العراق
31 كانون الأول 2020, 08:50

ماذا تمنّى البطريرك ساكو عشيّة العام الجديد؟

تيلي لوميار/ نورسات
أكّد بطريرك بابل للسّلام مار لويس روفائيل ساكو أنّه "لا سلام من دون تنمية الوعي بأهمّيّة السّلام وبثقافة اللّاعنف"، وذلك في سطور رسالته الّتي نشرها موقع البطريركيّة الرّسميّ، لمناسبة رأس السّنة ويوم السّلام العالميّ، وقد كتب فيها:

إنّه "لأمرٌ محزن أن يشهد عالمنا وبلدنا سباقًا محمومًا، وأحيانًا مسلّحًا من أجل السّلطة والمال، وليس من أجل النّاس وتوفير الخدمات لهم.

ما من سلام حقيقيّ إلّا عندما نخرج من هذه الأنانيّة القاتلة، وترسِّخ الأخوّة الحقيقيّة بيننا.

السّلام هدف أساسيّ وهامّ لكلّ إنسان، ومن دونه لا حياة مستقرّة ولا تقدّم. وحتّى يتحقّق السّلام لا بدّ من تنشئة النّاس فكريًّا ودينيًّا واجتماعيًّا على قيم الأخوَّة والتّسامح واللّاعنف والتّآزر، وتنمية وعيِهم بأهمّيّة هذه المبادئ للعيش المتناغم.

دينيًّا: رسالة الدّيانات هي نشر ثقافة السّلام والأخوّة والمحبّة وترسيخها. المؤمن الحقيقيّ- وليس من يلبس عباءة الدّين لتغطية مصالحه أفعاله- يعيش السّلام في داخله، ويعكسه في محيطه ومع كلّ من يتواصل معهم. هذه الرّوحانيّة تملأ قلبه عزاءً وفرحًا: "طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللَهِ يُدْعَوْنَ" (إنجيل متّى 5: 9).

من هذا المنطلق يتعيّن على القادة الرّوحيّين:

1. تنقية الفكر الدّينيّ من المغالطات والأفكار الشّائعة والقديمة، وتجديد الخطاب الدّينيّ وتكييفه مع متطلّبات الزّمن المعاصر، بما يلائم حياة النّاس وكرامتهم ويحقّق خيرهم، من دون أن يمسّ العقيدة.

2. تعزيز المشتركات الإيمانيّة والإنسانيّة والوطنيّة، وإشاعة روحيّة التّسامح والمودّة واحترام التّعدّديّة الدّينيّة والفكريّة.

الدّولة: على الدّولة أن تتحمّل مسؤوليّاتها كاملةً في حماية جميع المواطنين وفق منطق المواطنة والقانون والمؤسّسات، واحترام حقوقهم وكرامتهم.

هذه التّنشئة ينبغي أن تكون وعيًا والتزامًا مشتركًا من أجل بناء السّلام، وإنهاء الحروب وحماية حقوق النّاس من خلال التّعليم في العائلة (المدرسة البيتيّة)، والمدارس و الكنائس والمساجد والإعلام.

يقول البابا فرنسيس في رسالته بمناسبة اليوم العالميّ الرّابع والخمسين للسّلام 1/1/2021: "في مطلع العام الجديد، أودّ أن أقدّم أحرّ التّحيّات إلى رؤساء الدّول والحكومات، ورؤساء المنظّمات الدّوليّة، والقادة الرّوحيّين والمؤمنين من مختلف الأديان، والنّساء والرّجال ذوي النّوايا الحسنة. أوجّه لكم جميعًا أمنياتي الحارّة بأن يشهد هذا العام تقدّم البشريّة في درب الأخوّة والعدالة والسّلام بين الأفراد والجماعات والشّعوب والدّول."

عام 2020 كان عامًا صعبًا على الجميع، خصوصًا بسبب تداعيات جائحة كورونا، والنّزاعات العبثيّة، نأمل أن يكون العام الجديد 2021 أقلّ وطأة، والظّروف أفضل ونفرح بعودة الأجواء إلى طبيعتها.

لذا أسألكم أن تُصَلّوا من أجل حلول السّلام في قلوب البشر، وفي العراق والشّرق الأوسط والعالم، لكي تسقط إلى الأبد جدران الكراهيّة والعنف. كما أسألكم أن تُصلّوا من أجل نجاح زيارة البابا فرنسيس إلى بلدنا، حتّى يكون العراق بعد الزّيارة غير ما كان عليه قبلها.

كلّ عام وأنتم والعراق والعالم بخير."