علوم
30 أيار 2022, 07:25

لماذا تطرح الحشرات وعناكب الرتيلاء قشرتها الخارجية؟

تيلي لوميار/ نورسات
تضطر العديد من الكائنات إلى استبدال هيكلها الخارجي باستمرار لتواصل رحلة النمو والتخلص من الطفيليات المزعجة.

تخيل أن تحتاج لتغيير جلدك مرة كل عام؛ فيحل ذلك اليوم الموعود، وينشق جلدك من أوسط ظهرك كاشفًا عن طبقة جديدة من الجلد الذي سيغطيك حتى يصبح صغيرًا بالنسبة لحجمك. لحسن حظنا فإن جلودنا المرنة تنمو مع نمو أجسامنا، لكن الأمر مختلف بالنسبة إلى الحشرات وكائنات أخرى؛ إذ تحظى بهيكل خارجي قاسٍ لا يسعها سوى الاستغناء عنه كلما كبر حجمها لتواصل النمو بحلة جديدة.

تُعد مفصليات الأرجل من أكبر المجموعات وفرة على كوكب الأرض، وتضم الحشرات والعنكبوتيات والقشريات وعديدات الأرجل، وجميعها تتمتع بهيكل خارجي صلب يحمي أجسامها من الصدمات والهجمات. من أكبر السرطانات البجرية إلى الخنافس الصغيرة، تتكون القشرة الخارجية من مادة "الكايتين"، ولابد من استبدالها خلال أطوار النمو. عندما يصبح الحيوان جاهزًا للنمو، فإنه يفرز هرمونات كفيلة ببدء عملية الطرح والاستبدال، إذ يعمل الهيكل الخارجي إلى جانب طبقتين أسفل منه على بناء طبقة خارجية جديدة، وحين يصبح الكائن جاهزًا فإنه يستنشق كمية كبيرة من الهواء (أو الماء حال الكائنات التي تعيش في البيئات المائية)، ليتسبب ذلك الفعل ببدء تشقق الطبقة الخارجية المستهلكة، قد تستغرق العملية دقائق -في بعض الأحيان- لتكتمل عملية الاستبدال ويخرج الحيوان بحلة جديدة.  بعض الحيوانات، مثل السرطان، تطرح قشرتها كاملة دفعة واحدة، بينما تواجه بعض مفصليات الأرجل تعقيدات أكثر، مثل العناكب والعقارب، التي تطرح قشرة رأسها أولًا ثم تجر جسدها خارج القشرة القديمة عبر تلك الفجوة. تكون القشرة الجديدة غضة طرية في هذه الأثناء، ما يجعل صاحبها عرضة للإصابة أو الافتراس حتى تكتسب صلابتها بعد مرور دقائق إلى ساعات.

تتألق الزواحف أيضًا بحلل جديدة كل حين، لكن طريقة استبدال جلدها قد تبدو مختلفة قليلًا. بالنسبة للسحالي، على سبيل المثال، فإن لونها يصبح باهتًا وعيونها ضبابية قبل تغيير جلدها، ثم تباشر الاهتزاز وحك جسدها بأسطح خشنة كالصخور لإحداث شق في جلدها القديم قبل أن تنسل خارجه تمامًا. يبدو الجلد الذي تخلفه الأفاعي والسحالي مثل جراب اسطواني يشبه هيأة الحيوان الذي كان يسكنه. ليست الغاية من طرح الجلد هي النمو بحجم أكبر فحسب، بل والتخلص من الطفيليات التي تعيش عليه. تستبدل السلاحف أيضًا قشرتها الخارجية، لكن ذلك لا يشمل أصدافها كاملة، فصدفة السلحفاة جزء من هيكلها العظمي وتتكون من نحو 50 عظمة. يغطي الصدفة صفائح قرنية صلبة من "الكيراتين"، وهي ذات المادة التي تتكون منها أظافرك، مع نمو السلحفاة فإن هذه الصفائح التي قد تغطيها الطحالب والطفيليات تسقط لتحل محلها صفائح جديدة أكبر حجمًا.

ماذا يحل بالجلد أو القشرة القديمة؟

تختلف الإجابة من حيوان لآخر. تختار بعض الكائنات أن تأكل قشرتها السابقة، ويرجح العلماء أن هذا السلوك يهدف إلى تضليل المفترسات أو في سبيل استرداد بعض العناصر المغذية التي تحويها تلك القشرة.

 

المصدر: National Geographic