ثقافة ومجتمع
14 آب 2016, 09:00

مهرجانات الأرز الدوليّة.. لغة تحاكي الرّوح

ميريام الزيناتي
نجوم مُشّعة تضاهي بسحرها روعة الفنَ، جبال شامخة تحمل في معالمها روايات أبطال وقديسين، أرز خالد خلود الكون، اجتمعت عشيّة عيد الرّب لتمجّد بعظمتها ذاك الخالق الذي ميّز لبنان بجنّة رسمها بأجمل ريشاته، جنّة أبت في عيده إلا أن تخاطب الإنسان بلغة الرّوح...

في تلك الليلة، اجتمعت أجمل معالم طبيعة بشرّي لتسهر مع نجوم لبنانيين-عالميين، في إطلاق مهرجانات الأرز الدولية، التي حاكت بروعتها سحر الخيال. 
في تلك الليلة، أضيئت غابة أرز الرّب ترحيباً بزوّار حملوها رمزاً للوطنية في قلوبهم، أضيئت متباهية بشموخ يشبه شموخ أبناء بلادها الصّامدين بوجه الصّعوبات والتحديات. 
في تلك الليلة، حضر جبران بإنارة رباعية الأبعاد وتقنيات عالميّة استخدمت للمرّة الأولى في لبنان، ليرحّب بأبناء موطن قلبه الذي شاء أن يكرّمه في أهم مهرجاناته. 
في تلك الليلة، تراقصت المفرقعات مزهوّة بأبهى الألوان، على نغمات وطنية، لتعانق بحرارتها جبال الأرز وسمائه وتترك الحضور مذهولاً أمام لوحة ساحرة خطَت بريشة الخالق وابداع الإنسان. 
في تلك الليلة، لمس صوت ماجدة الرّومي بدفئه قلوب مستمعين سافروا على نغماته الى عالم الرّومنسية والعشق.. فصدحت التراتيل لتصل الى نجوم خاشعة أمام قدسية المكان... في تلك الليلة ارتفعت نغمات وطنية حملت في الحانها شموخ الارز، خاتمة على إيقاعها أمسية حُفرت في أذهان حضور تساءل عما قد تحمله الأمسيات اللاحقة من إبداع... 
وما هي إلا ساعات معدودة حتى غابت الشمس على ليلة جمعت بين دلال نانسي عجرم وعزّة عاصي الحلّاني. نانسي أطربت الحضور برقّة صوتها وعذوبته تاركة اياه مسحوراً بروعة أجمل أغنياتها الطّربية والرّومنسية، أما نغمات عاصي الذي خصّ بشرّي بمواويله المصحوبة بعنفوان جبلي فأشعل المدرّجات التي تحوّلت الى ساحات دبكة تعطّش اليها اللبنانيون، وأرقص الأرز عزّة وفخرا بصوت ناجى الأصالة بروعته. 
وكركلا.. باعتلاء فرقتها خشبة المسرح جمعت بين الحضارة والرّقي، ورسمت لوحات راقصة حاكت الإبداع، لتختم برونقة فنّها مهرجانات طال انتظارها وتُسدل الستارة على تساؤلات عما ستقدّمه هذه المنظقة في السّنين المقبلة. 
"لو لم يكن لبنان وطني لاخترت لبنان وطناً لي"، يقول جبران متباهياً بروعة بلاده، وكم من نفس ارتوت من عظمة أرز الرّب، تمنّت بعد تلك الأمسيات لو تجعل من بشرّي موطن قلب ينبض فخرًا بأرض تعانق بروعتها قدسية السّماوات...