ثقافة ومجتمع
06 آب 2015, 21:00

مصالحة الشبيبة على خشبة المسرح

(اندره العضم، تيلي لوميار) شابٌ رابضٌ خلفَ برميل والآخر يصوّب فوّهة بندقيته على الجمهور المتحمّس. نحن هنا في أحد مسارح بيروت وفيه يلعب هؤلاء الممثّلون الهواة مشاهد اعتادوا عليها وهم من أبناء طرابلس وبناتها، ليس لأنّ عاصمة شمال لبنان تتصّف بالعنف، بل لأنّها شهدت منذ عقود – وما هي العقود في حياة وطن – وعلى نحوٍ متكرِّرٍ منذ بداية النزاع السوريّ في العام 2011، اضطراباتٍ متكرِّرةً بين علويّي منطقة جبل محسن وسكّان حيّ باب التبّانة السنّة في معظمهم. ويدعم الأوائل الرئيس بشّار الأسد والآخَرون، المعارضة السوريّة. ومع هذه الخلفيّة المؤلمة، جمعت منظمة غير حكوميةٌ، مع مخرجٍ، شبابًا وصبايا من الحيّين المتخاصمين ومن بينهم من سبق وحمل السلاح، في مسرحيّةٍ تحت عنوان "حبٌّ وحرب على أحد الأسطح: روايةٌ طرابلسيّة".

أمّا المنظّمة غير الحكوميّة فهي "March" التي تعمل على التقارب بين المجتمعات، وأمّا المخرج لوسيان بو رجيليّ الذي عمل مدّة أربعة أشهرٍ مع فريقه لإخراج قصّةٍ يمتزج بها الحبّ بالمصالحة. وبعد أن حضر الجمهور المسرحيّة وقف وحيّا متأثِّرًا؛ وعلى الخشبة، تعانق الممثّلون الأخصام على مسرح الحياة وأدمعت أعين بعضهم ونهاية القصّة المتسائلة دومًا لمَ هذه الحروب كلّها على أرض الواقع....