لماذا أصلّي؟
إذا كانت صلاتي لإرضاء الله، إذاً أنا ما زلت لا أعرف هذا الإله جيّداً، فإلهنا ليس ذاك الإله الغضوب العبوس الذي يكتّف يديه وقول لي "شوف شو بدّك تعمل لترضيني"! بل هو إله الحب المطلق وإخلاء الذات!
إذا كانت صلاتي هي لنيل الغفران، إذاً الله بالنسبة لي تاجر، أعطيه صلاة مقابل رحمته وغفرانه، وهو الذي غفر لصالبيه لا بل برّر لهم فعلتهم أمام أبيه السماوي قائلاً "إغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون"، إذاً أنا مبرّر بالنعمة، والثمن كان دم يسوع، فبعدما قدّم دمه لغفران خطاياي أمازال بحاجة لصلاتي؟
إذا كانت صلاتي لأشعر بسلامٍ داخليّ، إذاً الصلاة بالنسبة لي دواءً يخفف ألمي للحظات، ثم يعود الألم أقوى من قبل! فيسوع عندما صلّى في بستان الزيتون لم يشعر بسلام، بل عاش صراع رهيب وتعرّق دماً! إذاً إن لم ينتج عن صلاتي صراع مع ذاتي صراع بين ما أريد أن أفعل وما يجب أن أفعل، فصلاتي ليست إلا قرصاً مسكّناً!
إنّ الصلاة هي حوار مع الله، هي الدخول في علاقة يومية حيّة معه، هي ذاك اللقاء بين الآب السماوي وبيني أنا ابنه/ابنته!
فالصلاة ببساطة هي الإتحاد بالله الثالوث والتماهي معه... ومن أجل ذلك أصلّي!