ثقافة ومجتمع
14 أيار 2018, 13:00

مايكل.. "طفل الصّلاة"

ريتا كرم
هو مايكل رحمه الّذي دخل يوم السّبت في عامه الحادي عشر، وهو لا يزال طريح الفراش في العناية الفائقة في مستشفى سيّدة زغرتا.

 

هناك يستلقي مايكل مغمض العينين بعد أن دخل قبل أكثر من أسبوع في غيبوبة إثر تعرّض مفاجئ لصداع شديد في الرّأس أسفر عن نزيف وتقيّؤ فإغماء لم يستيقظ منه حتّى السّاعة، وكشف عن إصابته بتشوّهات خلقيّة في الدّماغ لم تظهر عوارضها أبدًا قبل الحادثة. هناك يستلقي محاطًا بتضرّعات أم تؤمن أنّ ابنها بعناية "أشطر طبيب بالعالم... جارنا وصاحبنا" وتقصد القدّيس شربل، ونذورات أب يعيش على الخبز والماء. هذا الإيمان يغذّيه تعاطف بشريّ انطلق من محيطهما القريب مخترقًا العالم الافتراضيّ بشتّى أنواعه، تعاطف زرع على صفحات التّواصل صلوات وتضرّعات نابعة من القلب، رُفعت إلى "الله الواحد" على نيّة شفاء الملاك مايكل... "طفل الصّلاة".

هو الطّفل النّائم المفعم بهدوء وبراءة لا يمكن ألّا نلاحظهما في صورته الّتي انتشرت بين روّاد العالم الافتراضيّ، صورة تعكس فيها عيناه جمالاً ربّانيًّا وسلامًا وتحكي عنه ابتسامته الّتي تضيء ظلمات اليأس والتّعب.

هو الطّفل الّذي ردّ من دون أن يدري الكثير من النّاس إلى الصّلاة والاعتراف والمناولة.

هو أضحى محور صلوات القريب والبعيد في سلسلة ترفض أن تنقطع قبل أن يستيقظ "مايكي" كما يناديه ذووه.

هو أعاد في هذا الشّهر المريميّ الاعتبار لمسبحة الورديّة المقدّسة، وأضرم نار الإيمان في قلوب من خبت لديهم، وأخرج من قلوب الكثيرين نواياهم الطّيّبة إلى العلن، وأرجع إليهم الثّقة بالمعجزات.

نعم، هو طفل الصّلاة الّذي نام ليوقظنا من سباتنا.

إليك يا مايكل منّا ألف شكر وشكر.. وإلى عائلتك الصّامدة صمود القدّيسين تحيّة إيمان ومحبّة.. وإلى كلّ الأصوات المبتهلة إلى الله وقدّيسيه، وبخاصّة إلى "طبيب السّماء" مار شربل، نضمّ صوتنا اليوم ونصرخ عاليًا لكي تعود عيناك إلى النّور فتبصران وجه والديك، ولترجع ضحكاتك وشقاوتك تملأ أرجاء البيت، ولتكون قصّتك شهادة جديدة على أنّنا بالإيمان يمكننا أن ننقل الجبال.