الفاتيكان
28 أيلول 2022, 11:15

ما أهمّيّة النّظرات الّتي تجعلنا نلتقي بيسوع؟

تيلي لوميار/ نورسات
"حياة يسوع"، هذا عنوان كتاب مدير التّحرير في الدّائرة الفاتيكانيّة للاتّصالات أندريا تورنييلي، يروي فيه حياة يسوع جامعًا بين النّصوص الإنجيليّة ومحاولة تصوّر ما لم يرد فيها، وذلك بفضل المخيّلة ومساعدة المؤرّخين.

أمّا مقدّمة الكتاب فكتبها أيضًا البابا فرنسيس ركّز فيها على أهمّيّة النّظرات الّتي تجعلنا نلتقي بيسوع. وبحسب "فاتيكان نيوز"، "وفي بداية المقدّمة تحدّث البابا عن تأثّره دائمًا لدى قراءة الإنجيل بأهمّيّة النّظرات، وهو ما وجد أنّ تورنييلي يتوقّف عنده في هذا الكتاب. وتابع الأب الأقدس متحدّثًا على سبيل المثال عن تقاطع النّظرات مثلما حدث لزكّا حين صعد جميّزة لينظر إلى يسوع والّذي نظر إليه بدوره وأخبره أنّه سيقيم اليوم في بيته. وأضاف البابا أنّ في كلّ صفحة من الإنجيل هناك نظرات، فهذا هو الشّكل الّذي يلتقي به الأشخاص يسوع. هناك من جهة أخرى نظرات العلماء في الهيكل ونظرات من أُعجبوا بذكاء يسوع وكلماته. وشدّد الأب الأقدس بالتّالي على أنّه لا يكفي أن نقرأ أو أن نصغي، بل يجب الدّخول بشكل مباشر في ما يرويه الإنجيل متخيّلين في العقول والقلوب نظرة يسوع.

توقّف البابا فرنسيس بعد ذلك عند أمثلة عديدة للنّظرات في الإنجيل وأضاف أنّ هناك أيضًا نظرات غير قادرة على أن ترى الرّبّ منذ الوهلة الأولى، مثل نظرات تلميذَي عمّاوس أو مريم المجدليّة الّتي رأت يسوع في القبر ولم تتعرّف عليه فاعتقدت أنّه البستانيّ. وتابع الأب الأقدس أنّ الرّبّ يظهر دائمًا، وهذا ما يحدث لنا نحن أيضًا حين نمسك بالإنجيل ونقرأ شيئًا نما ثمّ يظهر لنا الرّبّ في لحظة ويكشف عن نفسه، وهكذا نختبر الدّهشة، تلك الخبرة الرّوحيّة الفريدة الّتي تجعلنا نلتقي بيسوع.

ومن هذا المنطلق دعا البابا فرنسيس إلى الاقتراب من قصص حياة يسوع بأعين تمتلئ بالتّأمّل، وأضاف أنّه صحيح أنّ الإيمان يبدأ بالإصغاء إلّا أنّ اللّقاء يبدأ بالرّؤية، بالنّظر، ولهذا فمن الهامّ أن نستمع إلى يسوع وأن نراه في الإنجيل. وأضاف قداسته أنّ النّظر يرتبط بشكل أكثر سهولة بالذّاكرة الّتي تُنَمّي الحياة المسيحيّة، فالذّاكرة، وحسب ما يعلّمنا القدّيس يوحنّا والنّصوص المقدّسة بشكل عامّ، هي تلك الأشياء الّتي رأيناها وأصغينا إليها. وواصل قداسة البابا في مقدّمته أنّ هذا الكتاب لتورنييلي الّذي يستخدم كلمات الإنجيل يمكنه أن يساعدنا على الدّخول في اتّصال مع يسوع، وذلك كي لا يظلّ فقط شخصيّة عظيمة وبطلاً للتّاريخ، قائدًا دينيًّا أو معلّمًا، بل أن يصبح لكلّ واحد منّا الرّبّ، ربّ الحياة. وختم البابا فرنسيس راجيًا لمن سيقرأ هذا الكتاب أن يلتقي يسوع وأن ينال نعمة أن ينجذب إليه، والّتي هي عطيّة من الرّوح القدس."