متفرّقات
13 آذار 2023, 11:05

مهرجان الكتاب في أنطلياس اختتم نشاطاته بندوة عن كتاب "مطارحات في أروقة المعرفة"

تيلي لوميار/ نورسات
إختتم مهرجان الكتاب الذي تنظمه الحركة الثقافية - أنطلياس في نسخته الأربعين بعنوان "ثقافة الحرية والمئوية الثالثة للحضور الأنطوني في أنطلياس"، نشاطاته لهذه السنة بندوة عن كتاب "مطارحات في أروقة المعرفة" للدكتور مصطفى الحلوة شارك فيها الدكتوران جورج طراد وميراي شحادة وأدارها الدكتور ناصيف قزي.

وتحدّث طراد لافتًا إلى أنّ" الكاتب يعود بنا في كتاباته المميزة هذه إلى مرحلة المخاضات اللبنانية الحادة من خلال مقاربته لمسرحية  ليالي القاووش لعبدالله شحادة التي وضعها في العام 1962، وإذا بها سبق رؤيوي لشاعر الكورة الخضراء وكأنه يصف ما نتخبط فيه اليوم من دوامة المسرحية - المأساة التي تكاد تبتلع وطنا بكامله، ما جعل مصطفى يختم مقاربته لليالي القاووش بصرخة موجعة حيث قال: تصبحون على وطن، قد يشيع عاجلا إلى مثواه الأخير إذا لم تحصل معجزة في عصر لم يعد فيه للمعجزات كبير حضور ".

وقال: "أما في الباب الثاني للكتاب، والمخصص للبحوث والدراسات، فهو بحق يختصر شخصية مصطفى الفلسفية والفكرية، إذ يتحرك هنا على أرضه وفوق ملعبه الفلسفي الأثير، كما قلنا. فهو، من خلال تطرقه لموضوعات متحركة تتعلق بالمجتمع وبقناعات أبنائه وتاريخهم ومعتقداتهم، إنما يضع الإصبع على الجرح، فيتبدى قامة باسقة في المجال الفكري يمكن أن تعود إليها أجيال آتية فتنهل من  معين معرفي أصبح ، مع الأسف الشديد، نادر الوجود في زمننا الثقافي الراهن. وربما يكون الحلوة على هذا الصعيد، واحدا من آخر الديناصورات الناشطين، قبل الإنقراض، في الكتابة الفكرية المتحركة. بمعنى أنه تجاوز جفاف الكتابات التنظيرية الفلسفية وانخرط في حركية الحياة اليومية ليتناول ما فيها من نبض حي يقربه إلى الناس، فيخفف من حدة التسطيح التسليعي الذي يحاصرنا من كل الجهات".

 

شحادة

ثم رأت شحادة أن "الكتاب هو فخر منشورات شاعر الكورة الخضراء الذي يبزغ بالموسوعات إذ يحمل هذا الإصدار الرقم الثالث عشر ضمن إصدارات تجاوز عدد الأربعين في فترة زمنية قياسية"، وقالت: "فمرحى ببدر معارفك الفريدة ومحرك جدلياتك الدينمية مقرب منها كسر احفاد الضلال في واقعنا  المأزوم ثقافيا واجتماعيا وانسانيا، وقد بدنا سجان أهل الكهف وسجنائه تدهسنا عجلات الجهالة المخربة علينا سعادتنا وتشوهنا وتسطحنا وتدجننا فلسفات واهمة واهنة لا نعي منها سوى القشور والتزامات".

 

قزي

من جهته رأى قزي أن "كتاب مطارحات في أروقة المعرفة، هو كتاب فكري نقدي وبحثي توثيقي شامل، اتخذ له منطقا جدليا عقلانيا، مستلهما أرسطو وكبار فلاسفة العرب، من الكندي إلى ابن رشد… ليستوي تحت شعار : "العقل هو الطريق الوحيد للمعرفة الحقة"(7).  وقال:"ان الكتاب، وكما يقدمه الدكتور مصطفى، هو مراجعات نقدية(8) وأوراق عمل ومداخلات خلال ندوات ومؤتمرات. ينقسم إلى قسمين:

-الباب الأول: مراجعات نقدية، ويتضمن عناوين عدة، من بينها: في رحاب الشعر، في الخواطر والكتابة الإبداعية، في القصة والرواية، في السيرة الذاتية، فلسفة وأديان، سوسيولوجيا/ تربية وعلم التاريخ إلخ... بإمكاننا أن نطلق على هذا القسم تسمية: قراءة في كتاب.

الباب الثاني: ويتضمن بحوثا ودراسات، من عناوينها: الأخلاق والسلطة، العلمانية، اللغة، الإعلام، العولمة، العمل الثقافي المأزوم وأخيرا من كشكول الذاكرة الشعبية الخ... قد نطلق على هذا القسم تسمية: مساهمات بحثية في ندوات ومؤتمرات متنوعة". 

وتابع: "أما الكاتب مصطفى الحلوة فشدد في كلمته، ان هناك كتابا آخر، بعنوان أوراق تموز ضم إثنتين وعشرين دراسة مرجعية، لاثنتين وعشرين ورشة تفكير ونقاش، عقدت غالبيتها في مدينة جبيل. وهي ورش تمتاز براهنيتها، لمواكبتها قضايا وإشكاليات، من معيشنا اليومي، السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والتربوي، والصحي والثقافي. هي صفحات، من مؤلفاتنا، طويناها، وهناك صفحات نشرعها اليوم على عدة مؤلفات لدينا، قيد الإنجاز. وهي ستصدر تباعا، وأولها سيرى النور، بداية الأسبوع المقبل، وسيتم إطلاقه، في 18 آذار الحالي،  في مركز الصفدي الثقافي في طرابلس، لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيل  الصديقة الباحثة غادة السمروط، وهو يدور حول مشروعها الفكري".

وأضاف: "نقولها، أعزائي، بالفم الملآن، نحن أهل القلم والكلمة الحرة، ليس لنا إلا الكلمة سلاحا، نشهره، في هذه الظروف المصيرية الوجودية، التي نعاني ويلاتها. إنه الالتزام بقضايا شعبنا ومجتمعنا ووطننا، فنصنع من الخوف شجاعة، ومن الهلع سكينة نفس، ومن الضعف قوة. إنه دورنا، الذي ندبنا لأجله، فهلا قبلنا التحدي، إذ لا خيار لنا آخر، فإما أن نكون أو لا نكون".

 

تحية

ووجّه المعرض تحية تقدير للتينور ادغار عون وتحدث في المناسبة المطران غي نجيم  قائلا: "لم يفاجئني ادغار في ابداعاته  الموسيقية لأنه أينما حل يزرع الأحادية والسعادة  بين السامعين مهما كانت أعمارهم من خلال غنائه الشعبي و الكلاسيكي، هو الذي يشكل دواء للنفس في هذه الظروف الصعبة الاستثنائية التي يمر بها الناس إذ يحتاجون إلى مناسبة لإخراج من معاناتهم التي يتحركون فيها منذ فترة".

 

كساب

أما الدكتور الياس كساب فرأى في الكلمة التي ألقاها في المناسبة "ان الحركة الثقافية في أنطلياس ترحب بإدغار عون في كل المناسبات، لذلك كان مسك ختام المهرجان الثقافي لهذه السنة تكريما لصاحب موهبة مميزة بدأت بعمر صغير هو الذي دخل الفن الراقي فكان من أوائل من وصلوا إلى العالمية بلغاتها المختلفة من أجل لبنان وشبابه، هو المميز بصوته وحضوره وحبه للعطاء".

بعد ذلك عرض فيديو عن ادغار عون يختصر المحطات الأساسية في مسيرته الأكاديمية والفنية.

 

تواقيع

وشهد اليوم الأخير للمعرض توقيع كتاب "من بيت الطين إلى عنايا" للكاتب عمر سعيد في جناح دار سائر المشرق، وكتاب "الجمهورية الخامسة" الأب مخايل روحانا في جناح منشورات الأب روحانا.

 

المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام