ثقافة ومجتمع
16 آذار 2016, 13:32

مواقع التّواصل.. نافذة لإفشاء الأسرار!

بسرعةٍ فائقة انتشر خبر فصل طالبة من مدرسة القابلات القانونيّات في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس ومن كليّة الطّبّ في جامعة القدّيس يوسف بعدما نشرت على حسابها الخاصّ على إنستاغرام تعليقًا على صورة تجمعها بصديقتها مفاده مسيء إلى المهنة والمؤسّسات الطّبّيّة والممرّضات، على حدّ وصف المجلس التّأديبي للمدرسة.

وفور انتشار الخبر، ضجّت مواقع التّواصل الإجتماعيّ بتعليقات روّاده، فمنهم من ناصر الطّالبة معتبرًا ما قامت به مزحة لا تستدعي تداعيات قاسية كالتي واجهتها، ومنهم من رأى محقّةً ردّات الفعل والإجراءات التي اتُّخذَت بحقّها.

بين المعارضين والمطالبين بإنصاف الفتاة، قضيّة جديدة تفتح أبواب ملفّ دقيق يستوجب الإهتمام والجدّيّة، قضيّة أكبر من حادثة الطّالبة، قضيّة أوسع وأشمل تطال الجميع، قضيّة مواقع التّواصل الإجتماعيّ.

ينجذب الشّباب لهذه المواقع باعتبارها المجال الرّحب للدّخول في العالم الإفتراضيّ والإبحار في كلّ الجهات، والأرض الخصب لإبداء الآراء والإهتمامات.

ولكن، قلائل هم من يعون خطورة مواقع التّواصل المتمثّلة بفايسبوك، تويتر، إنستاغرام، سنابتشات، وغيرها تطبيقات إلكترونيّة باتت تسيطر على حياة الشّباب والمراهقين.

قد يكشف هؤلاء على صفحات مواقع التّواصل الإجتماعيّ معلومات شخصيّة عن حياتهم، كثيرًا ما تكون حميمة وخاصّة جدًّا، تعكس بوضوح وبدون امتناع أيّامهم وأهواءهم وأصدقاءهم ومشاويرهم ومختلجات أنفسهم.

تحتلّ إذًا هذه المواقع جزءًا كبيرًا من حياة مستخدميها، تلعب أدوارًا أساسيّة فيها، تشاركهم أحداثهم وتدخل بأدقّ تفاصيل أيّامهم؛ وذلك باقتحام عدسات الهواتف الذّكيّة الحياة الخاصّة طواعيّةً، لتصبح أخبار المرء مشاعة، فتكون الصّفحات الإلكترونيّة ساحات لإفشاء الأسرار ولبثّ لحظات خاصّة لا يجب مشاركتها مع الغير.

يجدر بالمرء ألّا يتمادى باعتبار هذه المواقع مكانًا خاصًّا وألّا يسيء إستخدامها، لكي لا يعطي الملايين من المستخدمين الحقّ بالتّعدّي على حرمة حياته الخاصّة بأعين فضوليّة قادحة..