متفرّقات
09 حزيران 2022, 10:10

مايكل حداد يتم مسيرته القطبية من أجل تعزيز القدرة على مواجهة تغير المناخي والأمن الغذائي

تيلي لوميار/ نورسات
اختتمت أمس في جزيرة سبيتسبيرغن، في أرخبيل سفالبارد في شمال النرويج، رحلة بدأت قبل ستة أشهر في كل من بيروت وروما، إذ أكمل مايكل حداد، سفير النوايا الحسنة الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي مسيرته القطبية من أجل تعزيز القدرة على مواجهة تغير المناخي والأمن الغذائي، وسلم إلى قبو سفالبارد العالمي للبذور – وهو أكبر مرفق احتياطي للبذور في العالم ، ويحمل أهمية كبيرة لإمدادات الغذاء العالمية – "رسالة الأمل" التي حملها والتي تضم عينات بذور من اثنتي عشرة بلداً عربياَ وكتابًا للبابا فرانسيس.

وقالت الدكتورة خالدة بوزار، الأمينة العامة المساعدة للأمم المتحدة والمديرة المساعد لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومديرة المكتب الإقليمي للدول العربية به: "لقد تحدى حداد احتمالات الإعاقة، ودلل من خلال مسيرته على أن الإرادة التصميم يمكن أن يعيدا تعريف القدرة. ومن خلال مسيرته اليوم أوصل من منطقتنا العربية دعوة مهمة لاتخاذ إجراءات عاجلة وموسعة وشاملة لتعزيز القدرة على مواجهة الآثار المدمرة لتغير المناخ، لا سيما على أنظمة إنتاج الغذاء في العالم كله،" وأضافت "ندرة المياه وارتفاع درجات الحرارة بشكل أسرع من المتوسط العالمي قد يدفعان المزيد من البلدان العربية إلى الاعتماد بشكل أكبر على الواردات لتلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية لسكانها، في وقت قد نواجه فيه قريبًا أزمة غذاء عالمية."

بعد لقائه معالي السيد لارس فوس، محافظ سفالبارد، أكمل محترف رياضات التحمل اللبناني مايكل حداد، والذي كان قد أصيب بالشلل من الصدر إلى أسفل في سن السادسة، مسيرته إذ مشى لمسافة 5 كيلومترات تقريبًا من متحف سفالبارد إلى قبو سفالبارد العالمي للبذور في لونجييربين مستخدما سلوبه الفريد للسير "من الخطوة إلى المشية."

وقال مايكل حداد: "مجموعة البذور وكتاب البابا فرانسيس اللذان سلمتماهما اليوم يرسلان ذات الرسالة - رسالة أمل. وفي بلدي لبنان ومنطقتي العربية، إذ نواجه العديد من التحديات، ليس لدينا خيار سوى التمسك بأهداب لأمل،" مضيفاً " ولكن أملنا يتسم بالجرأة إذ يرتكز على إيماننا بقدرتنا على فعل الشيء الصحيح والعمل الجماعي، في تضامن، وبالسرعة والنطاق اللازمين لوقف حالة الطوارئ المناخية سريعة التقدم ودرء أزمة الغذاء التي تلوح في الأفق."

سلم حداد بذورا لفصائل برية من القمح والشعير والعدس والحمص وأنواع البقوليات العلفية الأخرى، من كل من الأردن وتونس والجزائر وسوريا والعراق وعمان ودولة فلسطين ولبنان وليبيا والمغرب ومصر واليمن، تم إعدادها كجزء من مخزون البذور المكررة الذي تودعه تلك البلدان دوريا في قبو سفالبارد العالمي للبذور للتخزين الآمن طويل المدى، كنسخة احتياطية مهمة للمساعدة في حماية تنوع المحاصيل عالمياً.

وقال أوزموند أسدال، المنسق العام لقبو سفالبارد العالمي للبذور: "نسعد بتلقي مجموعة البذور والكتاب الخاص الذي أحضرهما مايكل معه اليوم، ونثمن كثيراً عزمه وتصميمه في سعيه لتذكيرنا جميعًا بأهمية التصدي لأزمة تغير المناخ، على وجه السرعة،" وأضاف "تغير المناخ قد يهدد التنوع البيولوجي الزراعي بعدة طرق، فهو يزيد من ظواهر الطقس المتطرفة، ويغير أنماط هطول الأمطار ويقلل من القدرة على توقع كميات المياه العذبة المتاحة. وفي قبو البذور، نحفظ بأمان بنسخ مكررة من بذور العالم كنسخة احتياطية لمواجهة مثل تلك الاحتمالات".

بنك الجينات في تربل، في لبنان التابع للمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) أعد عبوات البذور خصيصاً ليحملها حداد. وبسبب الصراع الدائر في سوريا، كانت إيكاردا قد نقلت بنك الجينات الخاص بها من حلب إلى منشآت جديدة في لبنان والمغرب، لتتمكن من مواصلة البحوث حول الموارد الوراثية للأنواع النباتية الإقليمية. وفي هذا الصدد كان بنك جينات إيكاردا هو بنك البذور الوحيد في العالم على الإطلاق الذي سحب من قبو سفالبارد العالمي للبذور جزءا من مخزونه الاحتياطي للمساعدة في إعادة بناء مجموعته.

تم تجهيز حزم البذور بالتنسيق مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وفقاً للمعاهدة الدولية بشأن الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة، والتي تركز على الحفاظ على التنوع الوراثي النباتي للأغذية والزراعة في جميع أنحاء العالم. وتوفر المعاهدة الدولية كذلك الإطار القانوني الدولي لعمل قبو سفالبارد العالمي للبذور.

إلى جانب البذور الفعلية، سلم حداد نسخة مصغرة من كتاب البابا فرانسيس، "لماذا تخاف، أليس لديك إيمان؟" الذي يوثق لحظة الصلاة الاستثنائية التي ترأسها البابا في مارس 2020، في ذروة انتشار جائحة كوفيد-19. وقدم حداد الكتاب ـ الذي باركه له البابا فرنسيس نفسه ـ على أنه بذرة رمزية للأمل. وفي بداية مسيرته، أهدى حداد نسخة من الكتاب إلى متحف سفالبارد ليتم عرضها للجمهور في القسم المخصص لقبو سفالبارد العالمي للبذور، بعد التوسع المخطط له في عام 2024.

وقالت أنيتا أوتسي، نائبة مدير متحف سفالبارد في لونجييربين: "يشرفنا تلقي هذه الهدية الخاصة التي يقدمها لنا مايكل حداد اليوم". وأضافت "ويسعدنا أن نخصص موقعاٌ بارزاً ضمن القسم المخصص لمجموعة معروضات قبو البذور العالمي سفالبارد لهذه النسخة من كتاب البابا فرانسيس يعرضها ويوثق قصة الرحلة الفريدة التي أتت بها إلى هنا مع مايكل، للعديد من زوار متحفنا، والذين يأتون من شتى أنحاء العالم لرؤية مجموعات عروضنا، عامًا بعد عام".

منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)

قال كينت نادوزي، أمين المعاهدة الدولية بشأن الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة: "يسعدنا في منظمة الفاو أن سفير النوايا الحسنة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مايكل حداد، قد اختار أن يتجه بمسيرته صوب إلى قبو سفالبارد العالمي للبذور والذي يمثل مبادرة فريدة من نوعها حيث يعمل أعضاء المنظمة معًا للحفاظ على تنوع المحاصيل في العالم للأجيال القادمة" وأضاف "مع تفاقم أزمة المناخ التي تهدد الإنتاجية الزراعية والأمن الغذائي، يكتسب الحفاظ على التنوع الجيني للمحاصيل أهمية أكبر. فالبذور تجسد أحد أعظم الآمال بالنسبة لقدرتنا على بناء مرونة أنظمة الأغذية الزراعية للتكيف مع المناخ سريع التغير."

وقال إدواردو منصور، مدير مكتب الفاو المعني بتغير المناخ والتنوع البيولوجي والبيئة: "بقدرته على التحمل يضرب مايكل مثالا متميزاً يرسل من خلاله إلى العالم رسالة أمل رائعة تلهم كفاحنا المشترك لدرء تغير المناخ وانعدام الأمن الغذائي". وأضاف "فأيما كانت الظروف قاسية، فإن نموذج مايكل يحفزنا على الإيمان بأن بإمكاننا مواجهته".

المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا)

وقال الدكتور أثناسيوس تيفيليكاس، مدير البنك الجيني لإيكاردا في المغرب: "ترمز البذور من هذه المنطقة إلى الحياة – إذ يمكن لسماتها الذكية مناخيًا التغلب على تحديات تغير المناخ وتحصين أنظمتنا الغذائية العالمية ضد متغيرات المستقبل." وأضاف "تشكر إيكاردا مايكل على جهده المذهل من أجل نشر رسالة الأمل هذه."

دائرة الاتصالات لدى الكرسي الرسولي 

وقال المونسنيور. لوسيو رويز، أمين عام دائرة الاتصالات لدى الكرسي الرسولي "البذور تجسد الحياة. وهي أعظم رمز للأمل. وعندما صلى البابا فرنسيس في ساحة القديس بطرس من أجل البشرية جمعاء، دعانا جميعًا إلى الحفاظ على الأمل". وأضاف "لقد دعانا البابا كذلك لأن نقف معًا متحدين إذ نسعى جاهدين لبناء عالم جديد معًا، لأنه لا يمكن لأحد الخلاص بمفرده. وهنا يمكن موطن قوة اللفتة الرائعة التي عبر عنها حداد اليوم. نحن ممتنون له وللمعهد العالمي للحوار وثقافة اللقاء على تحقيق هذه اللحظة".