ما كانت آخر محطّات بارولين في جنوب السّودان؟
هذا وخلال زيارته الجامعة الكاثوليكيّة التقى بالكثير من الطّلبة والأساتذة، أكّد خلالها حضور الكنيسة في المعاناة والألم "كعلامة رجاء"، ردًّا على سؤال إحدى الطّالبات، وأراد التّذكير في هذا السّياق بزيارته مخيّم بانتيو حيث التقى إلى جانب النّازحين معلّمي التّعليم المسيحيّ والإرساليّين. وأضاف بحسب "فاتيكان نيوز": "نحن موجودون، لا نترك الأشخاص، نحن بجانبهم ونسير معهم رغم الصّعاب"، وشدّد على أنّ هذا يشهد على أنّنا لسنا بمفردنا. وتابع قائلاً للطّالبة نفسها: "تسألينني ماذا تفعل الكنيسة، أمّا أنا فأسأل مَن هي الكنيسة؟ نحن الكنيسة، هناك التّركيبة الهرميّة بالطّبع، الكهنة، الرّاهبات، إلّا أنّ المؤمنين جميعًا هم جزء من الكنيسة، وهكذا فالسّؤال هو ماذا نفعل نحن من أجل هؤلاء الأشخاص؟"، وشدّد بالتّالي على "ضرورة أن نُلزم أنفسنا بشكل ملموس".
وفي الختام، روى بارولين شجرة تين هي رمز الجامعة الّتي احتفلت قبل فترة قصيرة بعامها العشرين، وقال: "لديكم ماضٍ قصير ولكن مستقبل طويل ومشرق".
هذا وكان بارولين قد ترأّس الخميس القدّاس الإلهيّ في المركز المخصّص لذكرى زعيم الحركة الشّعبيّة لتحرير السّودان جون قرنق، والّذي كان يُفترض أن يترأّسه البابا فرنسيس حسب برنامج زيارته الرّسوليّة الّتي أُجّلت بسبب أوضاعه الصّحّيّة، وقد حضره رئيس الجمهوريّة ونائبه. في عظته، دعا بارولين المؤمنين إلى أن يكونوا صانعي مستقبل جديد، فـ"هذه هي لحظة المسؤوليّة والأفعال الملموسة وهدم جدران الكراهيّة والقضاء على الظّلم، لحظة أن نغسل بالمغفرة والمصالحة الثّياب الّتي لوّثها الدّم والعنف". ورفع الكاردينال بارولين الصّلاة من أجل أن يلمس الرّبّ قلوب الجميع، وخاصّة من لديهم مسؤوليّات كبيرة، كي يتمّ إنهاء المعاناة الناتجة عن العنف وعدم الاستقرار وكي يمكن لمسيرة السّلام والمصالحة أن تسير إلى الأمام بشكل سريع.