صحّة
26 تموز 2022, 13:00

منظمة الصحة العالمية تدعو المجتمع العالمي إلى "اتخاذ تدبير واحد" لإنقاذ الأرواح في اليوم العالمي للوقاية من الغرق

تيلي لوميار/ نورسات
وجهت أمس منظمة الصحة العالمية (المنظمة) دعوة للناس في جميع أنحاء العالم إلى "اتخاذ تدبير واحد" للوقاية من الغرق. وبوصف الغرق أحد الأسباب الرئيسية لوفاة الأطفال والشباب في العالم ممن تتراوح أعمارهم بين عام واحد و24 عامًا وثالث سبب رئيسي للوفيات الناجمة عن الإصابات بشكل عام، فإنه يحصد سنويًّا أرواح أكثر من 000 236 شخص بشكل مأساوي. وتحفيزًا على اتخاذ الإجراءات والاحتفال باليوم العالمي للوقاية من الغرق، ستُضاء نافورة مدينة جنيف باللون الأزرق بالاقتران مع اتخاذ إجراءات مماثلة بمدن أخرى في أنحاء العالم بأسره.

وتحدث نسبة أكثر من 90٪ من الوفيات الناجمة عن الغرق في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ويتعرض الأطفال دون سن الخامسة لأشد مخاطر الغرق. وكثيرًا ما ترتبط هذه الوفيات بالأنشطة اليومية الروتينية، مثل الاستحمام، وجلب المياه للاستعمال المنزلي، والسفر عبر المياه على متن القوارب أو العبّارات، وصيد الأسماك. وتمثل أيضًا آثار الظواهر الجوية الموسمية أو المتطرفة - بما فيها الرياح الموسمية - سببًا آخر متكررًا للغرق، وهي آثار يمكن الوقاية منها إلى حد كبير بتنفيذ عدد من التدخلات.

وتحدّث الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس مدير المنظمة العام قائلًا: "يتعرض سنويًّا مئات الآلاف من الناس للغرق في جميع أرجاء العالم، ويمكن الوقاية من معظم هذه الوفيات بواسطة حلول مسندة بالبينات وقليلة التكلفة. وستُضيء اليوم مدن العالم أجمع معالمها بالضوء الأزرق بوصف ذلك دعوة إلى العمل لكل واحد منا للقيام بدورنا في مجال الوقاية من الغرق، فدعونا نضع حدًّا للغرق".

أمّا السيد مايكل ر. بلومبرغ مؤسس مؤسسة بلومبرغ الخيرية وسفير المنظمة العالمي المعني بالأمراض غير السارية والإصابات، فتحدّث قائلًا: "يمثل الغرق تحديًا عالميًا في مجال الصحة العامة ونحن نركز بعملنا في مؤسسة بلومبرغ على تنفيذ حلول للوقاية منه. كما ننضم اليوم إلى شركائنا في أنحاء العالم كافّة للاحتفال باليوم العالمي للوقاية من الغرق واتخاذ الإجراءات اللازمة. ونحن نعرف في حالات كثيرة التدابير النافعة للوقاية من الغرق، وقد وضعنا أدوات وإرشادات لمساعدة الحكومات على تنفيذ الحلول اللازمة - وإذا أنجزنا المزيد من الأعمال معًا، فبإمكاننا حقًا إنقاذ آلاف الأرواح".

وتوصي المنظمة باتخاذ ستة تدابير مسندة بالبينات للوقاية من الغرق، ومنها ما يلي: إقامة حواجز للتحكم في وصول الأفراد إلى المياه؛ وتدريب المارة على الإنقاذ والإنعاش بمأمونية؛ وتعليم الأطفال البالغين سن الدراسة المهارات الأساسية للسباحة والسلامة في المياه؛ وتقديم خدمات الرعاية النهارية والإشراف للأطفال؛ وضع وإنفاذ لوائح بشأن الركوب الآمن على متن القوارب والسفن والعبّارات؛ وتحسين إدارة مخاطر الفيضانات.

ويدعو هذا العام موضوع اليوم العالمي للوقاية من الغرق المجتمع العالمي إلى "اتخاذ تدبير واحد" للوقاية من الغرق. وفيما يلي أمثلة على الإجراءات التي يمكن اتخاذها:

 

بإمكان الأفراد تبادل النصائح المتعلقة بالوقاية من الغرق والسلامة في المياه مع أسرهم وأصدقائهم وزملائهم؛ أو تسجيل الاشتراك في دروس السباحة أو السلامة في المياه؛ أو دعم الجمعيات الخيرية والجماعات المحلية المعنية بالوقاية من الغرق.

بإمكان الجماعات استضافة فعاليات عامة لتبادل المعلومات عن السلامة في المياه؛ أو شن حملات بشأن صون السلامة في المياه؛ أو الالتزام بإعداد أو تنفيذ برامج جديدة بشأن الوقاية من الغرق بالاستفادة من التدخلات المُوصى بها بخصوص أفضل الممارسات.

بمقدور الحكومات أن تضع سياسات أو استراتيجيات أو تشريعات أو استثمارات جديدة أو تعلن عنها بشأن الوقاية من الغرق؛ وأن تدعو إلى عقد موائد مستديرة تشارك فيها عدة القطاعات أو إجراء مناقشات برلمانية بشأن عبء الغرق وحلوله؛ وأن تعتمد برامج الوقاية من الغرق أو تلتزم بدعمها على الصعيد المحلي أو الدولي.

وقد التزمت بلدان كثيرة في العالم بتنفيذ برامج بشأن الوقاية من الغرق، إذ بدأت بنغلاديش بتنفيذ برنامج ثلاثي السنوات للحد من حالات الغرق بين الأطفال في عموم أرجاء البلاد. وستتولى الحكومة في إطار تنفيذ البرنامج إدارة 500 2 دار من دور الرعاية النهارية التي تولّت مؤسسة بلومبرغ الخيرية إنشاءها وتمويلها منذ عام 2012، وستوسّع نطاق تنفيذ البرنامج عن طريق إضافة 500 5 دار أخرى من دور الرعاية النهارية لتقديم خدمات الإشراف على 000 200 طفل تتراوح أعمارهم بين عام واحد و5 أعوام.

تعمل المنظمة مع شركاء من بينهم مؤسسة بلومبرغ الخيرية والمؤسسة الوطنية الملكية لقوارب النجاة والحاضنة العالمية للدعوة إلى تعزيز الصحة، فضلًا عن وكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة، لزيادة الوعي بشأن الوقاية من الغرق.

ونقوم معًا بدعم الدول الأعضاء في تصميم وتنفيذ مبادرات بشأن الوقاية من الغرق بالاستناد إلى وثائق إرشادية منشورة. وبدعم من مؤسسة بلومبرغ الخيرية، قامت بنغلاديش وفييت نام بتحديد نُهج عالية المردودية وبتوسيع نطاقها للوقاية من الغرق بين الأطفال، بينما يجري تزويد أوغندا وغانا بالدعم اللازم لدراسة الظروف المحيطة بمشكلة الغرق.

كما نشرت المنظمة مكتبة متنامية من التقييمات والوثائق الإرشادية المتعلقة بالوقاية من الغرق. التقرير العالمي عن الغرق لعام 2014 الوقاية من سبب رئيسي من أسباب الوفاة. وفي أيار/ مايو 2022، نشرت المنظمة أحدث إرشاداتها بشأن التوصيات المتعلقة بأفضل الممارسات فيما يخص ثلاثًا من التدخلات التالية: توفير الرعاية النهارية للأطفال، وتعليم المهارات الأساسية للسباحة والسلامة في المياه، والتدريب على الإنقاذ والإنعاش بمأمونية.

وتدعم مبادرة مؤسسة بلومبرغ الخيرية بشأن الوقاية من الغرق أنشطة الوقاية من الغرق في كل من بنغلاديش وفييت نام وأوغندا، بما يشمل الإشراف على صغار الأطفال في دور الرعاية النهارية، وتعليم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم 6 أعوام و15 عامًا السباحة للبقاء على قيد الحياة، وتعزيز عملية جميع البيانات.

واعتُمد في عام 2021 أول قرار صادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الوقاية من الغرق، وهو قرار يطلب إلى منظمة الصحة العالمية تنسيق إجراءات الوقاية من الغرق داخل منظومة الأمم المتحدة والإمساك بزمام التحضيرات اللازمة لإقامة اليوم العالمي للوقاية من الغرق.

 

ندوة افتراضية عالمية عبر الإنترنت:

إحتفالًا باليوم العالمي للوقاية من الغرق لعام 2022، ستستضيف المنظمة وشركاؤها الدوليون ندوة عالمية افتراضية عبر الإنترنت يوم 27 تموز/ يوليو (في تمام الساعة 12:00 – 13:30 بالتوقيت الصيفي لوسط أوروبا) لمناقشة نُهج العمل عبر أنحاء منظومة الأمم المتحدة للوقاية من الغرق وعرض "التدبير الواحد" الذي التزم الشركاء باتخاذه في جميع أنحاء العالم للوقاية من الغرق في صفوف مجتمعاتهم المحلية.