أخبارنا
18 نيسان 2018, 12:27

مؤتمر الآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي

انطلقت الأربعاء 19 نيسان الجاري في العاصمة عمان، فعاليات الدورة الـ23 لمؤتمر "الآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي"، بحضور سمو الاميرة دانا فراس والشريفة نوفة بنت ناصر.ويستمر المؤتمر الذي تنظمه دائرة الآثار العامة بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الالكسو"، ليومين بمشاركة 14 دولة عربية، تحت عنوان "التقنيات الحديثة في برامج ومشاريع التعريف بالممتلكات الثقافية في الوطن العربي والتوعية بضرورة الحفاظ عليها".

وقالت وزيرة السياحة والآثار لينا عناب في كلمة لها، إن هذا المؤتمر يأتي مكملاً لسلسلة المؤتمرات الناجحة التي تنظمها (الألكسو)، مؤكدة أهمية العمل العربي المشترك لحماية الإرث الحضاري في الوطن العربي.

وأضافت أن افتتاح هذا المؤتمر يتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي لحماية التراث الانساني الذي يصادف الثامن عشر من نيسان في كل عام، لذا أطلقت دائرة الآثار العامة شعارها الجديد "التاج النبطي" ليكون رمزا مميزا للحضارة النبطية، مؤكدة ان الاردن يفتخر بهذه الحضارة التي صقلت ملامح الحضارة العربية واصالة التراث واللغة.

واكدت عناب أن استخدام التقنيات الحديثة المتمثلة بنظم المعلومات الجغرافية والتاريخية وتطبيقات الهواتف الذكية وتطوير الخرائط التفاعلية، بالإضافة لتكثيف دور الإعلام الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي للتعريف بالمواقع التاريخية والتراثية، يعزز من فرص الاقتصاد المعرفي والاجتماعي والمالي، لذا اصبح تسخير هذه التقنيات ضرورة ملحة لتحقيق الاستفادة المثلى منها لما تلعبه من دور كبير في مساعدة المتخصصين لربط آثار وتاريخ وحضارة المكان بجغرافيته والتوعية والتعريف بالموروث الحضاري والتاريخي.

وقالت إن الأردن بدأ باستغلال التكنولوجيا في عمليات التنقيب والبحث الأثري، ولكن ما زال الطريق طويلا للوصول الى الاستغلال الأمثل في عالم الآثار، مبينة ان الاردن كان من الأوائل في استخدام طائرات بدون طيار او ما يعرف بالدرونز لغايات التصوير وتشكيل صور ثلاثية الأبعاد للكشف عن مواقع اثرية يصعب الوصول اليها. وأشارت إلى أن المملكة بدأت أخيرا بمشروع طموح لحفظ حوليات دائرة الآثار العامة باستخدام أحدث التقنيات لأرشفة واتاحة المعلومات رقمياً للباحثين والمهتمين بعلم الآثار والتراث، مبينة ان التكنولوجيا الحديثة لا تصنع حضارة شكلتها آلاف السنين ولكن استغلالها يمكننا من ان نكشف عن حضارات وقصص الماضي بكل براعة.

واكدت ان الحكومات الأردنية المتعاقبة عملت على حماية المقدرات الحضارية من خلال سن القوانين والتشريعات الوطنية والضوابط المسلكية والتعاون الدولي، مبينة ان قانون الآثار الأردني رقم 21 لسنة 1988 وتعديلاته جاء بجملة من الضوابط التي عملت على الحد من تهريب القطع الأثرية والحد من الحفريات غير الشرعية وتشديد العقوبات المتعلقة بالإتجار غير المشروع بالآثار.

واكد مدير دائرة الآثار العامة الدكتور منذر جمحاوي اهمية هذا المؤتمر في تنسيق الجهود العربية وتبادل الخبرات والتجارب بين الآثاريين والمختصين في مجالات حفظ وادارة التراث الثقافي في الوطن العربي خاصة في مجال استخدام التقنيات الحديثة في اعمال التوثيق والحفاظ على الارث الحضاري وتعزيز المهارات وبناء القدرات العربية لتمكينها من استدامة هذا الارث للأجيال القادمة.

وقال الدكتور الجمحاوي ان المشاركين في هذا المؤتمر سيعرضون لتجارب بلدانهم في الحفاظ على تراثهم الحضاري في مجالات التوثيق الرقمي للقطع والمواقع الاثرية والمعالم التاريخية وتكثيف استخدام وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي في التوعية الاثرية وتقييم حالات الحفاظ على التراث في الوطن العربي.

واعلن بمناسبة يوم التراث العالمي عن اطلاق دائرة الآثار العامة شعارها الجديد الذي استمد ملامحه من الحضارة النبطية الاكثر تفردا وتميزا بعناصرها المعمارية ونقوشها حيث جاءت خطوط هذا الشعار مستوحاة من التاج النبطي الذي يزين واجهات المعالم الاثرية في البترا وغيرها من المواقع النبطية.

واكد مشاركون في الافتتاح ان الموروث الحضاري جزء من الهوية الانسانية وهي ملك للشعوب والاجناس على وجه الارض لأنها تحكي قصة الانسان منذ نشأته الأولى وتفاعله مع الطبيعة حتى يومنا هذا، لافتين الى اهمية حفظ الممتلكات وحمايتها وتوثيقها بكل الامكانيات الممكنة وخاصة بما يتوفر من تكنولوجيات حديثة وتقنيات رقمية وتطبيقات محوسبة تتضمن خلق هوية معنوية ومادية للموروث الثقافي تحدد صفاته بدقة ووضوح.

وحضر حفل الافتتاح عدد من النواب والاعيان والسفراء والاكاديميين من مختلف الجامعات الأردنية ومدير عام منظمة "الالكسو" الدكتور سعود الحربي وامين عام وزارة التربية والتعليم مندوب رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور سامي السلايطة ومديرة مكتب اليونسكو في عمان كوستنيزا فارينا وعدد من مدراء ورؤساء المنظمات المحلية والاقليمية والدولية وممثلين عن الدول العربية المشاركة.

يشار الى انه سيتم عقد ورشات عمل متخصصة على هامش المؤتمر يديرها خبراء عرب يعملون في مراكز دولية تناقش مواضيع حول الحفاظ والادارة واعداد ملفات تسجيل الممتلكات الثقافية والنظم والتشريعات والجوانب القانونية الداعمة لهذه المواضيع. بترا