متفرّقات
29 آذار 2021, 12:00

مؤتمر عن المرأة والقيادة في المركز الدولي لعلوم الإنسان اليونيسكو بيبلوس وكلمات أكّدت دورها الريادي في بناء العائلة والوطن

الوكالة الوطنيّة للإعلام
نظّم المركز الدولي لعلوم الإنسان اليونيسكو بيبلوس في مركزه في جبيل، بالتعاون مع منظمة هاينز سايدل مؤتمرًا عن المرأة بعنوان "المرأة والقيادة: لتحقيق مستقبل أفضل في زمن الوباء"، احتفاء وتقديرًا للمرأة العربية، التي لطالما شكّلت صمّام الأمان لكل المجتمعات، تمّ خلاله الإضاءة على دور المرأة الريادي، في كل القطاعات التربوية والعائلية والصحية، بالإضافة إلى دورات تدريبية وتعليمية في المعلوماتية، نظرًا للدور المستجدّ للتّعليم الإلكتروني عن بعد في زمن جائحة الكورونا، في حضور قائمقام جبيل نتالي مرعي الخوري، رئيسة المركز الدكتورة دارينا صليبا أبي شديد ومهتمين.

وألقت صليبا كلمة استهلتها بالمثل المأثور "إبدأي بخطوة واحدة في سبيل تحقيق حلمك، ولا ترضي بأقل من خطوة وتابعي الصعود"، مشيرة إلى أنّ "هذا القول ليس بنصيحة تسدى، بل هو قانون إيمان بنساء تميّزن فتحررن وواجهن التحديات المحيطة فتصدرن وابتكرن الحلول لأزمات".

وقالت: "أردنا أن تتزامن إطلالتنا اليوم مع اليوم العالمي للمرأة. تلك كانت رغبتنا نحن ومؤسسة هاينز سايدل الحاضرة الدائمة إلى جانب المركز الدولي لعلوم الانسان اليونيسكو بأبحاثه وندواته، لكن تلك الرغبة نالت منها جزئيًّا جائحة العصر فأجّلتها إلى اليوم، نكرّم فيها إرادة نساء وتصميمهن ونجحاتهن".

ولفتت إى أنّ "نساء أمتنا العربية تميّزت عندما سلكن سبيل الفكر والعلم منذ البدء"، مؤكدة أنّ "الريادة والخلق والإبداع بالإضافة إلى معالم القيادة، ليست بجديدة على مجتمع عرف نجاحات المرأة بالرغم من محاولات التقييد والذكورية التي دأب بعض الرجعيين على محاولة فرضها، فنجحت النساء في فكّ الحصار، فكانت من بينهن الشاعرة والأديبة والملكة والمفكرة الحكيمة."

أضافت: "كانت هذه النساء ذوات شهرة واسعة، وتركن بصمات خالدة، فبلقيس ملكة سبأ كانت سيّدة الكون، وإن التبست الأسماء مع بلقيس التي أسرت قلب نزار قباني وألهمته، والتي لا تقل شأنًا، وكانت زنوبيا ملكة تدمر، الملكة المحاربة التي ميزت تاريخ هذا الشرق. وكانت الخنساء، التي ما زالت حتى اليوم من أشهر من كتب رثاء، وشجرة الدر كانت ملكة مصر وكانت ولادة شاعرة وأديبة العصر الأندلسي، كما كانت فاطمة أم البنين التي بنت مسجدًا، تحوّل في ما بعد إلى أقدم جامعة قائمة في العالم."

وتابعت: "وفي عصرنا الحالي كانت سميرة موسى عالمة الذرة المصرية التي قتلها الموساد الإسرائيلي عام 1952، وكانت نوال المتوكل البطلة الأولمبية المغربية، وكانت غادة المطيري الحاصلة على أرفع جائزة للبحث العلمي في الولايات المتحدة باكتشافها "الفوتون"، وإن ننسى كيف ننسى زها حديد، صاحبة الانجازات في التصميم المعماري وجائزة نوبل، ناهيكم عن مي زيادة وكثيرات في عالمنا العربي".

واعتبرت أن "النساء المعاصرات تميزن أيضًا، ونحن اليوم أمام باقة متنوعة من نساء مفكرات دأبن المشاركة في الندوات الدولية عامة فتصدّرن المنابر، هن رائدات في العلوم الإنسانية وحقوق الإنسان في الأعمال والطب والأدب ، تجدهن اليوم على المنابر تطرحن الإشكاليات والحلول، وفي الجامعات يثقفن الأجيال، في المجالس النيابية والحكومات، في الصحافة وفي السلطة وفي المعارضة، رائدات في دنيا التكنولوجيا، ترسمن مستقبلًا آمنا وراقيًا لأنهن أمهات وشقيقات".

وختمت: "لهن اليوم، وكل يوم، لهن الحاضر والمستقبل ، فلنصغ لهن ولأفكارهن".

بدوره، ألقى كريستوف دواريتس كلمة مؤسسة "هاينز سيدل".

وتحدّث عدد من المشاركين الذين اكدوا على دور المرأة الريادي في بناء العائلة والمجتمع والوطن والصعوبات التي تعترضهن في حياتهن، خصوصًا في ظل جائحة كورونا التي ضربت العالم بأسره والدور الذي تميزت به المرأة في مساعدة المصابين بهذا الوباء والسلام الداخلي في حياتهن، مشددين على عدم الإستسلام في أول فشل يتعرّضن له في حياتهن.

وبعد استراحة قصيرة، بدأت سلسلة ندوات تمحورت حول دور المرأة في حياتنا اليوم.