متفرّقات
07 نيسان 2022, 06:15

منظمة العمل الدولية: التنوّع والشمول ضروريان لإعادة بناء أماكن عمل منتجة ومرنة

الأمم المتّحدة
أوضحت منظمة العمل الدولية أنّ شخصًا واحدًا من بين كل أربعة أشخاص لا يشعر بالتقدير في العمل، وأنّ أولئك الذين لا يشعرون بأنّ عملهم مقدّر هم من ذوي المناصب العليا. جاء ذلك في تقرير جديد أصدرته المنظمة، يوم الأربعاء، حول التنوّع والشمول.

ترتبط المستويات العالية من المساواة والتنوّع والشمول بقدر أكبر من الابتكار والإنتاجية والأداء وتوظيف المواهب والاحتفاظ بها ورفاهية القوى العاملة.  

ولكن مع ذلك، أفاد التقرير بأن النصف فقط ممن تمّ استطلاعهم قالوا إنه قد تمّ تحديد التنوّع والشمول بشكل كاف وإنه قد تمّ تزويدهم بالموارد الكافية في ثقافة أماكن العمل واستراتيجيتها.  

حاليًّا، فقط ثلث الشركات تقيس مسألة الدمج، على الرغم من أن القيام بذلك ضروري لإحراز تقدّم، وفقًا للوكالة الأممية.

 

تركيز على الجميع

وذكرت منظمة العمل الدولية أن الدراسات السابقة حول التنوع والشمول كانت تميل إلى التركيز على الشركات الكبيرة متعددة الجنسيات، في كثير من الأحيان، في البلدان الغربية ذات الدخل المرتفع.  

ويركّز التقرير الجديد، الذي جاء بعنوان: "تحويل المؤسسات من خلال التنوّع والشمول"، على الشركات من جميع الأحجام، في الاقتصادات ذات الدخل المتوسط المنخفض، والبلدان ذات الدخل المتوسط الأعلى، ويجمع المعلومات من مزيج متنوع من الموظفين والمديرين وكبار المديرين التنفيذيين.  

ويعكس تنوّعًا في العمر، والجنس، والتوجه الجنسي، والجماعات الإثنية / العرقية / الدينية، والأشخاص ذوي الإعاقة، والمصابين بفيروس الإيدز.

وجدت دراسة منظمة العمل الدولية أن الشعور بالاندماج في مكان العمل كان على الأرجح مرتبطا بالأقدمية أكثر من الخلفية الشخصية، أو خصائص مثل العمر، أو الجنس، أو الأصل العرقي / الانتماء الاثني/ الدين.  

92 في المائة من كبار الموظفين قالوا إنهم شعروا بأنهم مشمولين، وأن التنوع يحظى بالاحترام والتقدير في العمل، مقارنة بـ 76 في المائة من المشاركين من المستوى الأدنى.  

كانت القوى العاملة في الشركات المتوسطة والكبيرة ومتعددة الجنسيات أكثر عرضة للشعور بالإيجابية من تلك الموجودة في الشركات الصغيرة والوطنية.

يقول التقرير إن التنوع والشمول يلعبان "دورا حاسما في الأداء الرفيع للقوى العاملة والشركات والاقتصادات والمجتمعات على مستوى العالم. وإذا ظل الدمج امتيازا لا يتمتع به إلا من هم في المستويات العليا، فإن الشركات تخاطر بفقدان فوائد كبيرة."

النساء والأقليات

أفاد ربع المستجيبين فقط بأن النساء يشكلن كتلة حرجة (40-60 في المائة) من الإدارة العليا، وقال ثلثهم إنه لا يوجد أشخاص ذوو إعاقة في المستويات العليا.  

أبلغت بعض مجموعات الأقليات أيضا عن تجارب إيجابية أقل مع الإدماج، وتميل هذه المجموعات أيضا إلى التجمع في مستويات التوظيف الأصغر.

لقد كشفت جائحة كـوفيد-19 عن التفاوتات الموجودة في اقتصاداتنا ومجتمعاتنا وزادت من تفاقمها.  

وقالت مانويلا تومي، مديرة إدارة شروط العمل والمساواة في منظمة العمل الدولية "إن مكان العمل المتكافئ والمتنوع والشامل يعد محركا رئيسيا بالنسبة للقدرة على الصمود والتعافي."

تأثير جائحة كورونا

تمّ جمع معلومات الدراسة في الفترة بين تموز/يوليو وأيلول/سبتمبر 2021، أثناء جائحة كورونا، من أكثر من 12 ألف موظف في 75 دولة في خمسة أقاليم.  

أفاد ثلثا من تم استطلاعهم بأنه منذ بداية الأزمة الصحية، ارتفع مستوى التركيز والعمل على التنوع والشمول في أماكن عملهم. وقالت نسبة مماثلة إن الجائحة زادت من توقعاتهم من أرباب العمل بشأن تعزيز التنوّع والشمول.

يقول التقرير إن الطريقة الأكثر احتمالية للتأثير على المزيد من المؤسسات لإحداث تغيير مستدام وتحولي هي من خلال الجمع بين دراسة الجدوى بالنسبة للتنوع والشمول مع السياسات والأطر التشريعية وقيم المشاريع الداعمة.

4 مبادئ رئيسية

ويحدّد التقرير أربعة مبادئ رئيسية لتحقيق تغيير تحويلي ومستدام، قابل للتطبيق عالميًّا، وعلى جميع مجموعات ومستويات القوى العاملة.

  • ينبغي أن يكون التنوّع والشمول أولوية وجزءًا من الاستراتيجية والثقافة؛
  • ينبغي أن يكون هناك تنوّع في الإدارة العليا؛
  • ينبغي أن يخضع كبار القادة والمديرين والموظفين للمساءلة باعتبارهم قدوة؛
  • ينبغي تطبيق الإجراءات طوال فترة التوظيف- بما يشمل التوظيف والإبقاء والتطوير.

سعي لتحسين مستويات التنوّع والإدماج

وقالت ديبورا فرانس-ماسين، مديرة مكتب أنشطة أصحاب العمل بمنظمة العمل الدولية:  

"تعمل منظمة العمل الدولية مع الهيئات المكونة لتحسين مستويات التنوع والإدماج في أماكن العمل. يحتاج الموظفون إلى الشعور بالتقدير والاحترام والمعاملة العادلة والتمكين، من خلال ممارسات الأعمال الشاملة والثقافة التنظيمية الشاملة والقيادة الشاملة. إن هذا النهج التحويلي للتنوّع والشمول هو الذي يقدّم مساهمات كبيرة في الأداء العام للأعمال التجارية".

يعرّف تقرير منظمة العمل الدولية الجديد "الإدماج" على أنه الخبرة التي يتمتع بها الأشخاص في مكان العمل، ومدى شعورهم بالتقدير تجاه ذواتهم، والمهارات والخبرات التي يجلبونها، ومدى شعورهم القوي بالانتماء إلى الآخرين في العمل.