ثقافة ومجتمع
06 حزيران 2016, 07:55

مئة عام.. والتاريخ عينه

ميريام الزيناتي
بين صفحات كتاب تاريخ اصفرّت مع مرور الأيام، سطور تتحدّث عن اتفاقية وُقّعت قبل مئة عام، إتفاقيّة قُسّمت على اثرها المناطق العربية الواقعة شرقي المتوسّط بين فرنسا وبريطانيا؛ فبعد لقاءات جمعت المندوب السّامي الفرنسي لمتابعة شؤون الشّرق الأدنى جورج بيكو، والمندوب السّامي البريطاني لشؤون الشّرق الأدنى مارك سايكس، أسفرت المفاوضات عن اتفاقية سايكس بيكو التي حدّدت، باشراف المندوب الرّوسي، مناطق نفوذ كلّ من البلدين.

على اثر هذه الإتفاقية وقع كل من لبنان وسوريا والموصل العراقية تحت الإنتداب الفرنسي، أما الإنتداب البريطاني فضمّ بغداد والبصرة وجميع المناطق الواقعة بين الخليج العربي ومنطقة الإنتداب الفرنسي.

وتقرّر أن تقع فلسطين تحت إدارة دولية يتم الإتفاق عليها بالتشاور بين بريطانيا وفرنسا وروسيا.

كما نصّ الإتفاق على منح بريطانيا ميناء حيفا وميناء عكا على أن يكون لفرنسا حرية استخدام ميناء حيفا، ومنحت فرنسا بريطانيا بالمقابل استخدام ميناء إسكندرون الذي كان سيقع في دائرة سيطرتها.

كان للإتفاقية إثني عشر بنداَ، أبرزها أن تعترف وتحترم كل من بريطانيا وفرنسا بالبلد العربي برئاسة رئيس عربي إنما حقّ الأولوية في المشروعات فيكون للدّولة الأجنبية.

صفحات التاريخ اصفرت، الإنتداب انتهى وأعلن الإستقلال والجلاء، أما ذاك البند فما زال محفوراً في سطور التاريخ اللبناني الحديث، الذي ما زال حتّى اليوم ينتظر الرّعاية "الأجنبية" لانتخاب رئيس "لبنانيّ"، وما زال القرار خارجياً، بالرّغم من تغنّي شعبه بالحريّة والديمقراطية.

 مئة سنة مرّت منذ توقيع اتفاقية ولّدت انتداباً لم تغب أثاره عن السّياسة اللبنانية، فهل ننتظر مئة سنة جديدة لنتكلّم عن معنى حقيقي للحريّة والسّيادة؟