بيئة
19 آب 2021, 07:20

ما هي أبرز عوامل فقدان النحل حول العالم؟

تيلي لوميار/ نورسات
دراسة جديدة تعلن أن تدمير الطبيعة وتفشي استخدام المبيدات الحشرية هما الدافعان الرئيسيان وراء الفقدان المتسارع للنحل في العالم، وتقول إن الاستخدام الواسع النطاق للأسمدة الكيميائي يساهم أيضاً في القضاء على النحل.

خلصت لجنة خبراء دوليين إلى أن تدمير الطبيعة وتفشي استخدام المبيدات الحشرية هما الدافعان الرئيسيان وراء الفقدان المتسارع للنحل وأنواع الملقحات الأخرى في مختلف أنحاء العالم.

وقد ساهمت التحولات في استخدام الأراضي لمصلحة المحاصيل الأحادية، وتوسيع رعي الماشية، والاستخدام الواسع النطاق للأسمدة الكيميائية، بشكل كبير في القضاء على النحل، بحسب مؤشر عالمي لأسباب تراجع الملقحات وآثاره. ولتضاؤل أعداد الملقحات عواقب وخيمة قد تصيب السكان في العالم أجمع.

ويكتسب النحل والفراشات والدبابير والخنافس والخفافيش والذباب والطيور الطنانة التي توزع حبوب اللقاح، أهمية كبيرة لتكاثر أكثر من 3 أرباع المحاصيل الغذائية والنباتات المزهرة، بما فيها البن والسلجم ومعظم أنواع الفواكه.

وقالت أستاذة في قسم علم الحيوان في جامعة كامبريدج، والمعدة الرئيسية للدراسة التي نشرت نتائجها مجلة "نيتشر إيكولوجي أند إيفوليوشن"، لين ديكس وهي، إن "ما يحدث للملقحات يمكن أن تكون له آثار ضارة هائلة على البشرية".

وأضافت في بيان أن "هذه المخلوقات الصغيرة أدواراً مركزية في النظم البيئية في العالم، بما يشمل أنظمة يعتمد عليها البشر والحيوانات الأخرى في التغذية"، محذرة من أنه "في حال زوال النحل، سنكون أمام وضع حرج".

وشهد العالم زيادة بمقدار ثلاثة أضعاف في إنتاج الغذاء المعتمد على الملقحات، بقيمة تقرب من 600 مليار دولار سنوياً، على مدار الأعوام الخمسين الماضية، بحسب تقرير بارز أصدرته الأمم المتحدة عام 2016.

وللحصول على نظرة عامة محدثة عن حالة الملقحات والمخاطر المرتبطة بتراجعها، عملت ديكس مع 20 عالماً وممثلاً لمجموعات السكان الأصليين من كل أنحاء العالم. وقد اختلفت أسباب التدهور وتبعاته عبر المناطق.

وصُنفت حالات النفوق الجماعي جرّاء المرض، وما يسمى باضطراب انهيار المستعمرات في خلايا النحل الصناعية وغيرها من "الملقحات المدارة" على أنها عالية المخاطر في أميركا الشمالية ، حيث تؤدي دوراً رئيسياً في إنتاج التفاح واللوز.

وفي إفريقيا ومنطقة آسيا - المحيط الهادئ وأميركا اللاتينية، وهي مناطق يعتمد فيها سكان الريف الأكثر فقراً على أغذية الزراعة البرية، يشكل تأثير انخفاض الملقحات على النباتات والفواكه البرية خطراً جسيماً. ويُنظر إلى أميركا اللاتينية على أنها المنطقة التي ستواجه أفدح الخسائر في هذا المجال.

وتُعتبر المحاصيل الملقحة بالحشرات مثل الكاجو وفول الصويا والبن والكاكاو ضرورية لإمدادات المنطقة الغذائية والتجارة الدولية.

ويعتمد السكان الأصليون أيضاً بشكل كبير على النباتات الملقحة، مع بعض أنواع الملقحات مثل الطيور الطنانة الحاضرة في الثقافة والتاريخ الشفهي.

وقال، توم بريز، المشارك في إعداد الدراسة، وهو باحث في معهد بحوث الاقتصاد البيئي في جامعة ريدينغ إن "هذه الدراسة تسلّط الضوء على حجم النقص في المعلومات بشأن تراجع الملقحات والتأثيرات على المجتمعات البشرية، لا سيما في أجزاء من العالم النامي".

وفي الصين والهند اللتين تعتمدان بشكل متزايد على محاصيل الفاكهة والخضر التي تحتاج إلى الملقحات، من شأن فقدان المصادر الطبيعية أن يدفع إلى القيام أحياناً ببعض المهام التي توفرها الملقحات بصورة يدوية. وقالت ديكس "غالباً ما تكون الملقحات أكثر ممثل مباشر عن العالم الطبيعي في حياتنا اليومية"، مضيفة "نلاحظ ونشعر بخسارتها".

وأشارت الدراسة إلى أنّ هناك دافعاً آخر محتملاً لتراجع الملقحات من المرجح أن يزداد سوءاً، وهو تغير المناخ.

وبيّنت أن بعض أنواع الطيور الطنانة في أميركا اللاتينية، على سبيل المثال، يمكنها فقط جمع الرحيق وحبوب اللقاح في الظل أثناء موجات الحر المتكررة، ما يجعل من الصعب لها توفير الغذاء اللازم، بحسب إحدى الدراسات.

 

المصدر: الميادين نت