لبنان
27 كانون الأول 2023, 14:50

ميناسيان: المصالحة ستؤثّر على ازدهار مجتمعنا الأخلاقيّ والاجتماعيّ والسّياسيّ وخاصّةً الإنسانيّ

تيلي لوميار/ نورسات
فرح المؤمنون في كاتدرائيّة مار الياس- الدّبّاس بميلاد الرّبّ يسوع، خلال قدّاس العيد ترأّسه كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان الّذي عايدهم وتساءل أمامهم في عظته "لماذا أراد هذا الإله العظيم أن يتجسّد ويتحمّل كلّ الصّعاب والتّهجير والحرمان إن لم ير فينا ما يحبّ؟".

وقال ميناسيان بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "لقد بشّر الملاك الرّعاة بولادة المخلّص أيّ إنّ الله أراد أن يتجسّد وولد من مريم العذراء وصار إنسانًا مثلنا، تجسّد ليسعف خليقته من الضّياع والهلاك. ومن هو ذاك الإنسان، تلك الخليقة الّتي من أجلها أراد الله أن يبذل نفسه من أجلها؟ ذاك الإنسان هو أنت، هو أنا، هو نحن شعبه المختار. لقد تجسّد هذا الإله وجبروته ليجذبنا إليه، أيّ ليصالحنا مع الآب وينقذنا من نار الهلاك، لأنّ المصالحة تنبع من المحبّة والمحبّة تنبع من التّضحية، والتّضحية تبذل نفسها في سبيل سعادة الآخر. هذا هو سرّ الميلاد وهذا هو جمال العيد، بالمصالحة، والمحبّة والعطاء."

وتابع: "هذا هو ما ينقصنا اليوم في حياتنا الاجتماعيّة، إسلامًا كنّا أو مسيحيّين، لقد غيّرنا المقاييس وصرنا نتاجر بالمحبّة ونبادلها بالبغض والحقد والإجرام. تبنّينا الحروب بدل التّآخي، والكراهيّة بدل الحبّ والتّضحية. لقد ألغينا في حياتنا حضور الله الّذي نزل من عرشه حتّى يدلّنا على طريق النّور فيكون معنا وفينا بسرّ القربان المقدّس. فلذا أطلب منكم أن نهرع إلى مغارة بيت لحم المتجسّدة اليوم على مذابحنا ببيت القربان ونترجّاه أن يغفر ما خطئنا به ويمنحنا العزيمة للتّفوّق على أنانيّتنا ونؤمّن المصالحة أوّلاً مع نفوسنا، ومن ثمّ مع ربّنا، ومحبّةً بربّنا مع أخينا الإنسان لكي نشيد سويّةً مجده على هذه الأرض، هذه المصالحة ستؤثّر على ازدهار مجتمعنا الأخلاقيّ والاجتماعيّ والسّياسيّ وخاصّةً الإنسانيّ".

وإختتم ميناسيان: "لا أريد ذكر بأنّنا بحاجة إلى رئيس لهذا الوطن وحكومة تسهر على مواطنيها، بل أكتفي بقولي من أحبّ الله أحبّ أخاه، ومن أحبّ أخاه أحبّ وطنه. وهكذا نجتمع كلّنا سويّةً لنردّد كلام الملاك المبشّر لا تخافوا، لقد ولد لكم اليوم مخلصٌ، فالمجد لله في العلى وعلى الأرض السّلام".