ثقافة ومجتمع
28 كانون الثاني 2020, 14:00

ما لا تعرفونه عن أسطورة السّلّة "كوبي براينت"!

ريتا كرم
خبر حلّ كالصّاعقة على العالم يوم الأحد، وبخاصّة على مشجّعي كرة السّلّة والدّوريّ الأميركيّ للمحترفين، مع ورود أنباء عن مقتل نجم فريق لوس أنجلوس ليكرز كوبي براينت (41 عامًا)، إثر تحطّم مروحيّته في كالاباساس، في مدينة لوس أنجلوس جنوب ولاية كاليفورنيا، أثناء توجّهه مع ابنته جيانا (13 عامًا) وسبعة آخرين لمشاهدة مباراة في كرة السّلّة.

هذا النّجم الأسطورة الّذي حافظ على نجوميّته بالرّغم من اعتزاله اللّعبة في نوفمبر 2015، أدرك جسده وقتها "بأنّ السّاعة قد أتت للقول وداعًا" نتيجة الإصابات الخطيرة الّتي عانى منها في نهاية مسيرته، إلّا أنّه لم يعلم أنّ الوداع الحقيقيّ كان سيكون مشحونًا بهذا الألم الكبير والخسارة العظيمة. فكوبي أبى أن يرحل من دون ابنته البكر الّتي، مثل والدها، عشقت تفاصيل اللّعبة وقواعدها، تاركًا خلفه زوجته فانيسا وثلاث بنات: ناتاليا وبيانكا وكابري.

براينت الّذي حصد العديد من الألقاب خلال مسيرته الرّياضيّة، طبعت دربه في العام 2003 نقطة سوداء حين اتّهم بالاعتداء الجنسيّ على موظّفة فندق (19 عامًا)، ما أثّر على سمعته وحياته. غير أنّ النّيابة أسقطت عنه التّهمة، بعد أن رفضت الموظّفة المثول أمام المحكمة والإدلاء بشهادتها.

هذا الأمر زاد حياته سوءًا مع رغبة زوجته فانيسا بالانفصال عنه. لكن وسط العتمة، علم كوبي أنّ خلاصه الوحيد هو بالرّبّ وحده، فقصد كنيسة حيث لقي النّور خلال حديثه مع كاهنها، بخاصّة أنّ لاعب كرة السّلة لم يتخلّ يومًا عن إيمانه الكاثوليكيّ الّذي تربّى عليه في عائلته ونقله مع زوجته إلى بناته الأربع. وما كان من الكاهن إلّا أن نصحه بتسليم الأمر لله والمضيّ قدمًا في حياته، لأنّ الله لن يحمّله أكثر من طاقته، "هذا أمر لا تستطيع السّيطرة عليه. إجعله يمضي!" قال الكاهن بعد أن تأكّد من كوبي براينت أنّه لم يرتكب أيّ فعل مشين. 

وكانت تلك نقطة التّحوّل في حياة الشّابّ الرّياضيّ، بحسب ما ذكر موقع "Christian Today"، فهذا الكاهن غيّر حياته بالفعل إلى الأفضل؛ إذ عاد براين وفانيسا ليتابعا مسيرتهما معًا كزوج وزوجة، حتّى أنّهما أنشآ معًا مؤسّستهما الخاصّة KVBFF والّتي تعنى بالأطفال ذوي الاحتياجات الجسديّة والاجتماعيّة من خلال الرّياضة وأعمال المحبّة. 

هذا العمل أتى ليتوّج مسيرة براينت المهنيّة، ويمنحه فرصة ثانية في الحياة، فينقل عنه الموقع قوله "الآن بعد أن خمدت مهنتي، لا أريد أن أنظر إلى الوراء وأقول: "لقد قمت بعمل ناجح لأنّني أحرزت العديد من البطولات وسدّدت الكثير من النّقاط"، لا بل هناك شيء آخر عليك القيام به كذلك"؛ فاختار كوبي براينت أن يجعل الحياة مكانًا أجمل لهؤلاء الصّغار، ويقدّم مثالًا جديدًا لمحبّيه، مثالًا في الإنسانيّة والمحبّة والعطاء، مؤكّدًا أنّه مهما اشتدّت الصّعاب الكنيسة لا تترك أبناءها على مثال معلّمها، بل هي تقود دربهم دائمًا نحو الملكوت الّذي لا يمكن أن يتحقّق إلّا بالخدمة والمحبّة. 

هو غادر تاركًا وراءه كلّ ما كنزه على الأرض، إنّما حاملاً معه الكنوز الرّوحيّة الّتي حصدها في حياته اليوميّة منذ صغره. إذ بالرّغم من شهرته الكبيرة لم ينسَ كوبي كنيسته، بل واظب وزوجته وبناته على الصّلاة في رعيّتهم في كاليفورنيا حتّى يومه الأخير، إذ تروي مواقع على وسائل التّواصل الاجتماعيّ أنّ كوبي وقبل توجّهه إلى رحلته الأخيرة، شارك في قدّاس الأحد رافعًا كما عادته صلواته إلى الله مخلّصه، غير عالم أنّ لقاءهما سيكون جدّ قريب.