بيئة
07 كانون الأول 2022, 08:20

مؤتمر التنوع البيولوجي COP15: الأمين العام للأمم المتحدة يدعو إلى إبرام اتفاق سلام مع الطبيعة

الأمم المتّحدة
دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش إلى إبرام اتفاق سلام مع الطبيعة وأن نورث أطفالنا عالما أفضل، وأكثر اخضرارا، وأكثر زرقة، واستدامة. جاء ذلك خلال حديثه يوم الثلاثاء في مؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي (COP15) المنعقد في مدينة مونتريال الكندية.

وقال الأمين العام إن هذا المؤتمر يدور حول المهمة الملحة لصنع السلام لأننا اليوم غير متناغمين مع الطبيعة، مشيرا إلى أن إزالة الغابات والتصحر يؤديان إلى خلق أراضٍ قاحلة من نظم إيكولوجية كانت مزدهرة ذات يوم.

"أرضنا ومياهنا وهوائنا مسمومة بالمواد الكيميائية والمبيدات الحشرية ومخنوقة بالبلاستيك. أدى إدماننا للوقود الأحفوري إلى جعل مناخنا في حالة من الفوضى - من موجات الحر وحرائق الغابات، إلى المجتمعات التي عطشت بسبب الحرارة والجفاف، أو التي غمرتها المياه ودمرت بسبب الفيضانات المرعبة".

ثلاث خطوات عملية

ويعقد المؤتمر الخامس عشر للأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي في الفترة من 7 إلى 19 كانون الأول/ديسمبر. وسيشهد المؤتمر اعتماد إطار التنوع البيولوجي العالمي. ويوفر الإطار رؤية استراتيجية وخارطة طريق عالمية للحفظ والحماية والاستعادة والإدارة المستدامة للتنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية للعقد القادم.

وأوضح الأمين العام أن مؤتمر الأطراف الخامس عشر يمثل فرصتنا لوقف عربدة الدمار هذه، وللانتقال من الخلاف إلى الانسجام. وأشار إلى ثلاث إجراءات ملموسة في سبيل إبرام ميثاق سلام مع الطبيعة.

أولًا، يجب على الحكومات وضع خطط عمل وطنية جريئة عبر جميع الوزارات، من المالية والغذاء إلى الطاقة والبنية التحتية.

خطط تعيد تقديم الإعانات والإعفاءات الضريبية بعيدا عن الأنشطة المدمرة للطبيعة نحو حلول خضراء مثل الطاقة المتجددة، والحد من البلاستيك، وإنتاج الغذاء الصديق للطبيعة، واستخراج الموارد المستدامة.

ثانيًا، يجب على القطاع الخاص أن يدرك أن الربح والحماية ينبغي أن يسيرا جنبا إلى جنب.

في اقتصاداتنا المعولمة، تعتمد الشركات والمستثمرون على هدايا الطبيعة من جميع أنحاء العالم. من مصلحتها وضع الحماية أولا. وهذا يعني أن الصناعة الغذائية والزراعية تتجه نحو الإنتاج المستدام والوسائل الطبيعية للتلقيح ومكافحة الآفات والتسميد.

يجب أن تكون الشركات والمستثمرون حلفاء للطبيعة وليسوا أعداء.

ثالثًا، يجب على الدول المتقدمة أن تقدم دعما ماليا جريئا لبلدان الجنوب العالمي كحماة للثروة الطبيعية لعالمنا. لا يمكننا أن نتوقع من البلدان النامية أن تتحمل العبء بمفردها. يجب على المؤسسات المالية الدولية وبنوك التنمية متعددة الأطراف مواءمة محافظها مع حفظ التنوع البيولوجي واستخدامه المستدام.

لقد أعطتنا هذه البيئات الطبيعية الكثير. حان الوقت لرد الجميل، وفقا للأمين العام.

مليون نوع على حافة الانقراض

وحذّر الأمين العام من أن الإنتاج والاستهلاك غير المستدامين يؤديان إلى زيادة الانبعاثات بشكل كبير، مما يؤدي إلى تدهور أرضنا وبحرنا وجونا.

"اليوم، تدهور ثلث مجموع الأراضي، مما يجعل من الصعب إطعام السكان المتزايد عددهم. النباتات والثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات والأسماك واللافقاريات - كلّها معرضة للخطر. مليون نوع يتأرجح على حافة هاوية (الانقراض). يؤدي تدهور المحيطات إلى تسريع تدمير الشعاب المرجانية التي تحافظ على الحياة والنظم الإيكولوجية البحرية الأخرى - ويؤثر بشكل مباشر على المجتمعات التي تعتمد على المحيطات في كسب عيشها".

أصبحت البشرية سلاحا للانقراض

وقال الأمين العام إن الشركات متعددة الجنسيات تملأ حساباتها المصرفية بينما تفرغ عالمنا من الهدايا الطبيعية، محذرا من أن النظم البيئية أصبحت مجرد أدوات من أجل الربح.

مع شهيتنا التي لا حدود لها للنمو الاقتصادي غير المنضبط وغير المتكافئ، حذر الأمين العام من أن البشرية أصبحت سلاحا للانقراض الجماعي.

ولفت الانتباه إلى أننا نتعامل مع الطبيعة مثل المرحاض، محذرا من أن فقدان الطبيعة والتنوع البيولوجي يأتي بتكلفة بشرية باهظة.

"تكلفة نقيسها في فقدان الوظائف والجوع والمرض والوفيات. تكلفة نقيسها بخسائر سنوية تقدّر بثلاثة تريليونات دولار أمريكي بحلول عام 2030 من تدهور النظام البيئي. تكلفة نقيسها بارتفاع أسعار المياه والغذاء والطاقة. وهي تكلفة نقيسها في الخسائر الجائرة للغاية والمتعددة التي تتكبدها أفقر البلدان والسكان الأصليون والنساء والشباب".

ونبّه الأمين العام إلى أن الأشخاص الأقل مسؤولية عن هذا التدمير هم دائما أول من يتضرر من هذه التأثيرات.

لا يمكننا أن نحمل الأجيال القادمة مسؤولية أفعالنا

وقال السيد أنطونيو غوتيريش إن أهم درس ننقله للأطفال هو تحمل المسؤولية عن أفعالهم. ثم تساءل قائلا: "ما هي القدوة التي نضعها (لأطفالنا) عندما نفشل نحن أنفسنا في هذا الاختبار الأساسي؟"

وقال إنه يستلهم دائما من نشطاء البيئة الشباب حول العالم الذين يدعون إلى التغيير والعمل، لكنه قال إنه يدرك جيدا أنه لا يمكننا تحميلهم مسؤولية تنظيف الفوضى التي نسببها، مشيرا إلى أن الأمر متروك لنا لتحمل المسؤولية عن الضرر الذي تسببنا فيه واتخاذ الإجراءات اللازمة لإصلاحه.

وبغض النظر عن الأحلام المضللة لأصحاب المليارات، قال الأمين العام إنه لا يوجد كوكب بديل:

"يجب أن نصلح العالم الذي نعيش فيه. يجب أن نعتز بهذه الهدية الرائعة. يجب أن نصنع السلام مع الطبيعة. كثفوا العمل من أجل الطبيعة. كثفوا العمل من أجل التنوع البيولوجي. كثفوا العمل من أجل الإنسانية".