الكنيسة في العالم
17 نيسان 2024, 10:10

متابعة حدث زيارة البابا فرنسيس في البلد المسلم الأكبر في أيلول/سبتمبر المقبل

تيلي لوميار/ نورسات
يتطلّع الكردينال إغناطيوس سوهاريو هاردجواتمودجو Ignatius Suharyo Hardjoatmodjo أسقف جاكرتا، إندونيسيا، إلى وصول البابا فرنسيس في أيلول (سبتمبر)، ويناقش وضع رعيّته الكاثوليكيّة الصغيرة في أكبر دولة إسلاميّة، والتعايش بين الأديان، وشهادة المسيحيّين الآسيويّين، في مقابلة مع "أخبار الفاتيكان".

 

نتابع هنا القسم الثاني والأخير من المقابلة التي أجرتها "أخبار الفاتيكان" مع الكردينال إغناطيوس سوهاريو هاردجواتمودجو حول زيارة البابا فرنسيس إندونيسيا، في أيلول (سبتمبر) المقبل.

عن سبب كون إندونيسيا نموذجًا للعيش المشترك لا سيّما بين الأديان، في عالمٍ تعصف به حروبٌ كثيرة، أجاب الكردينال سوهاريو: "أحد الأسباب الرئيسة هو تاريخ تشكيل الدولة الإندونيسيّة. قبل وجود إندونيسيا، كانت هذه المنطقة مستعمرَة من قبل دول أجنبيّة لأكثر من 350 عاما. هناك ثلاثة معالم في تاريخ تشكيل إندونيسيا.  

أوّلًا، في مايو 1908، يوم الصحوة الوطنيّ. بلغ هذا الوعي ذروته في تشرين الأوّل (أكتوبر) 1928 في حدث يسمى "تعهّد الشباب". في هذا الحدث، عُقدت الجلسة الأولى من بين ثلاث جلسات في مجمّع الكاتدرائيّة، وأعلنت المنظّمات الشبابيّة ذات الخلفيّات الإقليميّة أنّها "وطن واحد وأمّة واحدة ولغة واحدة"، وهي إندونيسيا. بدأ استخدام مصطلح إندونيسيا. بلغت هذه الحركة ذروتها في إعلان الاستقلال الإندونيسيّ في 17 آب (أغسطس) 1945.

لم يكن استقلال إندونيسيا هديّة من المستعمرين، بل أتى نتيجةً لنضالٍ طويل شاركت فيه مكوّنات الأمّة كلّها، والجماعات العرقيّة كلّها، وأتباع الأديان المختلفة. في اليوم التالي تمّ تأسيس بانكاسيلا [النظريّة الفلسفية الرسمية التأسيسيّة لإندونيسيا] كأساس للدولة.  

وهكذا، فإنّ إندونيسيا ليست دولة دينيّة، بل هي الدولة الموحَّدة لجمهوريّة إندونيسيا. هذا التاريخ من النضال الذي يشمل جميع المواطنين والبانكاسيلا كأساس للبلاد هو ما يجعل وحدة المواطنين الإندونيسيّين قويّة."

كيف هذا؟ استفسرت "أخبار الفاتيكان"، فردّ الكردينال سوهاريو قال:  

" تتكون Pancasila من خمسة مبادئ أساسيّة تعمل كأساس للدستور الإندونيسيّ. الأول هو "الإيمان بالله الواحد الوحيد". والثاني هو "الإنسانيّة العادلة والمتحضِّرة. والثالث هو "وحدة إندونيسيا". الرابع هو "الديمقراطيّة التي تسترشد بالحكمة الداخليّة في الإجماع الناشئ عن المداولات بين الممثّلين"، والخامس هو "العدالة الاجتماعيّة لشعب إندونيسيا بأكمله".

"يتمّ التعبير عن تاريخ الشعب الإندونيسيّ في الكنيسة الكاثوليكيّة في مقدّمة الصلاة الإفخارستيّة، والتي تُسمّى مقدّمة للبلاد، على أنّها موازية لتحرير شعب الله في العهد القديم من مصر إلى أرض الميعاد. وكما أنّ كلّ رحلة جماعيّة ليست خالية من التحدّيات، فإنّ رحلة الأمّة الإندونيسيّة نحو مُثُل الاستقلال لا تخلو أبدًا من التحدّيات. بعض أكبر هذه التحدّيات له علاقة بالتوزيع غير المتكافئ للازدهار، سواء في جاوا أو خارجها؛ النفوذ الإسلاميّ العابر للحدود الوطنيّة، الجماعات التي لا تزال ترغب في إقامة دولة إسلاميّة؛ عدم المساواة الاقتصاديّة والنظام السياسيّ، وخصوصًا الاقتصاد غير المؤاتي للضعفاء."

لمّا سؤل الكردينال الإندونيسيّ عن نشاط كنيسته في سنة الصلاة السابقة ليوبيل 2025 أوضح أنّ كلّ أبرشيّةٍ تقوم بتنظيمها الخاصّ في هذا الصدد، لكنّه أكدّ أنْ" حتّى من دون سنة من الصلاة، فإنّ الجماعة الكاثوليكيّة في إندونيسيا تصلّي بجدّ"، وتبحّر بعض الشيء في الموضوع والملفت أنْ ليسوا قليلين العلمانيّون الذين يصلّون ليتورجيا الساعات لأنّ جمعيّة الدومينيكان الرهبانيّة، توفر المواد اللازمة. كما أنّ صلاة المسبحة الورديّة هي عادة منتشرة. ولا ينحصر تذكار الموتى  بالثاني من تشرين الثاني(نوفمبر)، ولكن هناك احتفالات بعد 40 يوما و100 يوم وسنة واحدة وسنتين و 1000 يوم، حينما تلتئم الجماعة للاحتفال بالقدّاس وتلاوة صلوات خاصّة بالمناسبة.