صحّة
03 كانون الثاني 2022, 12:06

ما هي أعراض الجيوب الأنفية؟ مخاطرها وعلاجها

تيلي لوميار/ نورسات
قد تختلط أعراض الجيوب الأنفية مع أعراض الأمراض الموسمية، فيصعب اكتشافها. لا تسمح لغير الطبيب بتشخيص حالتك، فأعراض الجيوب الأنفية إذا تمت معالجتها بشكل سيء أو لم يتم تشخيصها، وتكررت قد تصبح مزمنة وخطيرة.

يحدث التهاب الجيوب الأنفية عند تراكم مادة المخاط ونمو البكتيريا فيها. هذا المرض يصيب الكبار والصغار، وغالباً ما يترافق مع الإصابة بعدوى فيروسية مثل الزكام والرشح والإنفلونزا أو بسبب الأسنان. أعراض الجيوب الأنفية متعددة وتختلف من شخص إلى آخر، كما تختلف بحسب نوع المرض ومرحلته. قبل الدخول بكل هذه التفاصيل لنتعرف على ماهية الجيوب الأنفية ووظيفتها في جسم الإنسان.

ما هي الجيوب الأنفية؟

الأنف هو الهيكل الأساسي للجهاز التنفسي، وتشكل الممرات الأنفية والجيوب الأنفية جزءاً من الجهاز التنفسي للجسم.

الجيوب الأنفية هي تجاويف في عظام الوجه والجمجمة. مبطنة بغشاء مخاطي.

الممر الأنفي هو المنطقة الموجودة داخل كل منخر. وهو مدعوم بالغضروف ومبطن بالجلد وبشعر كثيف يقوم بتصفية الجزيئات الكبيرة، مثل الرمل والغبار وحتى الحشرات، لمنعها من دخول الممرات الأنفية.

ينقسم تجويف الأنف إلى قسمين بحاجز من العظام والغضاريف، ويُسمى بالحاجز الأنفي. يتحرك الهواء عبر هذه الممرات أثناء التنفس. يقع تجويف الأنف فوق سقف الفم (الحنك) وتحيط به الجيوب الأنفية. يتصل بالبلعوم الأنفي، وهو الجزء العلوي من الحلق (البلعوم) في مؤخرة الفم.

الجيوب الأنفية عبارة عن فراغات مجوفة مملوءة بالهواء؛ تقع حول الأنف داخل الجمجمة. تتصل الجيوب الأنفية مع بعضها البعض وكذلك مع تجويف الأنف.

 

ما هي أنواع الجيوب الأنفية؟

هناك 4 أزواج من الجيوب الأنفية تقع بشكل متماثل على جانبي الوجه. وهي:

1-الجيوب الفكية (The maxillary sinuses)

تقع الجيوب الأنفية الفكية أو الأمامية، في الفك العلوي وعلى جانبي الأنف وخلف الخدين وتحت العينين. هرمية الشكل، وهي أكبر الجيوب الأنفية.

2-الجيوب الجبهية (The frontal sinuses)

تقع الجيوب الجبهية في العظم الجبهي وفوق الأنف وخلف الحاجبين. يفصل هذين الفراغين المجوفين حاجز عظمي رفيع.

3-الجيوب الغربالية (The ethmoid sinuses)

الجيوب الغربالية هي فراغات صغيرة مجوفة تقع في العظم الغربالي، على جسر الأنف، فوق الممرات الأنفية وبين العينين. عددها وحجمها متغيران.

4-الجيب الوتدي (The sphenoid sinus)

يقع الجيب الوتدي في العظم الوتدي (في عمق الجمجمة)، خلف الجيوب الأنفية وتجاويف الأنف. وتتوزع على الجانبين الأيسر والأيمن بواسطة حاجز عظمي رقيق.

جميع الجيوب الأنفية تتطور تدريجياً خلال النمو منذ الولادة حتى البلوغ. باسثناء الجيوب الغربالية، فهي موجودة منذ الولادة. وتظهر الجيوب الأنفية الفكية بعد سن 3 أو 4 سنوات، والجبهية بين 5 و10 سنوات، أما الجيوب الوتدية فخلال فترة البلوغ.

 

أنواع الخلايا في التجويف الأنفي والجيوب الأنفية

الممرات والجيوب الأنفية، مبطنة بطبقة من الأنسجة المنتجة للمخاط (الغشاء المخاطي). يتكون الغشاء المخاطي من عدة أنواع من الخلايا:

1- الخلايا الحرشفية (squamous cells) التي تشكل معظم البطانة.

2- الخلايا الغدية (glandular cells) التي تنتج المخاط والسوائل الأخرى.

3- الخلايا العصبية (nerve cells)، التي تسمح للأنف بإدراك الروائح (حاسة الشم).

4- الخلايا المناعية (immune cells) التي تساعد في مكافحة الالتهابات.

الهياكل المجاورة الأخرى:

تشمل الهياكل الأخرى الموجودة بالقرب من تجاويف الأنف والجيوب الأنفية ما يلي:

الغدد الليمفاوية (lymph nodes) في الرقبة (العقد العنقية).

الأعصاب التي تتحكم في البلع والرؤية والشم والسمع وحركة العين.

عظام الجمجمة، مثل عظام التجويف المداري والعظم الوتدي والعظم الغربالي وعظم الفك.

ما هي وظيفة تجاويف الأنف والجيوب الأنفية؟

الوظائف الرئيسية لتجويف الأنف والجيوب الأنفية هي:

- تنقية وتسخين وترطيب الهواء الذي تتنفسه.

- إدراك الروائح (حاسة الشم).

- إنتاج المخاط.

- تخفيف وزن الجمجمة.

- تهتز وتصدر صدى الصوت، وتمنحه تميزاً عن باقي الأصوات.

- حماية الدماغ من الإصابة.

ما هو مرض التهاب الجيوب الأنفية؟

مرض التهاب الجيوب الأنفية هو التهاب يصيب الجيوب والتجاويف العظمية للوجه والجمجمة. قد يكون التهاب الجيوب الأنفية حاداً أو متكرراً أو مزمناً. غالباً ما تظهر أعراض  الجيوب الأنفية بسبب المضاعفات الحادة لالتهاب البلعوم الأنفي أو التهاب الأنف التحسسي، وأحياناً بسبب أمراض الأسنان كالتسوس والخراجات، أو بسبب فيروس أو بكتيريا.

كما تحصل الإصابة بمرض التهاب الجيوب الأنفية لدى الأشخاص الذين يترددون إلى حمامات السباحة، فقد تسبب الماء المعقمة بالكلور بحدوث الالتهاب. يمكن أن يساهم التدخين والتلوث الهوائي والتعرض للأبخرة المزعجة في الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية.

أنواع من التهاب الجيوب الأنفية

هناك عدة أنواع من التهاب الجيوب الأنفية، بحسب الجيوب المصابة، وهي:

1-التهاب الجيوب الأنفية الفكية:  

التهاب الجيوب الأنفية الفكية هي الأكثر شيوعاً وغالباً ما يكون ناتجاً عن عدوى فيروسية. تظهر الأعراض في أقل من 3 أيام بعد التهاب البلعوم الأنفي الذي لا يزول.

2-التهاب الجيوب الأنفية الجبهي:  

من علامات التهاب الجيوب الأنفية الجبهي ألم يقع فوق عين واحدة وخفقان. وغالباً ما يكون هذا الإلتهاب مصحوباً بحمى شديدة وسيلان في جانب واحد من الأنف، ومن أصل جرثومي.

3-التهاب الجيوب الأنفية الغربالي:

من النادر حدوث التهاب الجيوب الأنفية الغربالي، وهو من أصل بكتيري. يعاني المريض من وذمة في جفن واحد وألم في العين، وسيلان الأنف من جهة واحدة ودرجة حرارة مرتفعة.

4-التهاب الجيوب الوتدي:  

يتجلى التهاب الجيوب الوتدي من خلال صداع عميق خلف العين، يصل إلى أعلى الرأس. ويشتد الألم ويزداد ليلاً.

كيف يحدث التهاب الجيوب الأنفية؟

عندما تنتشر العدوى، التي تنشأ في الممرات الأنفية أو في الأسنان، وتصل إلى الجيوب الأنفية، يصاب الغشاء المخاطي الذي يبطن الأخير بدوره بالالتهاب. فتُسد الفتحة الضيقة التي تفصلها عن تجاويف الأنف وتُصاب الجيوب الأنفية بالعدوى. هذا هو التهاب الجيوب الأنفية.

عندما تنسد فتحات الاتصال في الممرات الأنفية، يتراكم المخاط في الجيوب الأنفية. يسبب هذا التراكم شعوراً مؤلماً بالضغط، وهو سمة من سمات التهاب الجيوب الأنفية وأبرز أعراض الجيوب الأنفية.  

تتكاثر بعض البكتيريا الموجودة بشكل طبيعي في الجيوب الأنفية في المخاط المتراكم، وتتسبب في حدوث الحمّى والقيح. هذا هو التهاب الجيوب الأنفية الحاد، الذي غالباً ما يصاحب التهاب الجيوب الأنفية الفكية. عندما يصاحب أنواعاً أخرى من التهاب الجيوب، فإن المضاعفات تكون أكثر.

عندما يصاب الشخص بالتهاب الجيوب الأنفية الحاد لأكثر من 3 مرات في السنة، عندها يُسمى التهاب الجيوب الأنفية المتكرر. قد يكون هذا النوع من التهاب الجيوب الأنفية مرتبطاً، على سبيل المثال، بتشوه الحاجز الأنفي الذي يؤدي إلى انسداد فتحات إخراج المخاط.

إذا استمر التهاب الجيوب الأنفية لأكثر من 3 أشهر من دون تحسن، يطلق عليه التهاب الجيوب الأنفية المزمن. غالباً ما يكون التهاب الجيوب الأنفية المزمن في الأصل، التهاباً حاداً تم علاجه بشكل سيئ أو التهاب الجيوب الأنفية الناجم عن الحساسية، الذي تتشابه أعراضه مع أعراض التهاب الجيوب الأنفية الحاد، ولكن بدون حمّى.

أعراض الجيوب الأنفية

تنجم أعراض التهاب الجيوب الأنفية عن تراكم المخاط واحتمال نمو البكتيريا في الجيوب الأنفية. وتختلف الأعراض بين الصغار والبالغين.

أعراض التهاب الجيوب الأنفية لدى البالغين:

أعراض التهاب الجيوب الأنفية هي ألم في عظام الوجنتين، مع احتقان في الأنف وإفرازات واضحة من الخياشيم، يترافق ذلك أحياناً مع صداع وربما حمّى.  

في حالة العدوى الإضافية، هناك أيضاً إحساس أكبر بالضغط أو الخفقان في الجيوب الأنفية، خاصةً عندما يميل الشخص إلى الأمام مع رأسه نحو الأسفل. وطنين في الأذن. يزداد الألم سوءاً بسبب السعال أو الحركة أو الإجهاد، وعادة ما تتفاقم الأعراض في وقت متأخر من بعد الظهر والليل.

من أعراض الجيوب الأنفية لدى البالغين أيضاً، فقدان حاسة الشمّ والعطس وإفراز صديد من الأنف (غالباً ما تتأثر إحدى فتحتي الأنف أكثر من الأخرى).

بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني الشخص المصاب بالتهاب الجيوب الأنفية الحاد من سعال دهني (عكس السعال الجاف)، ورائحة الفم الكريهة وصعوبة في البلع وصعوبة في تحمل الضوء القوي.

أعراض التهاب الجيوب الأنفية لدى الأطفال:

يصاب الأطفال أيضاً بالتهاب الجيوب الأنفية، ولكن تختلف بعض الأعراض عن تلك التي تظهر عند البالغين.

قبل سن الـ3 سنوات:

يمكن أن يصابوا بعدوى حادة في الجيوب الغربالية، ما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة (أكثر من 39 درجة مئوية)، ويصابون بتعب شديد، وتورم عين واحدة فقط. عند ظهور هذه الأعراض يجب استشارة طبية طارئة وعلاج الطفل.

بعد سن الـ3 سنوات:

تتطور الجيوب الأنفية الفكية وقد يصاب الأطفال بالتهاب الجيوب الأنفية الفكية، وهو الأكثر شيوعاً بين الأطفال. وتتمثل أعراضه في سعال دهني، وانسداد في الأنف، وصداع وألم في الوجه، وإفرازات قيحية من الأنف، وتورم حول العينين في بعض الأحيان.

بعد سن الـ10 سنوات:

قد يعاني الأطفال أيضاً من التهاب الجيوب الأنفية الجبهي، الذي تتشابه أعراضه مع أعراض البالغين، مع ألم فوق عين واحدة وحمى شديدة وسيلان في العينين ومن منخر واحد.

ما هي أعراض الجيوب الأنفية؟

أعراض التهاب الجيوب الأنفية مختلفة عن أعراض نزلات البرد. الأعراض الأكثر شيوعاً هي:

- الصوت يخرج من الأنف.

- ابتلاع إفرازات الأنف باستمرار.

- الشعور بثقل تحت تجويف العين.

- السمع بشكل سيء.

- انسداد الأنف بشكل كامل.

- ثقل كبير في الرأس خصوصاً عند إمالته إلى الأمام.

- الحمى ونوبات التعب والصداع.

ما هي مضاعفات الجيوب الأنفية؟

قد يصبح التهاب الجيوب الأنفية مزمناً عند إهماله دون علاج وإذا لم يُشف من تلقاء نفسه. يستمر الالتهاب ولا تختفي الأعراض.  

في الحالات الشديدة، عادةً مع التهاب الجيوب الأنفية الجبهي أو الوتدي أو الغربالي، يمكن أن تنتشر عدوى الجيوب الأنفية إلى العظام التي تحتوي على الجيوب أو العينين أو السحايا (أغلفة الدماغ) أو حتى الدماغ نفسه. أو الجسم كله (تعفن الدم).

تحذير:

يجب على الأشخاص الذين يعانون من آلام الجيوب الأنفية ومشاكل الرؤية المفاجئة مراجعة الطبيب على وجه السرعة.

ما هي أسباب التهاب الجيوب الأنفية؟

هناك أسباب عديدة لالتهاب الجيوب الأنفية. تساهم جميعها في انسداد قنوات تصريف المخاط إلى الأنف، غالباً بسبب الالتهاب الذي يثخن بطانة هذه القنوات ويقلل قطرها جزئياً أو كلياً.

أسباب ظهور أعراض الجيوب الأنفية والتهابها أسباب متعددة أبرزها:

1- الأسباب المعدية للإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية

السبب الأكثر شيوعاً لالتهاب الجيوب الأنفية هو التهاب البلعوم الأنفي ونزلات البرد. الفيروسات المسؤولة عن التهابات الجهاز التنفسي، تسبب التهاب بطانة الأنف والجيوب الأنفية والبلعوم (الحلق).  

عادة، يُشفى التهاب الجيوب الأنفية الفيروسي تلقائياً مع شفاء البلعوم من الالتهاب. ولكن لدى 2% من البالغين المصابين بالتهاب البلعوم الأنفي (وحتى 10% من الأطفال)، تؤدي العدوى الفيروسية إلى فرط نمو البكتيريا أو الفطريات في الجيوب الأنفية.

في بعض الحالات الخاصة (على سبيل المثال التليف الكيسي)، يحدث التهاب الجيوب الأنفية بسبب سوء تصريف المخاط من الجيوب، بسبب وجود خلل في خلايا البطانة.

من الممكن لمشاكل الأسنان (الخراج، التسوس..) أن تسبب التهاباً في الجيوب الأنفية الفكية.

2-الأسباب الخَلقية للجيوب الأنفية

في بعض الأحيان، يشكل انحراف الحاجز الأنفي (بالولادة أو بسبب اصطدام) إعاقة إزالة المخاط من الجيوب، أو وجود جسم غريب (خاصة عند الأطفال) أو وجود زوائد في بطانة الأنف والجيوب الأنفية.

3-أسباب الحساسية من الجيوب

لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية الجهاز التنفسي (التهاب الأنف التحسسي أو الربو)، يمنع الالتهاب المرتبط بالحساسية تصفية المخاط ويسبب التهاب الجيوب الأنفية. 

غالباً ما يتحول التهاب الجيوب الأنفية الحاد إلى مزمن، لدى الأشخاص الذين يعانون من الحساسية، إذا لم يتم علاجه بشكل صحيح (من 50 إلى 80% من الحالات). لهذا السبب، يجب على الأشخاص الذين يعانون من حساسية الأنف أو الربو، استشارة الطبيب دائماً عند ظهور أعراض بالتهاب الجيوب الأنفية.

بالمثل، فإن الأشخاص الذين يترددون إلى حمامات السباحة، قد تسبب المطهرات في الماء (الكلور مثلاً) إلى حدوث التهاب الجيوب الأنفية.  

كما يساهم التدخين والتلوث والتعرض للأبخرة أو الكوكايين في الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية.

الربو والتهاب الجيوب الأنفية  

الأشخاص المصابون بالربو التحسسي أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية، وذلك بسبب زيادة حساسية بطانة الجهاز التنفسي والوجود المتكرر للأورام الحميدة في بطانة الجيوب الأنفية.

هذه الأورام الحميدة، التي يمكن أن تسبب التهاب الجيوب الأنفية، أكثر شيوعاً بـ3 مرات لدى الأشخاص المصابين بالربو، وعلى وجه الخصوص عند المصابين بمتلازمة ويدال.  

بالإضافة إلى ذلك، فقد ثبت أن وجود التهاب الجيوب الأنفية لدى الشخص المصاب بالربو، يزيد من خطر الإصابة بنوبة ربو مع صعوبة أكبر في السيطرة على الربو.

علاج التهاب الجيوب الأنفية

يختلف علاج  التهاب الجيوب الأنفية باختلاف الأعراض والجيوب المصابة. وكذلك اعتماداً على الطبيعة الحادة أو المزمنة للمرض. فقد تم تصنيع الأدوية الموصوفة للعلاج وفقاً لسبب ظهور أعراض الجيوب الأنفية وشدتها.

كيف تعالج التهاب الجيوب الأنفية؟  

غالباً ما يتولى علاج التهاب الجيوب الأنفية طبيب العائلة أو الطبيب العام. ولكن في حالات الالتهاب المزمنة والمتكررة، من الضروري استشارة طبيب مختص في الأنف والأذن والحنجرة، وأحياناً أخصائي جراحة الوجه والرقبة.

يهدف علاج التهاب الجيوب الأنفية إلى تخفيف الأعراض، أثناء انتظار الشفاء من العدوى الفيروسية تلقائياً. في هذه الحالة توصف أدوية مسكنة للألم ومضادّة للحمّى، بالإضافة إلى محلول ملحي فيزيولوجي لغسل الأنف وتعقيمه.

توصف المضادات الحيوية فقط في حالات خاصة. يمكن إجراء عمليات التبخير بالماء أو المحاليل التي تحتوي على خلاصات نباتية. إذا لم تتحسن أعراض الجيوب الأنفية بعد 3 أيام من العلاج، فمن الضروري استشارة الطبيب مجدداً.

كيف تُغسل ممرات الأنف؟

قد ينصحك طبيبك بغسل الممرات الأنفية بانتظام بمحلول هو الذي يصفه. يتم غسل الأنف بوضع الرأس في وضع أفقي. يتم وضع محلول ملحي فيزيولوجي أو محلول خاص بغسيل الأنف في إحدى فتحتي الأنف، ويخرج من خلال الفتحة الأخرى بعد مروره بالممرات الأنفية. يوصى بعد ذلك بالنفخ بقوة من خلالها، مع إغلاق الأخرى بالإصبع.

العلاج بالمضادات الحيوية  

غالباً ما يكون تناول المضادات الحيوية والأدوية المضادة للالتهابات، ضرورياً لوقف الحلقة المفرغة للالتهاب والعدوى. لكن الطبيب وحده هو الذي يستطيع تقييم ما إذا كان تناول المضادات الحيوية ضرورياً وتحديد مدة تناولها، وذلك بحسب أعراض الجيوب الأنفية الظاهرة وحدتها.  

في هذه الحالة، على المريض اتباع العلاج بالمضادات الحيوية حتى النهاية، وفقاً للوصفة الطبية، حتى لو شعر المرض بتحسن حالته الصحية؛ فكما هو الحال مع أي عدوى بكتيرية، هناك خطر الانتكاسة إذا لم يتم تطهير الجيوب الأنفية بالكامل.

 

توصف المضادات الحيوية فقط في حالات خاصة:

- للأشخاص الذين يعانون من الحساسية أو الربو أو مرض السكري.

- للأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة بسبب المرض (مثل فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز) أو العلاج (مثل العلاج الكيميائي للسرطان أو علاج رفض الزرع أو العلاجات الحيوية لأمراض المناعة الذاتية).

- لكبار السن الذين يعانون من التهاب في الجيوب الأمامية أو الغربالية أو الوتدية. وعند الاشتباه بوجود صديد في الجيوب الأنفية أو الكشف عنها بواسطة الأشعة السينية.

- للأطفال المصابين أساساً بالربو أو أمراض القلب أو فقر الدم المنجلي (مرض الدم الوراثي)، وكذلك للأطفال المصابين بالتهاب الجيوب الأنفية القيحي (مع وجود صديد).

علاج التهاب الجيوب الأنفية من أصل حساسية

غالباً ما تكون الحساسية مسؤولة عن ظهور أعراض الجيوب الأنفية والتهابها. يتم علاج التهاب الجيوب الأنفية التحسسي بمضادات الحساسية (مضادات الهيستامين) أو الأدوية المضادة للربو. يوصف العلاج بالمضادات الحيوية أيضاً. وإذا لزم الأمر، يتم وصف أدوية الكورتيكوستيرويد لتقليل الالتهاب.

الأسباب الرئيسية للحساسية هي:

- حبوب اللقاح الموسمية والعث والعفن وشعر الحيوانات والصراصير.

علاج التهاب الجيوب الأنفية بالجراحة

يشمل علاج التهاب الجيوب الأنفية على الجراحة أيضاً، لكن في حالات خاصة جداً (الفيديو). على سبيل المثال، لتصحيح انحراف الحاجز الأنفي أو لإزالة الزوائد اللحمية.  

في بعض الأحيان تكون هناك حاجة لعملية جراحية للكشف على الجيوب الأنفية من الداخل (على سبيل المثال، فحص الجيوب الأنفية بحثاً عن الأورام الحميدة) أو لفك انسداد الجيوب الأنفية.

يمكن بعد ذلك القيام بغسل الجيوب الأنفية (التصريف) لتخفيف المخاط المتراكم، وقد يلجأ الطبيب إلى أخذ عيّنة من الجراثيم المسؤولة عن العدوى لزرعها واختيار مضاد حيوي مناسب لها.

علاجات أخرى:

أحياناً يلجأ البعض إلى علاج التهاب الجيوب الأنفية بالمياه والأبخرة الكبريتية، وهذا العلاج مرحب به عادة.

كما أن علاج الجيوب الأنفية عن طريق الوخز بالإبر الصينية (الطب الصيني) يكون مفيداً.

الوقاية من التهاب الجيوب الأنفية؟

تعتمد الوقاية من ظهور أعراض الجيوب الأنفية والتهابها الفيروسي المعدي، على تدابير النظافة التي يوصى بها عادة للوقاية من نزلات البرد والتهاب البلعوم الأنفي. وهي غسل اليدين بانتظام والحفاظ على جو رطب بدرجة كافية في المنزل، وشرب الماء.. وما إلى ذلك.  

يساعد الاعتناء بالأسنان ونظافتها والزيارات المنتظمة لطبيب الأسنان، في منع التهاب الجيوب الأنفية الفكية.

تتضمن الوقاية مناعراض  التهاب الجيوب الأنفية التحسسي، تجنب التعرض للمواد المسببة للحساسية، وتناول الأدوية المضادة للحساسية أو المضادة للربو.

قد يساعد الإقلاع عن التدخين أيضاً، في تقليل خطر الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية.

تحذير:

- يجب تجنب أنظمة تكييف الهواء وعدم استخدامها لأنها تجفف الجو. من المهم أيضاً شرب السوائل لإبقاء الجسم رطباً وتجنب ظهور أعراض الجيوب الأنفية.

- على الأشخاص المصابين بالتهاب الجيوب الأنفية الحاد تجنب السباحة والسفر جواً. لأنه أثناء هبوط الطائرة، لا تتمكن الجيوب الأنفية المسدودة من تعديل ضغطها الداخلي، الذي يسبب ألماً شديداً. إذا كان من الضروري السفر بالطائرة، يمكن للطبيب أن يصف أدوية مزيلة للاحتقان لمنع هذا النوع من المشاكل.

- يجب عدم إهمال نزلات البرد التي يصاحبها ألم حول العينين. هناك احتمال كبير بأن يكون هذا الألم من أعراض الجيوب الأنفية وبداية التهابها. لا تصف الأدوية لنفسك بل استشر الطبيب فوراً، تفادياً لأي مضاعفات خطيرة.

 

المصدر: الميادين نت