ثقافة ومجتمع
01 نيسان 2017, 07:00

لنتّحد مع أطفال التّوحّد!

ميريام الزيناتي
في عالمه الخاص يبني مملكته، مملكة مسيّجة تفصله عن العالم الخارجيّ، ينعزل وراء جدرانها الخياليّة ممتنعًا عن التّواصل مع محيطه الحسّيّ.. هو مريض التّوحّد الّذي يخصّص العالم نهار 2 نيسان/ أبريل للتّوعية حول معاناته وكيفيّة مرافقته في دربه الشّاقة.

عدم القدرة على التّواصل من أبرز عوارض مرض التّوحّد، من هنا توضح الإختصاصيّة بعلم النّفس التّربوي والمعالجة النّفسيّة باسكال الخازن في حديث لموقع "نورنيوز" الإخباري، أنّ بعض الأمّهات قد يلاحظن غياب تواصل الرّضيع النّظري معهنّ خصوصًا في أوقات الرّضاعة، ما قد يشير إلى إمكانيّة معاناته من مرض التّوحّد.

وفي حين تظهر عوارض التّوحّد في سنّ الرّضاعة عند بعض الأطفال، قد ينشأ بعضهم الآخر بصورة طبيعيّة خلال الأشهر أو السّنوات الأولى، قبل أن يفقدوا المهارات اللّغويّة المكتسبة وينغلقوا، فجأة، على أنفسهم.

تختلف علامات مرض التّوحّد وعوارضه من طفل إلى آخر، وتشرح الخازن أنّ طفلين مُشخّصين بالمرض نفسه، قد يتصرّفان بطرق مختلفة وقد يكون لكلّ منهما مهارات مختلفة كليًّا عن الآخر، لافتة إلى ضرورة التّشخيص المبكر للمرض لإيجاد الطّرق الأنسب لمعالجة كلّ طفل بما يتناسب مع مرحلة معاناته والتّخفيف من وطأتها ومساعدته على تخطّيها.

ومن أبرز هذه العوارض، عدم استجابة الطّفل لمناداة اسمه، عدم إصغائه إلى محدّثه، إنغلاقه على نفسه، تأخّر النّطق لديه مقارنة بغيره من الأطفال، كما قد يتميّز الطّفل المتوحّد بحركة زائدة.

وفي حين يتأقلم بعض الأطفال المتوحّدين مع النّظام المدرسيّ والمناهج التّعليميّة السّائدة، يجد البعض الآخر صعوبة بالتّكيّف، ما يفرض عليهم الالتحاق بمدارس متخصّصة. من هنا، تشدّد الخازن على ضرورة تعاون الأهل مع المدرسة لإظهار مواهب أولادهم ومساعدتهم على تطوير مهاراتهم. هذا وأثبتت الدّراسات أيضًا أنّ تبنّي الحيوانات الأليفة قد يساعد الأطفال على إظهار مشاعرهم والتّعبير عن أنفسهم الأمر الّذي يُسهم في تحسّن حالتهم.

مسيرة التّوحّد طويلة وشاقّة، يعاني منها الطّفل ووالداه، من هنا لا بدّ من توعيّة الأهل على كيفيّة التّعامل بمحبّة مع أطفالهم المتوحّدين عبر الدّخول إلى عالمهم والتّعايش معهم لمساعدتهم على كسر الحواجز وخوض مغامرة الحياة.