ثقافة ومجتمع
17 آذار 2016, 12:00

ماذا عن تاريخ لبنان المستقبليّ؟

هل فكّرتَ يومًا بكتاب التّاريخ الذي سيدرس فيه أولادك وأحفادك في المستقبل القريب؟


كتاب سيرويه المؤرّخون بحسرة وألم، سيغطّسون ريشتهم بالحبر الأسود وبدموع حارّة لرسم مسار سنين عانى فيها لبنان مرّ المشاكل والأحداث.
كتاب تاريخ لبنان، كتاب القرن الواحد والعشرين، سيسرد قصّة وطن ناضل في سبيل الحرّيّة والسّيادة والإستقلال.
سيروي قصّة وطن كانت الإغتيالات عناوينه العريضة، سيُكتب فيه أنّ يد الغدر كانت تصطاد كلّ أسبوع سياسيًّا بارزًا، وتخطف أرواح مواطنين أبرياء.
سيقصّ كتاب التّاريخ المستقبليّ حكاية  تظاهرات الشّارع، نزول اللّبنانيّين، من كلّ الأديان والمذاهب، من كلّ الأحزاب والجهات، من أجل قضيّة واحدة، من أجل الوطن.
هذا من النّاحية الأمنيّة، أمّا في السّياسة، فالفراغ الرّئاسيّ، سيشكّل مادّة دسمة للمؤرّخين، ويحتلّ عددًا كبيرًا من الصّفحات والفصول. 
سيروي الكتاب قصّة الجمهوريّة ومعضلة جلسات الإنتخاب. سيكتب عن أسباب الفراغ، وعن تداعياته، وسيتطرّق إلى المصالحة المسيحيّة التي تمّت بين عون وجعجع والتي هزّت السّاحة وقلبت المعايير.

من النّاحية الإقتصاديّة، سيكون للنّفايات حصّة في كتاب تاريخ لبنان، والفرصة في أن تحتلّ عناوين فصول كتاب تاريخ القرن الواحد والعشرين.
فهذه المعضلة التي نعاني منها اليوم، ستُنقَل في الغد بالخيبة والخجل إلى الأجيال المُقبلة، علّ لا يكتب القلم عن أمراض ووفيّات سبّبتها هذه المشكلة في المستقبل..