مصر
17 أيار 2022, 05:00

مجلس كنائس الشّرق الأوسط مفتتحًا جمعيّته العامّة: كنيسة الشّرق تستنكر كلّ الصّراعات والحروب وتدعو مسيحيّي المنطقة إلى التّمسّك بالرّجاء

إفتتح مجلس كنائس الشّرق الأوسط أعمال جمعيّته العامّة الثّانية عشرة أمس الإثنين تحت شعار "تشجّعوا! أنا هو. لا تخافوا!" (متّى 14: 27) وذلك في مركز لوغوس البابويّ في وادي النّطرون بمصر، بضيافة بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة تواضروس الثّاني، على رأس الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة، وبدعم من الكنيسة الإنجيليّة في مصر، بحضور ممثّلين عن 21 كنيسة في الشّرق الأوسط، حيث أكّدوا جميعًا على أهمّيّة التّجدّد والتّمسّك بالرّجاء وبإيماننا بيسوع المسيح لأنّ معه لا نخاف ولا نضطرب، مشدّدين على ضرورة التّشبّث بمشرقنا وأرضنا المقدّسة، مهد المسيحيّة.

إستهلّ اليوم الأوّل بصلاة إفتتاحيّة مع العائلة الأرثوذكسيّة الشّرقيّة في كنيسة التّجلّي في المركز البابويّ. بعدها توجّه المشاركون على وقع ترانيم بحسب طقس الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة إلى قاعة المجمع المقدّس حيث افتُتحت الجمعيّة العامّة بكلمة البابا تواضروس الثّاني قال فيها: "نستنكر يومًا بعد يوم الحروب والاضطهادات والإرهاب، ونتساءل كمسيحيّين، الخصومات من أين تأتي؟ تلك الّتي تأتي من النّفس البشريّة الطّامعة، تلك الأطماع الّتي جعلتها تقع فرّيسة الطّمع والحسد... نجد أنفسنا أمام مسؤوليّتنا وتجري في داخلنا أصوات ضمائرنا، ليكون أمامنا صوت الحقّ، ونقول للعالم أعدّوا طريق الرّبّ واصنعوا الطّريق المستقيم، فالكنيسة هي حارسة الأخلاق ومذبح التّعليم وغارسة الحياة الأفضل فلنتشجّع بكلمات الرّبّ لنعلن مواقفنا الثّابتة".  

بعد انتهاء كلمة البابا قدّم له الأمين العامّ لمجلس كنائس الشّرق الأوسط الدّكتور ميشال عبس هديّة شكر من المجلس عبارة عن منحوتة من حجر لبنان ترمز إلى يدي البابا أيّ يد العطاء، يد الله حاملًا صليب الأقباط والصّليب في حضانة أغصان الزّيتون ينتهي بشعلة النّورالمقدّس.  

يشارك في الجمعيّة العامّة الّتي تستمرّ أعمالها حتّى يوم الجمعة 20 أيّار/ مايو 2022، رؤساء مجلس كنائس الشّرق الأوسط: بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرّئيس الأعلى للكنيسة السّريانيّة الأرثوذكسيّة في العالم ورئيس المجلس عن العائلة الأرثوذكسيّة الشّرقيّة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثّاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس ورئيس المجلس عن العائلة الأرثوذكسيّة البطريرك يوحنّا العاشر، بطريرك الكلدان في العراق والعالم ورئيس المجلس عن العائلة الكاثوليكيّة البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو، ورئيس الاتّحاد الإنجيليّ الوطنيّ في لبنان ورئيس مجلس كنائس الشّرق الأوسط عن العائلة الإنجيليّة القسّ الدّكتور حبيب بدر.  

كما يشارك في الحدث المسكونيّ هذا رؤساء الكنائس في الشّرق الأوسط: كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا آرام الأوّل، بابا وبطريرك الإسكندريّة وسائر أفريقيا للرّوم الأرثوذكس ثيودوروس الثّاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندريّة وأورشليم للرّوم الملكيّين الكاثوليك يوسف الأوّل العبسيّ، رئيس الطّائفة الإنجيليّة في مصر الدّكتور القسّ أندريه زكي، بطريرك السّريان الكاثوليك الأنطاكيّ إغناطيوس يوسف الثّالث يونان، بطريرك الإسكندريّة للأقباط الكاثوليك إبراهيم إسحق سدراك، بطريرك الكنيسة الأرمنيّة الكاثوليكيّة لبيت كيليكيا رافايل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان، رئيس اتّحاد الكنائس الإنجيليّة الأرمنيّة في الشّرق الأدنى القسّ الدّكتور بول هايدوستيان، بطريرك القدس للّاتين بييرباتيستا بيتسابالا، أمين عامّ السّينودس الإنجيليّ الوطنيّ في سوريا ولبنان ورئيس السّينودس الأعلى للطّائفة الإنجيليّة في سوريا ولبنان القسّ جوزف قصّاب، مطران محافظة الإسكندريّة الأسقفيّة أسقف أبرشيّة مصر المطران سامي فوزي شحاته، ورئيس الكنيسة الإنجيليّة اللّوثريّة في الأردنّ والأراضي المقدّسة المطران سني ابراهيم شارلي عازار،.  

كما يشارك عدد كبير من المطارنة على رأس وفود من كنائسهم، أعضاء اللّجنة التّنفيذيّة لمجلس كنائس الشّرق الأوسط، ضيوف، خبراء وشركاء المجلس من مختلف الكنائس والمنظّمات المسكونيّة في دول العالم. كما ترأّس الأمين العامّ لمجلس كنائس الشّرق الأوسط د. ميشال عبس الأمناء العاميّن المشاركين للمجلس وفريق عمل الأمانة العامّة.

بعدها كانت كلمات رؤساء مجلس كنائس الشّرق الأوسط الّذين استنكروا كلّ الصّراعات والحروب والأزمات الّتي أثقلت كاهل المشرقيّين. البطريرك يوحنّا العاشر قال: "يضمّنا تاريخ عريق، وتجمعنا الشّهادة بيسوع المسيح، تشديدنا اليوم أنّ ما يجمعنا كمسيحيّين هو أكثر ممّا يفرّقنا، واجتماعنا هذا يؤكّد أنّنا نريد أن نكون عائلة واحدة رغم رواسب التّاريخ... دعوتنا أن ننظر إلى مزيد من التّجدّد، دعوتنا أن نقارب وجودنا المسيحيّ من منطلق الدّور والرّيادة وليس من منطلق العدد، وأشدّد أنّنا مسيحيّو هذا الشّرق باقون ومتجذّرون، كفانا إرهابًا وقتلًا، صلاتنا من أجل مجلس كنائس الشّرق الأوسط ومصر وسائر البلدان".

أمّا البطريرك إغناطيوس أفرام الثّاني فأشار إلى "أنّ الخوف والقلق والهموم والمجاعات تسيطر على حياة أبنائنا وتجعلهم أمام درب صليب جديد، وأعطتنا دروسًا في الشّهادة المسيحيّة وهذه هي سمات الكنيسة في شرقنا كنيسة شهيدة ومتألّمة... نستنكر كل أنواع العنف والحرب، ونصلّي من أجل إحلال السّلام، وليس شعار هذا الاجتماع تشجّعوا. أنا هو. لا تخافوا سوى مؤشّر لنكون شهودًا للمسيح في الخدمة، المحبّة، التّضامن".

من جهته، رأى البطريرك مار لويس روفائيل ساكو أنّنا "نحن الأحفاد علينا ألّا نستسلم اليوم  لليأس لأنّنا أبناء الرّجاء، وأتمنّى أن يخلص هذا الاجتماع بخارطة طريق تعزّز روح المسكونيّة، لأنّنا نشكّل فسيفساء جميلة بالّتنوّع... يجب علينا الارتقاء بالحوار المسيحيّ الإسلاميّ على قاعدة المواطنة، والعمل على الالتزام الأخلاقيّ وتكريس مبادئ حقوق الإنسان ووضع استراتيجيّات تعمل من أجل تحقيق العدالة الاجتماعيّة وحفظ كرامة الإنسان".

بدوره قال القسّ حبيب بدر: "المسكونيّة هي من أهمّ الحركات الموجودة في الكنيسة، وتجربتي علّمتني ما هو الصّبر المسكونيّ، وأؤكّد أنّ مجلس الكنائس لديه مستقبلًا زاهرًا وأثني على شعار اللّقاء لما يحمل من ثبات ورجاء وتجذّر".

كما ألقى الأمين العامّ لمجلس د. عبس كلمة قال فيها "تشجّعوا لا تخافوا إذ أنّكم مكوّنون من عناصر إنسانيّة وإيمانيّة عزّ نظيرها. ها أنتم بعد ألفي عام ما زلتم تشهدون على رسالة السّيّد المتجسّد المتمرّد على تجّار الهيكل كما على الظّلم، ومؤسّساتكم تملأ مجتمعاتكم ثقافة وعلمًا وخدمة".

أضاف: "نحن لا نخاف لأنّه علّمنا ألا نخاف، بسيرته ومسراه وتعاليمه، لم يسمح للخوف أن يتسربل إلى قلوبنا. في هذا الشّرق الممزّق والمتألّم، ننظر إلى المستقبل بثقة وأمل. نحن أبناء الحياة لأنّنا أبناء القيامة، نحبّ الحياة ونسعى إلى تجويدها وجعلها أفضل، بفضل المعرفة والبحث العالميّ".

وتابع: "إنّنا نجتمع، رؤساء، ومندوبي كنائس ومعاونيهم، أتوا ليباركوا المسار وليؤكّدوا استمراريّة العمل المسكونيّ وهو على عتبة الخمسين".

تخلّل حفل الافتتاح هذا الحدث المسكونيّ كلمات لعدد من بطاركة الشّرق رؤساء وفود مجلس كنائس الشّرق الأوسط ممثّلين مختلف العائلات الكنسيّة، إضافةً إلى تحيّات عبر الفيديو من بعض شركاء المجلس الدّوليّين، ليختتم اليوم الأوّل بصلاة ختاميّة مع العائلة الأرثوذكسيّة الشّرقيّة ترأّسها البابا تواضروس.