متفرّقات
11 آب 2025, 13:45

ميلاد معوّض الغزال: رجل إيمان ورحمة... عاش ليعمل ويساعد

تيلي لوميار/ نورسات
"لم يكن ميلاد معوض الغزال رجلاً يمرّ في الحياة مرور العابرين… كان أرزةً تضرب جذورها في الأرض، وفروعها تعانق السّماء. بابًا مفتوحًا للفقراء، ويدًا حانية على اليتيم، وصوتًا يطمئن المريض.

جمع بين نجاح يرفع الرّأس وعطاء يملأ القلوب، فترك إرثًا لا يُقاس بالأرقام، بل بالوجوه التي ابتسمت بفضله والدّموع التي جففها بيده."

في أمسية حملت عبق الوفاء ودفء الذّكريات، شهد فندق بيلمونت – أوّل فندق شيّده الرّاحل ميلاد معوض الغزال – حفل توقيع كتاب "ميلاد معوّض الغزال: رجل إيمان ورحمة... عاش ليعمل ويساعد 1929 - 2017" يروي مسيرة هذا الرّجل الذي لُقّب بـ"أرزة إهدن" و"بيّي لفقير". الحفل جمع فعاليّات رسميّة ودينيّة واجتماعيّة، إلى جانب أفراد عائلته وأصدقائه ومحبّيه، ليكون مناسبة لتكريم إرثه الإنسانيّ والاقتصاديّ معًا.

إستهلّ الحفل بعرض فيلم قصير من إعداد الإعلاميّة جوزفين ضاهر، وثّق محطات بارزة من حياة الغزال، مسلّطًا الضّوء على إنجازاته في مجال الإعمار والتّنمية، وعلى مبادراته الخيريّة التي جعلته قريبًا من قلوب النّاس.

تلا ذلك كلمة المطران جوزيف نفّاع، ممثّلاً البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، حيث تحدّث عن فضائل الرّاحل، متوقّفًا عند الدّور المؤثّر لوالدته التي غرست فيه الشّجاعة وحبّ الفقير، وجعلته يرى في العطاء نهج حياة.

ثم كانت كلمة المطران أنطوان نبيل العنداري، الذي رافق الغزال لسنوات طويلة في مسكنه في إدما. أضاء العنداري على مزايا الرّاحل في العمل الشّجاع، سواء في مشاريع الإنماء والإعمار أو في ميادين العمل الخيريّ، مؤكّدًا أنّ عطاءه لم يعرف حدودًا. وعلى المثل الانجيليّ تابع العنداري أنّ ميلاد معوض الغزال بأعماله الخيريّة كان من يقرض الله والله يجازيه خيرًا لا ينضب.

من جانبه، تناول الكاتب ظروف إعداد الكتاب ومضمونه، مبررًا كيف ركّز على الجانب الإنسانيّ قبل الجانب المهنيّ من سيرة الغزال، فوصفه بأنّه "باب الفقير، عكّازة المسنّ، حبّة دواء المريض، منحة الطّالب". وأشار إلى أنّ تجربته جمعت بين النّجاح في عالم الأعمال والإصرار على التّمادي في العطاء.

ميلاد جورج معوض الغزال، حفيد ميلاد معوض الغزال، اعتبر أنّ ما ورثه عن جدّه من نجاح ومحبّة للعائلة والفقراء هو إرث ثمين ومسؤوليّة كبرى، تضعهم أمام استحقاق النّجاح في العمل وفعل الخير فيحملوا شعلة العطاء.

وإختُتم الحفل بتوقيع نسخ الكتاب بين جدران فندق بيلمونت، في لحظة بدت وكأنّها تعيد وصل الحاضر بالماضي الذي صنعه الغزال بيديه.