تكنولوجيا
30 تشرين الثاني 2022, 06:15

منتدى حوكمة الإنترنت يسعى لخلق مستقبل رقمي محوره الإنسان في ظل افتقار 2.7 مليار شخص للإنترنت

الأمم المتّحدة
تشهد العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا انعقاد المنتدى السابع عشر لحوكمة الإنترنت في الفترة من 28 تشرين الثاني/نوفمبر إلى 2 كانون الأول/ديسمبر. وستمثل القرارات التي سيتم اتخاذها في المنتدى حافزًا للنهوض بإنترنت مفتوح وحر وآمن وشامل وتحقيق أهـداف التنمية المستدامة.

ويأتي انعقاد هذا المنتدى- بصورة شخصية وعبر الإنترنت- في وقت لا يزال الاتصال بالإنترنت يمثّل هدفًا بعيد المنال بالنسبة إلى 2.7 مليار شخص، يعيش الكثير منهم في البلدان النامية والأقل نموًا. 

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه ومن خلال السياسات الصحيحة المعمول بها، يمكن للتكنولوجيا الرقمية أن تعطي دفعة غير مسبوقة للتنمية المستدامة، لا سيما للبلدان الأشد فقرًا. وأضاف:

"هذا يستدعي المزيد من الربط الشبكي وتقليل التجزئة الرقمية وبناء المزيد من الجسور عبر الفجوات الرقمية... وقدر أكبر من الحكم الذاتي للناس العاديين".

وقد عاد هذا المنتدى إلى أفريقيا مرة أخرى بعد 11 عاما لتسليط الضوء على المنطقة الأقل اتصالا بالإنترنت، حيث يوجد 60 في المائة من السكان غير متصلين بالإنترنت بسبب مزيج من عدم إمكانية الوصول والقدرة على تحمل التكاليف والتدرب على المهارات.

ومع ذلك، فإن عدد الشباب المتنامي في أفريقيا يحمل مفتاح تغيير المستقبل الرقمي للمنطقة. هناك إمكانات هائلة لتمكين الشباب من الازدهار في الاقتصاد الرقمي والقفز في التقنيات.

رغم أن فيروس كورونا سرّع التحول الرقمي في بعض القطاعات مثل الصحة والتعليم، فقد أدى أيضا إلى تفاقم أشكال مختلفة من عدم المساواة الرقمية العميقة على طول الخطوط الاجتماعية والاقتصادية.

فجوة رقمية بين الجنسين

على الصعيد العالمي، يستخدم المزيد من الرجال الإنترنت (62 في المائة مقارنة بـ 57 في المائة من النساء). وفي جميع البلدان التي تتوافر فيها البيانات تقريبا، تكون معدلات استخدام الإنترنت أعلى بالنسبة لأولئك الحاصلين على قدر أكبر من التعليم.

وتأتي معالجة هذه الفجوات الرقمية أو "الفقر الرقمي" على رأس جدول أعمال المنتدى.

كما مهدت الزيادة في استخدام الإنترنت الطريق لانتشار جانبها المظلم، مع الانتشار الواسع للمعلومات المضللة والشائعات وخطاب الكراهية، وحدوث خروقات البيانات بانتظام، وزيادة الجرائم الإلكترونية.

وقد تم توثيق 182 إغلاقا للإنترنت في 34 دولة في عام 2021 ، بزيادة من 159 إغلاقا مسجلة في 29 دولة في عام 2020 ، مما يدل على قوة الحكومات في التحكم في المعلومات في الفضاء الرقمي.

يعقد المنتدى هذا العام تحت شعار "الإنترنت المرن من أجل مستقبل مشترك ومستدام".

ويدعو هذا الموضوع إلى اتخاذ إجراءات جماعية ومسؤولية مشتركة لربط جميع الناس وحماية حقوق الإنسان؛ تجنب تجزئة الإنترنت؛ تنظيم البيانات وحماية الخصوصية؛ تمكين السلامة والأمن والمساءلة؛ ومعالجة التقنيات الرقمية المتقدمة.

إطلاق العنان لقوة وإمكانات الإنترنت

وقال لي جونهوا، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية: "الإنترنت هو المنصة التي من شأنها تسريع التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة. تتمثل مهمتنا الجماعية هنا في أديس أبابا في إطلاق العنان لقوة وإمكانات الإنترنت المرن من أجل مستقبلنا المشترك والمستدام".

سيستمر منتدى حوكمة الإنترنت لمدة خمسة أيام، وسيشمل على أكثر من 300 جلسة. وسيكون محركا رئيسيا للحوار والتعاون بين أصحاب المصلحة المتعددين والشراكات بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع التقني والمجتمع المدني والمنظمات الدولية لمشاركة أفضل الممارسات والتجارب التي ستساعد في تشكيل السياسات الوطنية والعالمية على الإنترنت.

سيتناول المنتدى تطوير بنية تحتية رقمية مرنة ومستدامة وشاملة. على وجه الخصوص، سيتناول استخدام التقنيات الرقمية المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي، والمخاطر المترتبة عليه، مما يضمن تطوير الابتكارات الجديدة ونشرها بطريقة تتمحور حول الإنسان.

ستكون نتائج منتدى حوكمة الإنترنت بمثابة إطار ملموس للاتفاق الرقمي العالمي الذي سيتم الاتفاق عليه في قمة الأمم المتحدة للمستقبل في عام 2024.

مع اعتماد العالم أكثر على الأدوات والمنصات الرقمية للاتصال وتعزيز التنمية المستدامة، هناك حاجة إلى الميثاق الرقمي العالمي إذا أردنا إنشاء مجتمعات شاملة وآمنة ومرنة.