صحّة
30 أيلول 2021, 05:24

مفوضة حقوق الإنسان تحذّر من التفاوتات الصادمة التي يسبّبها كوفيد-19

الأمم المتّحدة
قالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت، إن أزمة فيروس كورونا تسببت وكرست عدم المساواة، بصورة صادمة، الأمر الذي أثر على الأفراد الأكثر ضعفًا في العالم.

ودعت إلى التحلي بمزيد من التضامن بشأن الحصول على اللقاح ضد الفيروس، وبدء مرحلة انتعاش اقتصادي عمادها حقوق الإنسان.

وقالت باشيليت، خلال حديثها في مجلس حقوق الإنسان في جنيف، يوم الثلاثاء، إن عدم قدرة البلدان على دعم الحريات الأساسية - مثل العدالة والتعليم الجيد والسكن اللائق والعمل اللائق - "قوض قدرة الناس والدول على الصمود".

 

صدمات متعددة

وأوضحت أن الجائحة تركت الناس عرضة لما وصفته بـ "الصدمة الطبية والاقتصادية والاجتماعية"، مشيرة إلى أن ما بين 119 إلى 124 مليون شخص إضافي قد وقعوا في براثن الفقر المدقع في عام 2020.  

واستشهدت ببيانات منظمة الفاو التي تشير إلى أن انعدام الأمن ارتفع إلى رقم غير مسبوق، حيث يعاني منه 2.38 مليار شخص. وقالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان:  

"يتم عكس مسار المكاسب الحيوية - بما في ذلك المساواة بين الجنسين وحقوق العديد من مجتمعات الأقليات العرقية والدينية والشعوب الأصلية. التصدعات في النسيج الاجتماعي لمجتمعاتنا آخذة في الاتساع، مصحوبة بفجوات هائلة بين البلدان الغنية والفقيرة، بصورة أكثر يأسا وأكثر فتكا".

ودعت إلى ضرورة أن نتأكد من أن خطط التعافي الاقتصادي للدول مبنية على أساس حقوق الإنسان وبالتشاور الهادف مع المجتمع المدني: "يجب أن تكون هناك خطوات لدعم الرعاية الصحية الشاملة، والحماية الاجتماعية الشاملة وغيرها من الحقوق الأساسية لحماية المجتمعات من الأذى، وجعل جميع المجتمعات أكثر مرونة."

 

النقص في اللقاحات

وفيما يتعلق بالنقص الكبير في اللقاحات والعلاجات ضد الفيروس في العديد من البلدان النامية، حثت المفوضة السامية الدول على "العمل بتضامن" فيما يتعلق بتوزيع اللقاحات وأضافت قائلة:

"انهارت المستشفيات في بعض المناطق، حيث أصبح المرضى غير قادرين على تلقي الرعاية التي يحتاجون إليها، والأكسجين غير متوفر تماما تقريبا. هناك أزمة عدم المساواة في اللقاحات تستمر في إحداث انقسامات أعمق في قلب المجتمع الدولي".

 

لا يوجد حق أكثر أهمية من الحق في الحياة  

من ناحية أخرى، وصف البروفيسور جوزيف ستيغليتز، الاقتصادي الحائز على جائزة نوبل، كيف أن جائحة كورونا، بالكاد، أثرت على من هم في قمة الاقتصاد العالمي، في الوقت الذي عانى فيه من هم في أسفل الهرم، بشكل كبير، فيما يتعلق بوظائفهم وصحتهم وتعليم أطفالهم".

فيما يتعلق بمسألة لقاحات كـوفيد-19، ذكّر البروفيسور ستيغليتز مجلس حقوق الإنسان بأن الوصول إلى اللقاحات "يكاد يكون جزءا من الحق في الحياة، ومع ذلك، فإن الوصول إلى اللقاحات أمر سهل للغاية في الولايات المتحدة والدول المتقدمة الأخرى، بينما هو أمر صعب للغاية في الاقتصادات الناشئة ويكاد يكون مستحيلا في معظم البلدان النامية ".

وقال إنه "لا يوجد حق أكثر أهمية من الحق في الحياة"، مشددا على أن الحصول على الأدوية هو حق أساسي من حقوق الإنسان، وأن هذا الحق الأساسي يتم انتهاكه اليوم بسبب عدم منح المساواة في الوصول أو حتى أي وصول إلى اللقاحات".

وفي مناقشة سنوية بشأن حقوق الشعوب الأصلية، استمعت الدول الأعضاء إلى إحاطة بشأن الضرر الشديد الذي لا يزال يلحق بأطفال الشعوب الأصلية والأشخاص ذوي الإعاقة من جراء أزمة فيروس كورونا.

وقالت الأمينة العامة المساعدة لحقوق الإنسان، إيلزي براندز كيهريس، إن النساء وكبار السن من الشعوب الأصلية قد تضرروا بشدة.

 

ضحايا عدم المساواة في الحصول على الرعاية الصحية

وقالت السيدة كيهريس إن الجائحة "كشفت وفاقمت" التفاوتات والعنصرية المنهجية التي واجهتها الشعوب الأصلية، مضيفة أن العديد من أبنائها لقوا حتفهم بسبب "عدم المساواة في الحصول على رعاية صحية جيدة".

وأشارت إلى أن الجائحة قد أثرت أيضا على مرونة لغات السكان الأصليين والمعارف التقليدية، مبينة أن هذا الأمر مقلق بالنظر إلى هدف التنمية المستدامة المتمثل في "عدم ترك أي شخص يتخلف عن الركب".

 

تدابير بدون موافقة

بدوره، أعرب مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحقوق الشعوب الأصلية، خوسيه فرانسيسكو كالي تزاي، عن قلقه من أن جهود التعافي من آثار الجائحة المتخذة من قبل العديد من الدول لا تزال تُحدث "آثارا سلبية" على الشعوب الأصلية. وأضاف:

"يتم تطبيق تدابير على الصعيد الوطني لوقف الفيروس على أراضي السكان الأصليين دون موافقتهم الحرة والمسبقة والمستنيرة ودون مراعاة الحواجز المنهجية التي يواجهها المتلقون".

ولكن مع ذلك، فقد وجدت بعض مجتمعات السكان الأصليين حلولها الخاصة بشأن مواجهة فيروس كورونا.

 

حلول خاصة بالسكان الأصليين

ومن بين هؤلاء، شعب كويكورو في البرازيل الذين أقاموا شراكات مع المستشفيات، وأنشأوا مركزا صحيا خاصا بهم، ووظفوا أطباء وممرضات للبقاء معهم والمساعدة في الوقاية، وفقا للسيد تزاي.

أما في تايلند، فقد أقام سكان إكارين طقوسا عن طريق إغلاق قراهم وعدم السماح لأي شخص بالدخول. وفي بنغلاديش، أقام شعب مرو سياجا من الخيزران عند مدخل أراضيهم لعزل قراهم، حسبما قال مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحقوق الشعوب الأصلية والذي أضاف:

"بدلا من الاعتماد فقط على المساعدات الحكومية، تقوم الشعوب الأصلية بتنسيق الاستجابات على المستوى المحلي، والتي تشمل إعادة الاتصال بالمعرفة العلمية وإدارة شبكات المساعدات الإنسانية والمتبادلة. يجب على الدول أن تفي بالتزاماتها بتقديم الدعم لخطط الحماية التي تضعها الشعوب الأصلية بطريقة مستقلة".