العراق
23 كانون الأول 2017, 09:46

مسيحيو كركوك يستعدون لأول كريسماس عراقي وفي بغداد يترقبون

قررت الادارة المحلية في كركوك الخميس تعطيل الدوام الرسمي في الدوائر الحكومية كافة يوم الاثنين المقبل بمناسبة أعياد الميلاد؛ فيما يُتوقع أن يحيي المسيحيون احتفالات خجولة بالمناسبة في المدينة، في ظلّ توتر الأوضاع فيها.

وإذا ما قرّر المسيحيون احياء احتفالات رسمية بهذه المناسبة فستكون الأولى منذ أن سيطرت القوات العراقية والحشد الشعبي على كركوك في 16 من تشرين الأول اكتوبر الماضي وإعلان "الهزيمة النهائية" لتنظيم داعش الذي كان يجبر المسيحيين على اعتناق الاسلام.

ويشارك كثير من سكان كركوك، لاسيّما المسيحيين منهم في أعياد الميلاد أسوة بباقي الشعوب في المنطقة في كل عام إيذانا باستقبال العام الجديد.

وقالت ادارة محافظة كركوك في بيان مقتضب"تقرّر تعطيل الدوام الرسمي في كركوك يوم الاثنين في جميع دوائر المحافظة بمناسبة أعياد الميلاد المجيد".

وانخفض عدد المسيحيين في مدينة كركوك الى نحو 500 اسرة بعدما كان يصل الى ثلاثة اضعاف هذا العدد قبل سقوط النظام السابق عام 2003.

وكان تعداد المسيحيين في العراق يوماً ما يصل الى 1.5 مليون نسمة ويعتقد أنه وصل الان الى اقل من النصف بعد تعرضهم لاستهداف وتهجير وقتل وتهميش من جماعات اسلامية مسلحة شيعية وسنية.

وغالباً ما يرافق إحياء مثل هذه المناسبة إجراءات أمنية مشددة تفرضها قوات الأمن حول الكنائس الواقعة داخل مدينة كركوك المتنازع عليها.

وغابت ادنى مظاهر الاحتفال المبكر بالمناسبة مثلما كان يجري في السنوات السابقة، رغم التدهور الأمني الذي كان سائداً وقتئذ في ظل تهديدات التنظيمات المتطرفة.

وارتكب مسلّحو تنظيم داعش على مدى السنوات الثلاث الماضية انتهاكات فظيعة بحق المسيحيين والمجموعات الدينية الأخرى في مناطقهم التاريخية.

وسبق أن تعرض المسيحيون الى انتهاكات مماثلة على يد الميليشيات الشيعية، لاسيما في بغداد طيلة السنوات التي أعقبت سقوط النظام السابق.

ومنذ عام 2003 فر آلاف المسيحيين من مدن عراقية رئيسيّة؛ لاسيّما بغداد والموصل والبصرة صوب سهل نينوى أو اقليم كوردستان طلباً للأمان.

ويتوقع أن تعلن الحكومة العراقية في وقت لاحق اعتبار يوم الاثنين عطلة بمناسبة أعياد رأس السنة (الكريسماس)، مثلما يتوقّع أن تقدم حكومة كوردستان على قرار مماثل مثلما جرت العادة في كل عام.

وسيحتفل المسيحيون بأعياد رأس السنة في اقليم كوردستان الذي يعتبر ملاذاً امناً لجميع المجموعات الاثنية والعرقية. وستتركز الاحتفالات في بلدة عنكاوا باربيل.

ولم تعد الاحتفالات بأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية مقتصرة على المسيحيين في العراق وكوردستان، بل تشمل أيضا قطاعاً واسعاً من المسلمين.