متفرّقات
10 تشرين الثاني 2020, 13:05

مؤتمر افتراضي في الجامعة الأميركية حول هندسة تكييف الهواء تناول تحسين الكفاءة وتصميم أنظمة مبان ذكية

الوكالة الوطنيّة للإعلام
إستضافت الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) بشكل افتراضي - المؤتمر الدولي الرابع للجمعية الأميركية لهندسة التبريد والتدفئة وتكييف الهواء (ASHRAE) حول التصميم الفعال للمباني، في يومين متتاليين. ركز المؤتمر،الذي حضره حوالى ثلاثمئة وستين مشاركا، على تقنيات البناء الجديدة التي تعزز الجودة البيئية في المباني وتأثير إصلاحات قطاع الطاقة على الطلب وعلى نوعية البيئة على حد سواء، بهدف التوفير في الأكلاف مع تأمين البيئة اللازمة للجودة الحرارية والهوائية لأداء أحسن وصحة أفضل.

وأوضح بيان للجامعة أنه خلال المؤتمر، "تم تداول مفاهيم تحسين الكفاءة والإجراءات المتلائمة مع المناخ، بما في ذلك تقنيات صنع النسائج البنائية، وأنظمة وممارسات التهوئة الطبيعية والمختلطة والميكانيكية للحفاظ على بيئة مريحة حراريا مع الاعتماد على الطاقة المتجددة حسب الحاجة. كما أبرز المؤتمر مفاهيم لتصاميم أنظمة المباني الذكية ولدمج التكنولوجيات التلقائية (التي لا يشغلها مستعملها مباشرة) وتكنولوجيات التشغيل الشخصي أو نظام الوحدات، والكفاءة في استعمال الطاقة. وكذلك تناول المؤتمر التعاطي البشري مع هذه التقنيات وفهم تأثيرها في الحد من استهلاك الطاقة والحد من البصمة الكربونية للمباني. وبالإضافة إلى ذلك، سلط المؤتمر الافتراضي الضوء على بعض المواضيع ذات الصلة بجائحة كوفيد-19 من خلال دورة تدريبية بعنوان "تصميم أنظمة التدفئة والتهوئة وتكييف الهواء ذات الأداء العالي". وهذه الدورة تناولت، كأحد أهدافها الرئيسية، عملية تحويل مستشفى تقليدي إلى مستشفى متخصص بعلاج المصابين بهذا الوباء".

نظم المؤتمر معهد منيب وأنجيلا المصري للطاقة والموارد الطبيعية في الجامعة الأميركية في بيروت، بالشراكة مع دائرة الهندسة الميكانيكية في كلية مارون سمعان للهندسة والعمارة في الجامعة، والجمعية الأميركية لمهندسي التدفئة والتبريد وتكييف الهواء، والفرع اللبناني لهذه الجمعية.

وشارك فيه 45 متحدثا محليا ودوليا. واستضاف ستة عروض رئيسية حية وجلسات نقاش بين خبراء ومهنيين في هذا المجال. وتضمن المؤتمر عشرة مسارات، وثمانية عروض مقررة حول موضوع "إعادة بناء بيروت"، بهدف إعادة إعمار بيروت كمدينة فعالة وآمنة ومرنة بمشاركة جمعيات دولية وبدعم من برنامج الأمم المتحدة للبيئة (PENU). وعقدت أثناء المؤتمر جلسة حية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة عنوانها "السياسات والكودات لتمكين الامتثال لبروتوكول مونتريال،" وهي جلسة ألقت الضوء على الكودات والسياسات الرئيسية الموصى بها للتنفيذ الفعال لبروتوكول مونتريال مع التركيز على العناصر والمكونات الأكثر صلة بقطاعات البناء. وبالإضافة إلى ذلك، عقدت حلقة نقاش حية حول الإصلاحات في مجال الطاقة المستدامة وحول التعليم والتدريب في مجالي التدفئة والتهوئة وتكييف الهواء، واللذين تم دمجهما في برامج الماجستير المتخصصة في الجامعات، فضلا عن تجربة التدريب المهني عبر معهد التعلم التابع للجمعية الأميركية لهندسة التبريد والتدفئة وتكييف الهواء وتأثير هذه المبادرات على التقدم في هذا المضمار.

وأعلنت الجامعة أن مجريات المؤتمر نشرت في كتاب من 320 صفحة وتضمن 37 ورقة بحثية.

الجلسة الافتتاحية

حضر العديد من الشخصيات البارزة الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، وتحدثوا فيها، ومنهم وكيل الشؤون الأكاديمية المؤقت في الجامعة الدكتور زاهر ضاوي الذي رحب بالحضور وشكر أولئك الذين يحاولون دفع قضية كفاءة الطاقة في المباني، وقال إنه سعيد بشكل خاص "لرؤية مشاركة الطلاب في المؤتمر كفرصة للتفاعل المباشرة مع كبار الباحثين والممارسين في هذا المجال".

وقال عميد كلية مارون سمعان للهندسة والعمارة في الجامعة الدكتور آلان شحادة أيضا خلال الجلسة الافتتاحية: "المباني، سواء من حيث البناء أو من حيث الاستخدام، هي أحد المسببات الرئيسية للاحترار العالمي. إن تصميم النظام بأكمله بشكل ينطوي على مختلف التخصصات في وقت واحد هو أفضل وسيلة للتخفيف من آثارها، وقد رفعت الجمعية الأميركية لهندسة التبريد والتدفئة وتكييف الهواء لواء هذا النهج."

كما تحدثت رئيسة المؤتمر وأستاذة الهندسة الميكانيكية الدكتورة نسرين غدار، وقالت: "عندما يتم تناول موضوع الأبنية عن طريق التحديث أو البناء من جديد، فإن الابتكار المنهجي مهم لإحداث أكبر قدر من التحسين في الأداء".
أضافت: "نود إشراك الباحثين والمهنيين وأصحاب الاهتمام للعمل معا من أجل تطوير مثل هذه الحلول المستدامة بتكاليف معقولة. والمساهمات من كل مجال ضرورية لتسريع الجهود الرامية إلى إزالة الكربون في قطاع البناء لدينا".

وألقى العضو المنتدب لمجموعة إدغو عمر المصري، كلمة باسم عائلة المصري، وتناول موضوع صمود المهنيين اللبنانيين والهيئات الدولية في أعقاب انفجار مرفأ بيروت والأضرار التي لحقت بالمباني، في الوقت الذي يتقدمون فيه بالحلول التي تدعم موضوع المؤتمر لإعادة بناء بيروت.

وتحدث في المؤتمر أيضا كل من رئيس الجمعية الأميركية لهندسة التبريد والتدفئة وتكييف الهواء شارلز غوليدج ورئيس فرع لبنان في الجمعية وسيم عبد الله.

وقال غوليدج: "المؤتمر يوفر للصناعة العالمية نافذة على الممارسات الهندسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وعلى إعادة بناء بيروت، وعلى حالة تعليم التدفئة والتهوية وتكييف الهواء والتبريد".
وتابع: ""يسعدني أن أتبين أن أهداف استدامة وصيانة الطاقة في الجمعية الأميركية لهندسة التبريد والتدفئة وتكييف الهواء تتماشى وثيقا مع عمل الجامعة الأميركية في بيروت."

أما عبد الله فلفت الى أنه نظرا للأزمات المتعددة التي يواجهها لبنان حاليا، "يرحل الطلاب والمهنيون بحثا عن مستقبل أفضل في الخارج". وقال: "واجبنا هو وقف هجرة الأدمغة هذه والعمل مع شركائنا لإيجاد حلول من خلال خلق الفرص، خاصة فرص العمل، لهؤلاء الأفراد للبقاء وبناء مستقبلهم هنا".