ثقافة ومجتمع
25 نيسان 2016, 11:06

مئة عام وعام..

ماريلين صليبي
عنصريّةٌ عمياء، سلبٌ شامل، عنفٌ شرس، ظلمٌ حادّ، ترحيلٌ قسريّ، محرقةٌ أليمة، مذابح قاضية، جرائم قتلٍ معتمَدة ومنهجيّة... هذا ما واجهه الأرمن، خلال الحرب العالميّة الأولى وبعدها، في ظلّ حكم الدّولة العثمانيّة.

أحداثٌ مُرّة عانى فيها هذا الشّعب الشّريف أبشع أنواع الظّلم وأكثرها قساوة؛ دفع فيها دمًا حارًّا، دم أكثر من مليون أرمنيّ، وقع ضحيّة الحقد والغضب الطّائشين.

أقلام المؤرّخين نقلت الإبادة الأرمنيّة الجماعيّة إلى مسامع الحاضر من خلال كتب التّاريخ، منتشلةً إيّاها من إطارها الزّمنيّ التّاريخيّ، رافعةً هذه الجرائم إلى مستويات المعرفة والعلم.

التّاريخ المؤلم تتناوله الألسنة المندّدة والمتعاطفة، فها هم الأبناء والأحفاد والشّباب الأرمن يرفعون الصّوت، بعد مئة عام وعام، صوت الحقيقة والحقّ، صوت النّضال والمناضلة، صوت الحرّيّة والتّحرّر.

مئة عام وعام والقضيّة مستمرّة، مئة عام وعام والآمال حاضرة، مئة عام وعام والإرادة قويّة، مئة عام وعام والغاية واحدة، مئة عام وعام والعزيمة مضيئة، كنور الشّمعة وسط الظّلمة وضوء القمر وسط ظلام اللّيل..