الفاتيكان
15 تشرين الثاني 2019, 12:50

ما موقف البابا فرنسيس من تطوّر التّقنيّات الرّقميّة؟

تيلي لوميار/ نورسات
دعا البابا فرنسيس المشاركين في لقاء دوليّ تحت عنوان "تعزيز كرامة الطّفل في العالم الرّقميّ، من الفكرة إلى التّطبيق"، الّذي تنظّمه الجامعة الحبريّة للعلوم الاجتماعيّة بالتّعاون مع تحالف كرامة الطّفل وتحالف الأديان من أجل مجتمعات أكثر أمانًا، إلى التّعاون وتحمّل المسؤوليّة من أجل حماية القاصرين في العالم الرّقميّ أمام تطوّر التّقنيّات الحديثة والمستخدمة من دون رقابة.

ولفت إلى ما يفرضه تطوّر هذه التّقنيّات على مستقبل البشريّة، وما يقدّمه من فرص للقاصرين في مجال التّعليم والتّكوين الشّخصيّ وإمكانيّة تبادل الخبرات، إلى جانب تعزيز هذا التّطوّر للتّنمية الاقتصاديّة وتقديم إمكانيّات جديدة في مجالات مختلفة مثل الصّحّة، داعيًا إلى ضمان نموّ سليم وهادئ للأطفال في الوقت نفسه، كي لا يصبحوا ضحايا عنف إجراميّ أو تأثيرات ضارّة على سلامتهم الجسديّة والنّفسيّة. 

وشدّد البابا، بحسب "فاتيكان نيوز"، على أهمّيّة الوعي لحجم وخطورة انتشار الجرائم الرّقميّة، ودعا المشاركين في اللّقاء إلى التّعرّف بوضوح على طبيعة وأبعاد المخاطر الّتي تجب محاربتها مع ضرورة نشر الوعي بمخاطر تطوّر تكنولوجيّ بلا رقابة.

كما أكّد البابا أنّ الفهم وحده لا يكفي بل يجب العمل أيضًا، متوقّفًا عند "ما يمكن اعتباره تناقضًا بين فهم العالم الرّقميّ كفسحة لحرّيّة تعبير وتواصل لا حدود لهما، والاستخدام المسؤول للتّقنيات أيّ حدود هذا الاستخدام"، لافتًا إلى أنّ هناك حاجة إلى بلوع توازن ملائم بين الممارسة المشروعة لحرّيّة التّعبير والمصلحة الاجتماعيّة وضمان عدم استخدام الوسائل الرّقميّة للقيام بنشاطات إجراميّة إزاء القاصرين.

من هنا، توقّف البابا عند نقطتين أساسيّتين لتفادي سوء استخدام هذه التّقنيّات: النّقطة الأولى هي تناغم الحرّيّة واحترام الخصوصيّة مع خير المجتمع، وعمل السّلطات بكفاءة لمواجهة النّشاطات الإجراميّة وذلك باستفادتها من أدوات تشريعيّة وعمليّة مناسبة مع احترام دولة القانون. والنّقطة الثّانية هي نموّ الشّركات العاملة في قطاع التّقنيّات الرّقميّة والّتي لا يمكن بالتّالي استبعادها بالكامل عن استخدام ما توفِّر من منتجات، لافتًا إلى أنّه بدون الإشراك الكامل لهذه الشّركات وبدون وعي تامّ بالتّبعات الأخلاقيّة والاجتماعيّة لعملها لا يمكن ضمان أمن القاصرين في العالم الرّقميّ. 

وإنطلاقًا من هذا الواقع، دعا البابا مهندسي المعلوماتيّات إلى العمل على تطوير أخلاقيّ للأنظمة المعلوماتيّة، وعدم ربط عمل الشّركات بالرّبح فقط. 

وفي الختام، أكّد البابا فرنسيس في كلمته، على ضرورة توجيه الإبداع والذّكاء البشريّين من أجل الخير المتكامل للأشخاص طوال حياتهم منذ الطّفولة، متحدّثًا عن ضرورة مساعدة المربّين والوالدين عبر التزام مشترك لتحالف جديد بين كلّ المؤسّسات والقوى التّربويّة، مع إسهام الرّؤية الدّينيّة أيضًا لأنّها تؤسّس احترام الكرامة البشريّة على عظمة وقدسيّة الله خالق الإنسان ومخلّصه.