عصرنا".

وشدّدت على أن التعليم هو استثمار بالغ الأهمية على المدى الطويل من أجل مستقبل مستدام للناس وكوكب الأرض.

 

أزمة ثلاثية

ولكن مع ذلك، قالت نائبة الأمين العام إن البلدان تواجه "أزمة ثلاثية في التعليم: أزمة المساواة والإدماج، والجودة، والملاءمة، في سبيل تزويد الأجيال الحالية والمستقبلية بالمهارات التي يحتاجونها للنمو في عالم سريع التغير".

ولا تمثل حقيقة أن ملايين الأطفال في جميع أنحاء العالم الذين لا يذهبون إلى المدرسة سوى تحد واحد فقط للمجتمع الدولي.

وما يثير القلق أيضا حقيقة أن العديد من الطلاب ببساطة لا يتعلمون، لأن ما يقرب من 70 في المائة من الأطفال في البلدان الفقيرة لا يمكنهم فهم النص الأساسي بحلول سن العاشرة، ويرجع ذلك أساسا إلى عوامل مزمنة مثل الفقر وسوء التغذية.

 

تغيير الأنظمة التعليمية

وأضافت السيدة أمينة محمد قائلة: "في نهاية المطاف، نحتاج إلى إعادة تصور وتحويل أنظمتنا التعليمية إذا أردنا أن تكون مناسبة للغرض. نحن بحاجة إلى أن نتعلم كيف نتعلم طوال حياتنا، وأن نتعلم كيف نعيش في سلام مع بعضنا البعض ومع الطبيعة".

وشددت على أن النجاح سيتطلب أيضا دراسة الصلة بين التعليم والتكنولوجيا والاتجاهات الديموغرافية، والعمل على الفرص والتحديات التي تجلبها.

ودعت إلى تبني مبادرات توفر لجميع المتعلمين إمكانية الاتصال بالإنترنت وعالم الابتكار الرقمي، وهو أمر مهم بشكل خاص للفتيات والنساء من جنوب الكرة الأرضية، الأكثر استبعادا.

 

التنوع الديموغرافي

سيحتاج المجتمع الدولي أيضا إلى النظر في كيفية الاستفادة من "التنوع الديموغرافي" في العالم، حيث يبلغ متوسط الأعمار في بعض البلدان حوالي 50 عاما، فيما يبلغ متوسط الأعمار في بلدان أخرى 15 عاما فقط.

وينطبق هذا أيضا على كبار السن الذين سيشكلون غالبية سكان العالم بحلول عام 2050 وعلى الأشخاص ذوي الإعاقة.

وسلّطت السيدة محمد الضوء على الحاجة إلى ضمان التعليم الشامل للنساء والفتيات وتشجيعهن على متابعة دراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

 

التعليم يجعل الفتيات أكثر صحة

ناتاليا كانيم، المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان وصفت التعليم بأنه مدخل ووسيلة تغير الحياة خاصة بالنسبة للنساء والفتيات المستضعفات.

ومضت قائلة: "عندما يتم تزويدهن بالمعرفة والمهارات التي يحتجن إليها لمعرفة حقوقهن والمطالبة بها، فمن المرجح أن تكون النساء أفضل تعليما وأكثر صحة ويتزوجن لاحقا ويخططن لعدد الأطفال والمباعدة بين الولادات".

يقلل التعليم أيضا من احتمالية زواج الأطفال وتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية وغيرها من الممارسات الضارة، كما أنه يقلل من مخاطر العنف القائم على النوع الاجتماعي.

 

التربية الجنسية حاسمة

وأكدت السيدة كانيم على الحاجة إلى حماية التعليم للجميع والدفاع عنه، بما في ذلك التثقيف الجنسي الشامل، الذي يزود المراهقات بالمعلومات والمهارات اللازمة لتطوير علاقات إيجابية وصحية.

يساعد التثقيف الجنسي الشامل الفتيات على تجنب حالات الحمل غير المرغوب فيه؛ كما أنه يشجع الفتيات والفتيان على البقاء في المدرسة، من بين مزايا أخرى.

 

تأثير ديناميكيات السكان

في رسالة مسجلة مسبقا، أشار السيد لي جونهوا، مدير إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة إلى الكيفية التي تؤثر بها الديناميات السكانية على التعليم، مشيرا إلى أن ملايين الأطفال خارج المدرسة فضلا عن ضعف الكفاءة في الرياضيات والقراءة.

وقال إنه في بعض أنحاء العالم، حيث تكون قدرة التمويل العام محدودة، فإن النمو السريع في عدد السكان لمن هم في سن الدراسة يجعل من الصعب تحقيق أهداف التعليم.

وفي الوقت نفسه، شهدت أماكن أخرى انخفاضا نسبيا في هذه الشريحة السكانية، مما أدى إلى انخفاض الضغط على ميزانيات التعليم، مما أتاح فرصا لتعزيز الاستثمارات الموجهة للشباب والكبار على حد سواء.

 

دروس مستفادة من الجائحة

وقد كشفت جائحة كـوفيد-19 أيضا عن التصدعات في أنظمة التعليم.

وقال السيد لي إن الأطفال والشباب في البلدان منخفضة الدخل حرموا من الوصول إلى التعلم حيث شهدت هذه البلدان تخفيضات كبيرة في الإنفاق العام على التعليم، مشددا على الحاجة إلى دعم هذه الاستثمارات الحكومية.

"سيتطلب هذا الأمر الاستثمار في محو الأمية الرقمية وسد الفجوة الرقمية، واستخلاص الدروس المستفادة من جائحة كورونا. يجب أن نواصل توسيع نطاق الوصول إلى الإنترنت والتقنيات الرقمية للتعليم".

 

الاكتئاب والتسرب من الدراسة

قال شينغ تشو، نائب المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) إن الجائحة- إلى جانب الصراع وتغير المناخ وتزايد انعدام الأمن الغذائي- قد زادت من تعميق عدم المساواة.

وأشار إلى أن هذا الوضع تسبب في أزمة مزدوجة أثرت على التعلم والرفاهية، مشيرا إلى الأرقام الكبيرة للأطفال خارج فصول الدراسة والعوامل المذكورة سابقا، مثل حالات الحمل غير المرغوب فيه.

يضاف إلى ذلك زيادة معدلات الاكتئاب والتوتر بين الشباب في العديد من السياقات- يغذيها الخوف مما يخبئه المستقبل، من بين عوامل أخرى. تؤدي حصيلة هذه الضغوط على الصحة والرفاه إلى زيادة تسرب الطلاب ونقص المعلمين.

 

دعم التعلم مدى الحياة

في قمة "تحويل التعليم" التي عقدتها الأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر الماضي، أعربت قرابة ثلثي الدول عن قلقها بشأن رفاه معلميها وطلابها، وفقا للسيد لي جونهوا، مدير إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة.

 

واستجابة لذلك، حددت اليونسكو إجراءات قوية في ثلاثة مجالات رئيسية:

  • سد الفجوة بين الجنسين فيما يتعلق بالالتحاق بالمدارس والمشاركة؛
  • دعم التثقيف حول قضايا البلوغ والعلاقات والصحة الجنسية والإنجابية؛
  • وتعزيز الجهود لدمج الصحة والرفاه في المدارس، بما في ذلك من خلال ضمان توفير وجبات مدرسية مغذية.

 

وأضاف السيد لي قائلا: "علاوة على ذلك، لا يتوقف التعلم بمجرد مغادرة الطفل للفصل. لهذا السبب يجب علينا أيضا تعزيز عملية التعلم مدى الحياة للجميع: من أجل المواطنة الفاعلة، والتوظيف، والصحة والرفاه - وتماسك مجتمعاتنا".

 

ماذا تعرف عن لجنة السكان والتنمية؟

تأسست لجنة السكان والتنمية منذ ما يقرب من 80 عاما من قبل إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة، وهي إحدى الهيئات الرئيسية الست للأمم المتحدة. والدورة الحالية هي الـ 56 وستختتم أعمالها يوم الجمعة.

 

المصدر: الأمم المتحدة