علوم
24 أيلول 2021, 06:45

منظمة الأغذية والزراعة والوكالة الدولية للطاقة الذرية تحتفلان بالنجاح العالمي لتربية النبات

تيلي لوميار/ نورسات
إنّ ضمان الأمن الغذائي، في ظل تأثيرات تغير المناخ، هو من أكبر التحديات التي يواجهها المجتمع العالمي. ويتطلع الخبراء في العديد من البلدان إلى التقنيات النووية في استخدام التنوع الوراثي لتطوير أنواع جديدة ومحسنة من المحاصيل الزراعية – بغية تحسين تكيّف المحاصيل مع تغيّر المناخ.

واليوم، بمناسبة انعقاد المؤتمر العام الخامس والستين للوكالة الدولية للطاقة الذرية، نوّه كلّ من منظمة الأغذية والزراعة (المنظمة) والوكالة الدولية للطاقة الذرية (الوكالة) بالمساهمات في مجال الاستيلاد الطفري التي قدمها 28 من الباحثين ومن فرق البحوث من مؤسسات منتشرة في عشرين دولة - حيث قدّمتا جوائز لهم تكريمًا لإنجازاتهم المميزة.

وقام المدير العام للوكالة السيد Rafael Mariano Grossi والمدير العام للمنظمة، السيد شو دونيو الذي شارك في الحدث بالوسائل الافتراضية، بتقديم الجوائز خلال حفل أقيم في مدينة فيينا. ويشمل هذا التكريم 11 جائزة لفئة الإنجازات المميزة، و10 جوائز لفئة النساء في مجال الاستيلاد الطفري، و7 جوائز لفئة العلماء الشباب، لقاء الجهود الكبيرة التي بذلوها خلال العقد الماضي في تطوير أنواع جديدة من الطفرات باستخدام التشعيع.

وتحدث المديران العامان عن التزام المنظمة والوكالة، عن طريق المركز المشترك بين المنظمة والوكالة الدولية للطاقة الذرية للتقنيات النووية في الأغذية والزراعة، بدعم الباحثين حول العالم في مجال الاستيلاد الطفري.

وقال السيد شو دونيو: "إن التأثيرات الإيجابية الناجمة عن الأصناف الزراعية المحسنة في الأمن الغذائي والتغذية، محليًا ووطنيًا وإقليميًا، تضمن إنتاج محاصيل أكثر استقرارًا في ظل ظروف الإجهاد الناجمة عن أزمة المناخ؛ فضلًا عن دعم سبل معيشة المزارعين وتحقيق أهداف التنمية المستدامة" مشيرًا إلى أنه "بفضل الدعم الفني الذي قدمه المركز المشترك، تمكّن مربو النباتات في العديد من البلدان من تحقيق تحسن ملحوظ من خلال الاستيلاد الطفري في جملة واسعة من المحاصيل."

ومن خلال التعاون بين الوكالة والمنظمة، يجري تقديم المساعدة إلى خبراء حول العالم في استخدام التقنيات النووية في الزراعة، بما في ذلك تقديم الدعم في ما يخصّ تشعيع البذور أو المواد النباتية الأخرى، من أجل استنباط أصناف نباتية تتميز بخصائص مثل تحمّل الجفاف أو زيادة الغلات. وتستخدم هذه العملية، التي تسمى بالاستيلاد الطفري للنبات، الموارد الوراثية الطبيعية للنبتة المعينة من أجل محاكاة العملية العفوية للتطفّر في تطور النباتات. وهي تعجّل من وتيرة التغير الجيني وتسمح لمربي النباتات باختيار السلالات الطافرة الأكثر جاذبية من عدة سلالات أخرى.  

ولدى تسليم الجوائز قال السيد Rafael Mariano Grossi: "ما نود تكريمه تحديدًا هو ارتقاء العقل البشري، والروح التي تضع العلوم في خدمة المشاكل الكبرى. وهذا ما تفعله منظمة الأغذية والزراعة في روما، وما نقوم به هنا في الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وقد اتُخذت مؤخرًا خطوات هامّة لاستنباط وإطلاق أصناف جديدة محسّنة من المحاصيل المخصصة للزراعة من قبل باحثين حول العالم. وفي الوقت عينه، فإن تطوير التكنولوجيا وتطبيقها على صعيد استخدام مصادر جديدة من التشعيع مثل حزم الأيونات والتشعيع الفضائي، يزدادان أهمية كذلك. وقد تمكن الفائزون بالجوائز الحالية، في العديد من الحالات، من أن يبرهنوا عن حصول تأثيرات اجتماعية واقتصادية مترتبة عن عملهم، بما في ذلك زيادة دخل المزارعين والأمن الغذائي.

والآن أصبح بوسع الخبراء في إقليم آسيا والمحيط الهادئ أن يتبادلوا أفضل الممارسات من خلال شبكة تربية الطفرات النباتية لآسيا والمحيط الهادئ التي أنشأها المركز المشترك مؤخرًا والتي تقدم الدعم الفني بناء على احتياجات كل بلد. ويواصل المركز المشترك كذلك استكشاف وتطوير تكنولوجيات جديدة مبتكرة للتعجيل بوتيرة تحسين المحاصيل، بما في ذلك استخدام مصادر جديدة للإشعاع، وتكنولوجيات الجينوم، والبيانات الضخمة، والذكاء الاصطناعي،

إلى جانب تكنولوجيات محددة للتربية المسرّعة، التي تشكل جزءًا حاسمًا من الزراعة الذكية مناخيًا.

 

التنويه بالتميّز

تم التنويه بالتكنولوجيا المتقدمة بخاصة في استخدام الحزم الإشعاعية في مجال الاستيلاد الطفري، من خلال جائزة الإنجاز لفئة النساء في الاستيلاد الطفري النباتي التي مُنحت إلى السيدة Tomoko Abe من اليابان.  

وقد قام الفائز بجائزة العلوم للشباب، السيد Prince Matova، وهو باحث ومدير لقسم الهندسة الزراعية ومربٍ للذرة والبقول لدى معهد تربية المحاصيل في وزارة الزراعة في زمبابوي، بالتعاون مع باحثين في زمبابوي من أجل تقييم إمكانات استخدام أشعة غاما من أجل تحسين المحاصيل. وقد أُطلق أول نوع من اللوبيا السوداء العين في زمبابوي جرى تطويره بواسطة تقنية نووية تمكّن زرعه في أقاليم تتسم بالتدني الشديد للمعدل السنوي لتساقط الأمطار لديها.

 

التقنيات النووية لأجل نهج "صحة واحدة"

ألقى المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة كلمةً كذلك لدى مراسم افتتاح المنتدى العلمي للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعنوان "العلوم النووية من أجل الصحة". كما أكد على أهمية التعاون بين القطاعات من أجل نهج صحة واحدة وقدرة العلوم النووية على مساعدتنا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في ضوء التأثيرات المترتبة على الجائحة، فضلًا عن منع تفشي الجائحات في المستقبل.

وقال السيد شو دونيو: "يتعين علينا أن نكون أفضل تأهبًا لتفشي الأمراض في المستقبل. وعلينا العمل على تعزيز القدرات الفنية، وتوسيع الشراكات وإشراك الجهات الفاعلة الرئيسية جميعها".

وسلّط الضوء على المبادرات المشتركة بين المنظمة والوكالة، بما فيها العمل المتكامل لمكافحة الأمراض الحيوانية الذي يزود المسؤولين في مجال الطب البيطري والصحة العامة بمعلومات حاسمة؛ والمختبر المشترك للإنتاج الحيواني والصحة الحيوانية الذي يطبق البحوث ويوفر التدريب والخدمات؛ وشبكة VETLAB التي ساهمت بفعالية في نجاح مساعي القضاء

على الطاعون البقري حول العالم وقدمت دعمًا فنيًا قيمًا خلال تفشي أمراض مثل انفلونزا الطيور وزيكا والآن جائحة كوفيد-19.

واختتم كلامه قائلا: "معًا يمكننا أن نتحوّل إلى نظم زراعية وغذائية أكثر كفاءة وشمولًا وقدرة على الصمود واستدامة، من أجل إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل، من دون ترك أي أحد خلف الركب."

 

المصدر: منظمة الأغذية والزراعة