صحّة
24 أيار 2022, 10:45

موجة غامضة من "أصابع كوفيد" تثير التساؤلات

تيلي لوميار/ نورسات
شاهد أطباء الأمراض الجلدية في الأيام الأولى لتفشي وباء "كوفيد-19" أصابع أقدام حمراء وبنفسجية متورمة أكثر مما رأوا طيلة سنوات من مزاولة مهنتهم. واليوم، يحاول العلماء كشف أسرار هذه الطفرة في حالات "أصابع كوفيد"، وما إذا كان "كوفيد-19" هو المذنب الحقيقي.

ترتبط هذه الأعراض عادة بموجات البرد، إذ يعاني البعض من تورم أصابع القدمين وتغير لونها، وقد يصل الأمر إلى ظهور طفح جلدي مثير للحكة وتقرحات مؤلمة نتيجة التعرض المتكرر للبرد والرطوبة، وقد يظهر أحيانًا على أصابع اليدين والأذنين والأنف. لكن من النادر جدًا أن يتم ربط أعراض كهذه بفيروس، وهذا ما تسبب بذهول العلماء والأطباء لدى ظهور طفرة في الحالات التي تزامنت مع انتشار الوباء. العديد من المصابين بأصابع كوفيد كانوا من فئة الأطفال والشباب الذين لم تظهر عليهم أعراض الإصابة بـ"كوفيد-19"، أو ظهرت عليهم أعراض طفيفة. الأغرب أن أغلب المصابين بأصابع كوفيد لم يحصلوا حتى على نتيجة فحص إيجابية؛ ولم تُظهر التحاليل وجود أجسام مضادة لديهم، ما قد يعني أن فيروس كورونا لم يدخل أجسادهم على الإطلاق.

يزيد إنتاج الإنترفيرون لدى صغار السن، ويتناقص إنتاجه مع تقدم السن، وهذا يفسر زيادة الإصابات بين الشباب والأطفال.

عثر الباحثون في أجسام المصابين بأصابع كوفيد على نِسبٍ كبيرة من "الإنترفيرون"، وهو بروتين تفرزه الخلايا كخط دفاع أول في مواجهة الفيروسات الدخيلة، ويشتبه الباحثون في أن الجهاز المناعي لدى هؤلاء المصابين قد تفاعل بعنف تجاه الفيروس الدخيل منتجًا قدرًا كبيرًا من هذه البروتينات. وقد يفسر هذا أيضًا سبب حصولهم على نتائج فحص سلبية؛ وانعدام الأجسام المضادة لكوفيد 19، إذا إن نسبة كبيرة من بروتين الإنترفيرون كفيلة بالتخلص من عدوى "كوفيد-19" قبل أن تظهر أعراضها أو أن ينتج لها الجسد أجسامًا مضادة. ويزيد إنتاج الإنترفيرون لدى صغار السن، ويتناقص إنتاجه مع تقدم السن، وهذا يفسر زيادة الإصابات بين الشباب والأطفال.

ومن المرجح أن بروتين الإنترفيرون ليس السبب الوحيد في إصابات أصابع كوفيد، فمرضى السرطان والكبد الوبائي يتلقون علاجًا بالإنترفيرونات لمساعدة أجسامهم على وقف انتشار الفيروسات والتخلص منها، ورغم ذلك لم تظهر لديهم أعراض أصابع كوفيد. وفي المقابل يرى بعض الباحثين أن هذه الأعراض غير متصلة بوباء "كوفيد-19" على الإطلاق، بل أنها نتيجة لتغير سلوك الناس إثر تفشي الوباء. فمع الإغلاق العام وحظر التجوال، لم تعد هناك حاجة لارتداء الجوارب والأحذية التي كانت تدفئ أقدامهم؛ ما جعلهم أكثر عرضة للإصابة بهذه الأعراض نتيجة تعرضهم للبرد.

 

المصدر: National Geographic