ثقافة ومجتمع
21 أيار 2019, 08:44

متى سينتهي "الدّلع"؟

على ضوء الأزمة الاقتصاديّة والمعيشيّة والاجتماعيّة الّتي يعيشها اللّبنانيّون اليوم، أطلق الأب البروفيسور يوسف مونّس صرخته عاليًا فكتب:

 

"مع احترامي وتقديري للجهد الكبير المبذول لإقرار الموازنة، أشعر مع النّاس الّتي افتقرت وجاعت بأنّ الوقت قد طال فوق الحدّ المقبول به، فمتى سينتهي "الدّلع" و"الهرقة" و"الخفّة" أمام خطورة الأوضاع وجدّيّة المأساة الاقتصاديّة وانهيار اقتصاد البلد والتّسكير اليوميّ لأبواب عيش ورزق النّاس وجوع النّاس وتسكير أبواب رزقهم ودخلهم وفرحهم، وأمام العدد الكبير الّذي يبحث في براميل الزّبالة والنّفايات عن لقمة عيش أو قطعة ثياب بالية أمام عينيّ في شوارع بيروت؟

توجعني كثرة المحلّات الّتي تتسكّر يوميًّا أمام عينيّ في بيروت وسواها من المدن والقرى. ويجب أن تكون هناك يقظة ضمير وتحمّل مسؤوليّة وإقرار الموازنة بسرعة لنعطي للوطن وأهله فسحة رجاء قبل الرّحيل عن بلادهم إلى بلاد الله الواسعة، والوجع الكبير من الفقر والجوع. بعد أن أكلت أرض الوطن وشوّهتها المقالع والكسّارات ومحافر الرّمل والغذاء الفاسد وتلوّث الماء والهواء والأخلاق وقيم الشّرف واحترام حقّ الآخر بحياة لا نهب فيها ولا فساد ولا استغلال في إدارة الشّأن العامّ وتكديس الأموال في مصارف أوروبا والاستثمار في أسواقها، هل سيبقى لبنان هيكل الله مغارة للّصوص وتجّار المحرّمات؟

الوطن يحترق أوقفوا هذا "الدّلع" و"الخفّة" والسّلوك بعدم مسؤوليّة وطنيّة. المسؤول في أبو ظبي حلم يومًا أن تصبح بلده المغطّاة بالرّمال كبيروت، فأين صارت بلاده اليوم وإلى أين سقطت بيروت؟ في الفوضى العمرانيّة وتراكم النّفايات وزال منها "ترام" "الخمسة قروش وقطار أو تران الشّرق السّريع"! هل ستعود بيروت "ستّ الدّنيا"؟ ولبنان "جنّة الله" على الأرض؟ أنا كلّي رجاء وأركع وأصلّي من أجل ذلك قبل رحيلي عن هذه الدّنيا!...".