ثقافة ومجتمع
19 تشرين الثاني 2014, 22:00

نحلم باستقلال لبنان حقيقي!

(غلوريا بو خليل، نورسات) نحلم باستقلال لبنان، نحلم بلبنان الذي حلم وآمن به البطريرك الحويك الذي رأى لبنان كبيراً فكان لبنان الكبير. نحلم بلبنان الذي غنّاه وديع الصافي فقال فيه :"لبنان يا قطعة سما".نحلم بلبنان الشامخ الأخضر الجميل، لبنان أرض الحرف والعراقة والإبداع، لبنان أرض القديسين، لبنان الذي عرّف عنه البابا يوحنا بولس الثاني أنه أكثر من وطن أكثر من بلد إنه رسالة.
تربينا على لبنان الحرية والكرامة والعنفوان، هذا ما تعلمناه في المنزل والمدرسة.
منذ 40 سنة ولغاية اليوم لبناننا لم يعد لبنان الذي عهدناه. في الماضي رجالاته أمثال ميشال شيحا وشارل دباس ورياض الصلح ومجيد ارسلان وكثيرون غيرهم آمنوا بلبنان، والشهداء الذين بذلوا انفسهم من أجل لبنان وروا بدمائهم أرض الوطن لكي يبقى وطناً شامخاً، نشتاق الى وطنيتهم الصادقة ومواقفهم المشرّفة تجاه الوطن.
في 22 تشرين الثاني 1943، أخذ لبنان استقلاله نتيجة ثورات شعبية ومواقف رجولية، واليوم في 22 تشرين الثاني 2014 التاريخ يعيد نفسه، ها نحن نسعى لاستعادة السيادة والحرية والاستقلال. الاستقلال عن تدخلات الدول الأجنبية، الاستقلال عن المصالح الشخصية، الاستقلال عن الاستغلال والارتهان.
نخاف على لبنان من هؤلاء الذين يتصرفون كتجار الهيكل فيتاجرون بالوطن، وغيرهم من يبيعونه على غرار يهوذا الاسخريوطي الذي باع المسيح لقاء حفنة من الفضة. إنهم خارج سرب الوطنية
لكن، وبالمقابل، لدينا اليوم في لبنان رجالات أمثال سابقيهم لديهم بمواقفهم الوطنية المشرّفة، على سبيل المثال بطاركة الشرق وشخصيات سياسية ومدنية وعلمانية تنبض في دمهم روح الوطنية. إيماننا كبير ونحن مطمئنون ما دام هناك صوت واحد يجاهر "يصرخ في البرية" ويدعو لإنقاذ لبنان، صوت لديه إيمان ثابت وعميق بحقيقة وطن النموذج والرسالة على الرغم من كل شيء. نحن مطمئنون وسنظل نحلم بلبنان وسنحيا الاستقلال بقوة جيشنا الباسل الذي يصون وسيصون لبنان مهما غلت تضحياته.
نريد لبنان المستقلإذاً مسؤوليتنا كبيرة. لنحقق هذا الهدف، علينا، كلٍ من مكانه، أن نتجذّر بأرض الوطن، أن نتشبّث بلبنان الحر والمستقل، أن نطرد الباعة من الهيكل، أن ننتمي الى هذا الوطن. فالاستقلال يُؤخذ ولا يُعطى ولا يُستعطى!
علينا أن ننهي هذه الجلجثة، جلجثة لبنان، لنصل الى قيامة هذا الوطن الذي نحب ولنستيقظ على استقلال لبنان الحقيقي، استقلال يشرّفنا ويشرّف أرضنا المقدسة.