العالم
09 تشرين الثاني 2024, 08:00

من غير كاثوليكيّة إلى مؤسّسة الدير الكاثوليكيّ الأوّل في إثيوبيا (2)

تيلي لوميار/ نورسات
مع رؤية شكّلَها التعرّضُ الدوليّ والرغبة العميقة في الصلاة باللغة المحلّيّة في أثناء خدمة مجتمعها، رأت Emahoy Haregeweine أنّ دعوتها امتدّت إلى ما وراء حياتها الدينيّة الشخصيّة. كانت مصمّمة على إنشاء دير لا يحتضن التقاليد المحلّيّة فحسب، بل يستجيب أيضًا للدعوة إلى خدمة الفقراء والمحتاجين، ما يجعلها رائدة في التاريخ الكاثوليكيّ الإثيوبيّ، أخبرت "فاتيكان نيوز".

 

"أريد أن أكون راهبة كاثوليكيّة إثيوبية". مع هذا الإعلان الجريء، أنشأتEmahoy Haregeweine ، وهي أخت راهبة رائدة في إثيوبيا، الدير المحلّيّ الأوّل داخل الكنيسة الكاثوليكيّة الإثيوبيّة، دير الثالوث المقدّس للراهبات البندكتيّات.

ترتدي إيماهوي هاريجوين ثوبها الرهبانيّ الجديد وترفع الصلوات باللغة المحلّيّة، وتشعر أنّها اكتشفت أخيرًا إجابات للفجوات في رحلتها الرهبانيّة.

تدعو الأخت إيماهوي إلى دمج الإيمان في الثقافة المحلّيّة مع تعزيز الاكتفاء الذاتيّ الماليّ في ديرها. أطلقت مبادرات زراعيّة، مثل إنتاج الدجاج والبيض وتربية الماشية، لضمان الاستدامة على المدى الطويل.

مستوحاة من دعوة البابا فرنسيس للعناية بالبيئة، تبنّت ممارسات صديقة للبيئة، بما في ذلك الزراعة العضويّة، ما أفاد كلًّا من الدير والمجتمع.

تمتدّ رؤيتها إلى ما أبعد من الدير، وقد بدأت برنامج رياض الأطفال الذي يربط مجتمعها والقرويّين المحلّيّين. من خلال مشاريعها التعليميّة والزراعيّة، تعزّز إيماهوي روابط قويّة مع القرويّين، وتقدّم التوجيه بشأن الأبوّة والأمومة وإعداد الأغذية العضويّة.

وهي تنظر إلى هذا البرنامج على أنّه فرصة إلهيّة لتمهيد الطريق للمدارس المستقبليّة في المنطقة، وتؤكّد أهمّيّة الاعتماد على الذات محليًّا، وتشجيع المجتمعات على تمويل الأنشطة الرعويّة بشكل مستقلّ بدلًا من الاعتماد فقط على الدعم الخارجيّ.

تصوِّر إيماهوي الدير كملاذ سلميّ حيث يمكن للمؤمنين الانضمام إلى الراهبات في الصلاة والتأمّل والاستشارات الروحيّة بلغاتهم المحلّيّة. إنّها تهدف إلى خلق مساحة يزدهر فيها الإيمان والمجتمع معًا، ما يعزّز اتّصالًا عميًقا بالله وببعضنا البعض.

وهي تشجّع المتزوّجين على إنجاب المزيد من الأطفال وتنمية العائلات المصلّية بينما تحثّ أولئك الذين يميّزون دعواتهم على قضاء بعض الوقت في الصلاة والاستماع إلى إرشاد الله.

في ضوء التبشير الإعلامّي، تأمل الأخت إيماهوي في إنشاء موقع على شبكة الإنترنت للدير لنشر الرسائل المتعلّقة بالدعوة. بالنسبة إليها، لا تقتصر القداسة على الحياة الرهبانيّة، بل هي دعوة عالميّة، تؤكّد أنّ الكنيسة لن تدوم إلّا إذا كنّا مستعدّين للتضحية بدافع المحبّة ليسوع المسيح.