العالم
09 تشرين الثاني 2024, 06:20

من غير كاثوليكيّة إلى مؤسّسة الدير الكاثوليكيّ الأوّل في إثيوبيا (1)

تيلي لوميار/ نورسات
مع رؤية شكّلَها التعرّضُ الدوليّ والرغبة العميقة في الصلاة باللغة المحلّيّة في أثناء خدمة مجتمعها، رأت Emahoy Haregeweine أنّ دعوتها امتدّت إلى ما وراء حياتها الدينيّة الشخصيّة. كانت مصمّمة على إنشاء دير لا يحتضن التقاليد المحلّيّة فحسب، بل يستجيب أيضًا للدعوة إلى خدمة الفقراء والمحتاجين، ما يجعلها رائدة في التاريخ الكاثوليكيّ الإثيوبيّ، أخبرت "فاتيكان نيوز".

 

"أريد أن أكون راهبة كاثوليكيّة إثيوبية". مع هذا الإعلان الجريء، أنشأت إيماهوي هاريجوين Emahoy Haregeweine ، وهي أخت راهبة رائدة في إثيوبيا، الدير المحلّيّ الأوّل داخل الكنيسة الكاثوليكيّة الإثيوبيّة، دير الثالوث المقدّس للراهبات البندكتيّات.

يطلق على أعضاء الدير لقب "Emahoy" ، وهي كلمة أمهريّة تعني "أمّي". يعكس هذا العنوان الاعتقاد بأنّ النساء جميعهنّ أمّهات - بعضهنّ يصبحن أمّهات بيولوجيّات، بينما تكرّس أخريات، مثل الأخوات الراهبات، حياتهنّ ليصبحن أمّهات روحيّات للجميع.

ولدت إيماهوي في أديس أبابا، إثيوبيا، ودرست في مدرسة ليسيه غيبريماريام الفرنسيّة، حيث تعرّفت على ثقافات ولغات متنوّعة.

في سنّ ال 16، بعد حضور القدّاس الأوّل لها في رعيّة القدّيس فرنسيس مع صديقة كاثوليكيّة، تأثّرت بشدّة بالليتورجيا، ما أثار رغبتها في تقوية علاقتها مع المسيح. على الرغم من خلفيّتها الأرثوذكسيّة، شعرت بالانجذاب إلى الكاثوليكيّة، وبدأت في حضور القدّاس بانتظام، وتطلّعت إلى أن تصبح أختًا راهبة. تعمّق إيمانها بعد رؤية صورة القدّيس فرنسيس، وتعزّز التزامها بدعوتها.

مستندةً إلى الصلاة والإرشاد الروحيّ، تغلّبت إيماهوي هاريجوين على التحدّيات وانضمّت إلى راهبات يسوع الصغيرات. قامت بالتنشئة الدينيّة في بلدان مختلفة، بما في ذلك نيجيريا وكينيا ومصر وفرنسا وإيطاليا، بينما كانت تبحث باستمرار عن إجابات لأسئلتها الروحيّة.

في عام 2007، إبّان حضورها ندوة حول التقاليد الرهبانيّة الإثيوبيّة، شعرت أنّها وجدت الإجابات التي كانت تبحث عنها. كانت هذه اللحظة بمثابة بداية مهمّتها لإنشاء دير كاثوليكيّ يعكس الهويّة الروحيّة والثقافيّة الفريدة لإثيوبيا.

في عام 2018، حقّقت حلمها الذي طال أمده من خلال تأسيس الدير الكاثوليكيّ الأوّل في إثيوبيا، "دير الثالوث المقدّس للراهبات البندكتيّات".

ففي خلال إقامتها في فرنسا بدعم من البينديكتيّين، استغلّت وقت فراغها لجمع الأموال عن طريق بيع الهدايا التذكاريّة المصنوعة يدويًّا. وبذلك، تمكّنت من شراء منزل صغير في أديس أبابا.

في وقت لاحق، بدعم من البينديكتيّين الفرنسيّين، حصلت على أرض في هوليتا، على بعد 40 كم من العاصمة. بمباركة الكاردينال برهانيسوس سورافيل، رئيس أساقفة أديس أبابا ورئيس مجلس الأساقفة الكاثوليك في إثيوبيا وموافقته، مُنحت امتياز إنشاء الدير.