دينيّة
04 أيار 2025, 13:00

ما هو شرح تحيّة الفصح؟

تيلي لوميار/ نورسات
في مقال جديد، يشرح خادم وكاهن عائلة كنيسة الصّليب للرّوم الأرثوذكس في النّبعة الأب باسيليوس محفوض أصل تحيّة عيد الفصح "المسيح قام... حقًّا قام!"، ويقول:

"هكذا، أيّها الإخوة، نُحيّي بعضنا بعضًا خلال 40 يومًا بتحيّة قصيرة ولكن بفرح. لا نجد تحيّة أفضل من هذه.
هل ترغبون، أيّها الإخوة، في معرفة مصدر تحيّتنا السّعيدة هذه؟ إنّ عادة المسيحيّين في تحيّة بعضهم البعض بهذه الطّريقة، أو ببساطة تبادل تحيّات المسيح، هي عادة قديمة، تعود إلى عهد الرّسل. ظهر النّصف الأوّل من التّحيّة: "المسيح قام!" في الدّقائق الأولى تقريبًا بعد قيامة المسيح، وسُمع من فم ملاك. كان الملاك الذي ظهر عند قبر المسيح القائم أوّل من حيّى النّساء حاملات الطّيب بقيامة المسيح المُشرقة، أوّل من تبادل تحيّة المسيح مع النّساء حاملات الطّيب،

وجّه الملاك حديثه إلى النّساء، روى ما جاء في إنجيل متّى (28: 5، 6)، قائلاً: "لا تخفن، فأنا أعلم أنّكن تطلبن يسوع المصلوب. إنّه ليس ههنا، إنه قام".
وبعد أن سلّم ملاك الرّبّ على حاملات الطّيب بفرح قيامة المسيح، أمرهن بنقل هذه التّحيّة فورًا إلى تلاميذ المسيح: "إذهبن سريعًا، وقلن لتلاميذه إنّه (المسيح) قد قام من بين الأموات" (متّى 8: 7). وعادت حاملات الطّيب، بحسب رواية الإنجيليّ لوقا، من القبر، وأعلنت كلّ هذا للأحد عشر وجميع الآخرين. وهكذا انتشر هذا الخبر السّارّ، هذه التّحيّة المفرحة: "المسيح قام!"، من فم إلى فم، واستمر 21 قرنًا، وسُمع في أكبر عدد من شعوب العالم، وهو الآن يُنطق على ألسنتنا بفرح عظيم.
قد ترغبون أيضًا في معرفة متى وكيف صيغ الجزء الثّاني من تحيّة عيد الفصح: "حقًا قام!". في يوم قيامة المسيح نفسه، صيغ الجزء الآخر من تحية الرّبّ بلغة الرّسل: "حقًا قام"!

إستقبل الرّسل القدّيسون الذين كانوا في أورشليم لوقا وكلاوبا، العائدين من عمواس، بقيامة المسيح؛ وقالوا (لوقا ٢٤: ٣٤) إنّ الرّبّ قد قام حقًا! حقًا قام! وهكذا، جاء الجزء الثّاني من التّحيّة: "حقًا قام" من شفاه تلاميذ المسيح، وفي يوم قيامة المسيح نفسه.
من المناسب جدًّا أن نشرح لكم، أيّها الإخوة، قبلاتنا المتبادلة، التي عادةً ما نجمعها مع تحيّة قيامة المسيح. كيف وصلت إليكم أيّها المسيحيّون؟ هل تذكرون ما أوصى به المخلّص الرّسل تحديدًا قبل آلامه، وما أوصى به جميعنا نحن المسيحيّين في شخصهم؟ "هذه هي وصيّتي أن تحبّوا بعضكم بعضًا كما أحببتكم. هذا أوصيكم به أن تحبوا بعضكم بعضًا" (يوحنّا ١٥: ١٢)، هذا ما أوصى به الرّبّ تلاميذه أكثر من مرّة في آخر لقاء له قبل آلامه.
هذا الحبّ، الذي أوصانا به مخلّصنا، نعبّر عنه الآن بفعل خارجيّ مرئيّ - التّقبيل، وفي هذا الفعل ننسى اختلاف الجنس والعمر والحالة. هذا التّقبيل المتبادل بيننا هو أيضًا تعبير عن فرحنا الدّاخليّ الاجتماعيّ بقيامة المسيح.

ولا يمكن التّعبير عن فرح قيامة المسيح أفضل من المحبّة المتبادلة؛ فلا تعبير آخر عن هذا الفرح يُرضي المخلّص أكثر من محبّتنا الأخويّة المتبادلة لبعضنا البعض.
من هنا نشأت عادة تبادل المسيحيّين تحيّة المسيح في أيّام عيد الفصح المقدّس. هكذا هي أهمّيّة وقدسيّة التّحيّة التي نهنّئ بها بعضنا البعض. تحيّة قصيرة، وليست عظة عظيمة، ولكن لا نجد تحيّة أفضل منها. فحيّوا أيّها المسيحيّون الأرثوذكس، كلّ واحدٍ منكم بهذا الفرح السّماويّ؛ بشّروا الجميع بقيامة المسيح، فهي عيد الأعياد ونصر الانتصارات؛ قبّلوا بعضكم بعضًا، ولكن قبّلوا قبلة مقدّسة. آمين."