دينيّة
03 تشرين الثاني 2018, 08:00

مار جرجس.. من الشّهادة إلى القداسة

ميريام الزيناتي
ثابر وتحمّل الظّلم حتّى الشّهادة لينتقل إلى ملكوت الآب قدّيسًا طاهرًا، هو مار جرجس الشّهيد ابن اللّد في فلسطين الّذي نحتفل اليوم بعيده.

 

ترعرع القدّيس جرجس في كنف أسرة مسيحيّة صالحة، فتربّى على المبادئ والقيم لحياة بارّة. توفيّ والده عن عمر صغير، ليكبر بروح المسؤوليّة والشّجاعة والعزم.

وعندما أصبح شابًّا، دخل في سلك الجنديّة وترقّى إلى رتبة قائد ألف، فكان القائد الحقّ، وأصبح مثالًا للرّجولة والعنفوان.

تشبّت هذا القائد بإيمانه، وحفاظًا على مبادئه المسيحيّة، مزّق جرجس قرار القيصر الرّامي إلى اضطهاد المسيحيّين بالرّغم من ادراكه للظّلم والاضطهاد الّذي سيتعرّض له. فما كان من الحكّام إلّا وأنزلوا به أشدّ العقوبات وأكثرها قسوة.

لم يهتمّ جرجس إلى العذابات الأرضيّة أو التّهديدات البشريّة، فدافع عن إيمانه أشدّ دفاع، الأمر الّذي أفشل جميع محاولات إسكاته وإبعاده عن الدّين المسيحيّ، فسجن وغرق في دمائه حتّى أنّه كاد يموت مرارًا لعنف الأحكام الّتي أصدرت بحقّه، غير أنّه في كلّ مرّة ظهر أكثر شدّة وصلابة وجرأة. فشهد لمجد الله في كلّ مرّة كان يخلُص بها حتّى أنّ الرّبّ أعاده إلى الحياة سليم الجسد ما أذهل الإمبراطور وظنّ أنّه شبيه القدّيس، لكنّ العظائم الّتي تمّت أمام عيون الجنود جعلتهم يؤمنون بيسوع المسيح، ويعلنون إيمانهم أمام الإمبراطور الجاحد الّذي قتلهم كلّهم، فسبقوا جرجس إلى الشّهادة.

وفي عيد القدّيس الشّجاع، لندافع عن إيماننا مواجهين التّحديات كافّة، فحتّى مرّ الموت يصبح حلوًا عندما يوصلنا إلى المسيح.