لبنان
19 حزيران 2018, 14:00

ماذا تحضّر الجمعيّة اللّبنانيّة لتكريم الأب في عيده؟

عقدت قبل ظهر اليوم ندوة صحفيّة في المركز الكاثوليكيّ للإعلام، بمناسبة عيد الأب الواقع في 21 حزيران/ يونيو، بدعوة من اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام والجمعيّة اللّبنانيّة لتكريم الأب "لتقديم رسالة العيد وبرنامج نشاطات هذا العامّ".

 

شارك في النّدوة مدير المركز الكاثوليكيّ للإعلام الخوري عبده أبو كسم، رئيسة الجمعيّة د. نوال أبي شديد، نائب الرّئيس الدّكتور بديع أبو جوده، والأديب والمؤرّخ والرّسّام فارس الغول، والشّاعرة ندى نعمه بجاني. وحضرها أعضاء من الجمعيّة، ولفيف من المهتمّين والإعلاميّين.

أبو كسم
بداية رحّب الخوري عبده أبو كسم باسم رئيس اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام المطران بولس مطر بالحضور وقال:
"يسرّنا أن نستقبل اليوم في المركز رئيسة الجمعيّة لتكريم الأب وأعضائها الّذين يلتقون ككلّ عام ليطلقوا من على هذا المنبر نشاطات الجمعيّة لمناسبة عيد الأب. وكم نحن بحاجة إلى أن نعيّد هذا العيد للآباء في لبنان وعلى رأسهم رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون الّذي يعرفه الكلّ "بيّ الكلّ".
تابع "والتّحيّة الثّانية إلى كلّ ربّ عائلة ونحن نعيش على أبواب أزمات عدّة تتمحور حول الأزمة الاقتصاديّة، أزمة المدارس، مع غلاء المعيشة، مع الاستشفاء، مع الجامعات، هناك أزمة العاملين اللّبنانيّين مع اليد العاملة الأجنبيّة الّتي تنافس اليوم اليد العاملة اللّبنانّية، نحن نمرّ بزمن صعب ونحاول أن نتخطّى كلّ الصّعاب لنخلق لأولادنا جوًّا عائليًّا سليمًا".
أضاف: "تحيّة إلى كلّ المجاهدين من أجل حياة لائقة، نصلّي معهم ليتخطّوا هذه الأزمات. ولا ننسى المرضى وأولادهم وعيالهم لهؤلاء نصلّي ونطلب من الله أن يمنّ عليهم بالشّفاء العاجل، ونشكر كلّ الآباء الّذين يسهرون على أرض هذا الوطن في الجيش اللّبنانيّ والقوى الأمنيّة على الحدود، لهم منّا كلّ التّحيّة طبعًا لقائد الجيش العماد جوزف عون له كلّ التّحيّة.
وختامًا، نشكر الجمعيّة على لفتتها لإحياء هذا اليوم،  نحن وإيّاكم نسير في درب واحدة. الكثير من التّحدّيات تواجهنا ونحن ككنيسة نفتحر بكلّ أباءنا الكاثوليك وعلى رأسهم غبطة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الرّاعي، ونحن مدعوّون أن نكون معهم لمواجهة هذه التّحدّيات، والكثير من المواقف تأخذها الكنيسة، نصلّي لربّنا للأخذ بيدها لحماية هذا البلد ولصون وحدته.
أبي شديد
بدورها وجّهت د. نوال أبي شديد رسالة العيد وعرضت برامج نشاطات عام 2018 وقالت: "ع جبين جبيل حفرنا الأبجديّة وموعدنا بجبيل بعيدك يا بيي"، مع هذا الشّعار عام 1987 تأسّست الجمعيّة اللّبنانيّة لتكريم الأب وأطلقت عيد الأب من جبيل إلى كلّ المناطق اللّبنانيّة وبلاد الاغتراب".  
تابعت: "بمناسبة عيد الأب الواقع في الحادي والعشرين من حزيران تتقدّم الجمعيّة اللّبنانيّة بشخص رئيستها د. نوال أبي شديد والأعضاء من جميع أفراد العائلة وكلّ أب صالح بأحرّ التّهاني أعاده الله عليكم بالخير والبركة آملين أن تنعم العائلة اللّبنانيّة بكلّ أمان وبحبوحة وسلام".
أضافت: "ولعيد الأب هذا العامّ نكهة خاصّة كيف لا إنّ تاريخ عيد الأب الواقع في 21 من شهر حزيران سيتزامن مع موعد استلام ممثّلي الشّعب أعضاء المجلس النّيابيّ المنتخبين الجدد المسؤوليّة الجمّة الملقاة على عاتقهم للقيام بواجباتهم الوطنيّة".
وقالت: "ومع إطلالة كلّ عيد كنّا نرفع الصّلاة والدّعاء لأجل ديمومة لبنان وبقائه فخر هذا الشّرق إلى أن استجاب الطّلب وانتخب رئيسًا للبلاد وكان فخامة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون "بيّ الكلّ" فلكم منّا فخامة الرّئيس وأعضاء المجلس النّيابيّ الجديد تحيّة عيد الأب هذا العامّ، ونردّد معًا "إن لم يبنِ ربّ البيت فعبثًا يتعب البنّاؤون"."
تابعت: "في عيد الأب نتوجّه إليك أيّها الأب اللّبنانيّ وبصورة خاصّة من بيده مقدّرات الحكم والحماية للشّعب المتعطّش إلى السّلم والأمن والأمان وكلّنا أمل أن تكون الأب المضحّي، الحكيم، المقدام، المتسامح، الصّادق، النّبيل، الحنون، والمتواضع والمحبّ".
أردفت: "فلتكن ممارستكم العمليّة في بناء الوطن المرجوّ، المحبّة عوضًا عن الحقد، التّضحية عوضًا عن الانتقام، والسّلام عوضًا عن الحرب. ولتحقيق هذه الأمنيات نطلب منك أيّها الـ"لبنان" يا وطننا السّرمديّ يا أب الجميع أن تلهم أبناءك المقتدرين من رجال دين وسياسة ومخلصين أن يقودوا لبناننا الحبيب إلى برّ الأمان والسّلام".
تابعت: "أيّها الوطن نحن أبناؤك البررة مؤمنون ومصرّون على بقاء هذا اللّبنان معافىً ومزدهرًا لأبنائه البررة ونعدك أنّنا مجذّرون في أرضك حتّى النّفس الأخير. لا تخذل دعاء أمّ تدمع كلّ يوم وأب حزين على فقدان الأمن والاستقرار والسّلام والأمل  في أرضنا المقدّسة. واليوم بعيد الأب نعدك إن ذهب الجسد، فإنّ الرّوح باقية لتمجيد أرضك وصون كرامتك وتخليد اسمك!  اللّهمّ تحنّن من عليائك وبارك!".
وختمت: "إخواتي وأخوتي باسم رسالة لبنان الفكريّة عبر عصور تاريخه، أوجّه تحيّة العيد أيضًا لكلّ أب أنجب وربّى وطبّب وقدّم جنى حياته لتمجيد ربّه ولمجد عمله ولبناء وطنه. بأمثالك نفاخر ولك يليق الاحترام والأكرام، وندعو كي تظلّ بكامل الصّحّة الجسديّة والرّوحيّة والاقتصاديّة والعمر الطّويل وكلّ عيد أب والجميع بألف خير".
أبو جوده                                             
بدوره تحدّث د. بديع أبو جوده عن دور الأب في المحافظة على البيئة وقال:
"لمناسبة عيد الأب الواحد والثّلاثين أشكر رئيسة جمعيّة تكريم الأب السّيّدة نوال أبو شديد ورفقائي الأعضاء لالتفاتتهم الكريمة نحوي ونحو البيئة. وإسمحوا لي بعد مرور 56 عامًا على إطلاق اليوم البيئيّ العالميّ الرّائد من لبنان عام 1962، وتأييد رؤساء لبنان ومعظم الوزراء، ووزراء البيئة جميعًا، والمنظّمات العالميّة "الإيسكوا، الأونيسكو، الـ UNDP، واليونيسيف والفعاليّات في لبنان" على  هذا الحدث العالميّ". وأشكر جمعيّتنا لمحبّتها ولتقديرها لهذا الحدث،  وقداسة البابا القدّيس يوحنا بولس الثّاني على بركته الرّسوليّة لهذا اليوم، وجريدة الأهرام الواسعة الانتشار الّتي نشرت على صفحاتها من لقب وإقرار: "اليوم البيئيّ العالميّ الأوّل: لبنانيّ".
أضاف: "واسمحوا لي أن أحيّي في هذا اليوم جميع الآباء الّذين أولوا البيئة اهتماماتهم قائلاً: "إنّ كرتنا الأرضيّة غدت قرية، لا بل أقلّ من زاوية صغيرة! وإنّنا في تفاعل دائم معها: برئة واحدة، نتبادل الأنفاس مع كلّ ما دبّ عليها وما وترعرع! حبّذا اليوم وانطلاقًا من لبناننا الرّائد البيئيّ لو نشدّد على الحفاظ على الطّبيعة وحيوانها ونباتها وتربتها، ونشجّع التّشجير، واستحداث المحميّات، وإعادة تصنيع ما نخلّفه من نفايات! ولنحدّ من نهب الأرض واستغلال جوفها، وسطحها وبحارها والفضاء! وليستمرّ وطننا الحبيب الأجمل والأبهى والأكثر اخضرارًا".
الغول
ثمّ تحدث المؤرّخ فارس الغول عن نشأة الجمعيّة وما تقوم به وقال:
"الأبوّة إشراقة وجه الآب السّماويّ في سماء التّاريخ، وكتاب الحياة المقدّس المسطّر بيد الله. أوليس الآب السّماوي من ألبس ابنه الوحيد ثوبًا من لحم ودم محبّةً بالإنسان؟ فصار الله إنسانًا، وغدا الأب البشريّ صورة عن الآب السّماويّ! أوليس الله الآب من أحلّ ابنه يسوع في أحشاء مريم العذراء، فصارت العذراء، أمّ الله، وغدت الأمّ رمز الحنان والعطاء واهبة الحياة للحياة؟".
تابع: "وإذا كان العالم قد اعترف وأقرّ بعطاءات الأمّ ورسالتها، فأقدم على تكريمها وإقامة عيد خاصّ بها هو "عيد الأم"! فإنّ الأب بالمقابل ظلّ مهمّشًا من دون عيد إلى أن كانت سنة 1909 حين احتفلت فتاة أميركيّة اسمها (سونار سمارت) في ولاية ميشيغن بعيد الأمّ. فتذكّرت والدها الّذي مات، بعد أن أمضى عمره بتربية عائلته بعد وفاة أمها".
أضاف: "تقدّمت الفتاة بطلب من عمدة المدينة راجية تكريم والدها.. ونزولاً عند رغبتها وإصرارها وافقت مدينة (سبوكين) 1910 على تخصيص يوم 19 حزيران كعيد سنويّ للأب! ومن تلك المدينة وذاك التّاريخ، انطلق عيد الأب في أرجاء العالم".
وقال: "أمّا في لبنان فقد أقدمت السّيّدة نوال جبّور أبي شديد، على إحياء وتبنّي عيد الأب في 21 حزيران 1987 من مسرح (لاسيتاديل) جبيل. ومنذ ذلك التّاريخ انطلق عيد الأب في لبنان والعالم العربيّ، ومعه انطلقت طموحات رئيسة الجمعيّة المتعدّدة".
تابع: "تأسيس مركز (العرفان والشّكر) الّذي انبثق عنه نادي "الأصدقاء والمتقاعدين" لجمع شمل المتقاعدين وكبار السّنّ، يسمح لهم بالتّلاقي والتّرفيه والتّسلية وفرح الحياة. إلى جانب الاهتمام بتنظيم ندوات ورحلات وحفلات ترفيهيّة وتكريميّة لمستحقّين".
أضاف: "إنّنا إذ ننحني بمهابة وخشوع أمام مذبح الأمومة المقدّس، نخشع بوقار وتهيُّب أمام هيكل الأبوَّة المتسامي، مدركين وعارفين، أنّ أعظم تكريم للوالدين أن نحسن معاملتهم واحترامهم ورعايتهم في كنف العائلة. لأنّ في كنف العائلة دفئًا أين منه دفء شموس الكون. وفي الابتعاد عنه، صقيع ينخر القلوب والعظام أين منه صقيع القطبين".
وختم بالقول: "أخذ الله برسالة الجمعيّة اللّبنانية لتكريم الأب، وأطال الله في عمر الرّئيسة السّيّدة نوال جبّور والأعضاء المحترمين، وبارك رسالتهم. وكلّ عيد أب وأنتم بخير".
بجّاني
وفي الختام ألقت الشّاعرة ندى بجّاني قصيدة للأب مهداة إلى كلّ الآباء.
ثمّ عرض الأب عبده أبو كسم نشاطات الجمعيّة لهذا العامّ ومنها:
1- الاحتفال بالذّبيحة الإلهيّة على نيّة الأب اللّبنانيّ وجميع الآباء المقتديرين على بناء وحماية وخلاص لبناننا الغالي في مقدّمتهم أعضاء المجلس الّنيابيّ المنتخب حديثًا هذا العام عشيّة ذكرى عيد الأب 20 حزيران   ٢٠١٢ السّاعة السّادسة مساءً في دير مار مار يوحنّا مرقص- أنطش جبيل.
2- يوم عيد الأب 21 حزيران ٢٠١٨ تقوم الجمعيّة بعدّة زيارات معايدة بمناسبة العيد أهمّها الرّؤساء الثّلاثة قائد الجيش غبطة البطريرك وسماحة المفتي  .
3- إبتداء من تاريخ 22 ولغاية 30 حزيران تقوم الجمعيّة من خلال نادي" الأصدقاء والمتقاعدين" التّابع للجمعيّة بسلسلة ندوات وحفلات تكريميّة ورحلات لكبار السّنّ إلى معظم المناطق اللّبنانيّة بالتّعاون مع الجمعيّات النّاشطة المشاركة".